إيران تستعد لمعركة مع أوروبا وأمريكا في الأمم المتحدة

> برلين «الأيام» رويترز :

>
مصنع اصفهان
مصنع اصفهان
تسعى إيران لحشد حلفاء لإحباط محاولة مشتركة للاتحاد الأوروبي وواشنطن لإحالة طهران الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بسبب مخاوفهم من أنها قد تقوم بانتاج أسلحة نووية.

وستجتمع في 19 سبتمبر أيلول الجاري 35 دولة عضوا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة لبحث برنامج إيران النووي ويريد الاتحاد الاوروبي إحالة ملف طهران إلى مجلس الامن الدولي.

ويبذل دبلوماسيون امريكيون ومن الاتحاد الاوروبي محاولات لاقناع اعضاء رئيسيين في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالموافقة على احالة إيران الى مجلس الامن بعد ان استأنفت طهران الشهر الماضي عمليات تحويل اليورانيوم في منشأة بمدينة اصفهان التي سبق أن اوقفت العمل فيها بموجب اتفاق ابرمته في نوفمبر تشرين الثاني الماضي مع الدول الاوروبية الثلاث الكبرى فرنسا وبريطانيا والمانيا.

وتعتقد واشنطن والقوى الأوروبية الثلاث أن إيران تحشد قدرات لانتاج أسلحة نووية ودعت طهران إلى التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في انتاج وقود يمكن استخدامه إما لانتاج طاقة أو لصنع اسلحة نووية.

لكن إيران التي تؤكد أن طموحاتها النووية سلمية ترفض التخلي عما تقول إنه حقها السيادي في أن يكون لديها برنامج نووي كامل وبدأت تبذل جهودا للضغط لابقاء الأمر بعيدا عن يد مجلس الأمن.

وقال علي لاريجاني كبير مفاوضي ايران النوويين للصحفيين هذا الأسبوع في اعقاب عودته من باكستان حيث عرض وجهة نظره على مسؤولين كبار هناك "عليهم (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) أن يدركوا أنه لا يمكنهم التحدث مع إيران بلغة القوة."

وأضاف محذرا "ستخسر دول كثيرة إذا أحيل ملف إيران النووي لمجلس الأمن."

وقال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن إيران تركز جهودها على اعضاء رئيسسين في مجلس محافظي الوكالة مثل الصين وروسيا والهند وباكستان وجنوب أفريقيا وغيرها من دول مجموعة عدم الانحياز التي تكن قدرا كبيرا من التعاطف للمبررات التي تسوقها طهران.

ورغم معارضة روسيا والصين ودول أخرى يريد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدخل مجلس الأمن الدولي للتأكد من أنه يعترف في نهاية المطاف بأن طموحات إيران النووية تشكل واحدة من قضايا الأمن العالمي الرئيسية.

وهو أمر لا يمكن أن تفعله الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوصفها هيئة فنية غير سياسية تهتم بالمواد النووية لدى الدول.

وقال روديجر لودكنج وهو مفاوض ألماني كبير في المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وإيران في برلين الأسبوع الماضي "اننا (القوى الأوروبية الثلاث) مجمعون في تقييمنا للطريق الذي يجب ان نسلكه في اعقاب ما حدث.. على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الان أن يحيل المسألة الى مجلس الامن."

وأدلى مسؤولون بريطانيون ومسؤولون آخرون في الاتحاد الأوروبي بتصريحات مماثلة,وأعلنت روسيا في الأسبوع الماضي معارضتها الإحالة لمجلس الأمن لكن بعض الدبلوماسيين والمحللبن يشكون في أن هذا هو رأي موسكو النهائي.

قال كينيث بولاك وهو محلل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وخبير في شؤون إيران في معهد بروكينجز للأبحاث بالولايات المتحدة "طالما ان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جادون فيما يتعلق بإيران فسيكون الروس جادين كذلك."

لكنه استطرد قائلا إن شكوكا جدية تساوره بشأن قدرة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنقسم على نفسه في اتخاذ موقف صارم وموحد بشأن إيران هذا الشهر,ويشاركه في تلك الشكوك مسؤولون من القوى الأوروبية الثلاث التي سعت على مدى عامين لدفع إيران التخلي عن بنود من برنامجها النووي مقابل حوافز اقتصادية وتجارية.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي "ليس هناك ما يضمن نجاحه."

وقال لودكنج إن إحالة الملف الى مجلس الامن الأمن تؤدي تلقائيا إلى فرض عقوبات,وإنما يمكن لمجلس الأمن أن يستخدم سلطته لمطالبة إيران باستئناف مفاوضاتها مع القوى الأوروبية الثلاث وتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي انهته الشهر الماضي.

وسيعرض رئيس إيران الجديد المتشدد محمود أحمدي نجاد على كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة اقتراحا جديدا لحل الأزمة الذرية بين إيران والغرب وذلك على هامش قمة الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع القادم.

وقال دبلوماسي في برلين لرويترز في الأسبوع الماضي "سيقدم هذا الاقتراح قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية مباشرة وقد يؤدي إلى نداءات بعدم إحالة ملف إيران لمحلس الأمن إلى أن يدرس الاقتراح الإيراني بصورة وافية."

وأضاف "هذه استراتيجية إيران لتأجيل الإحالة لمجلس الأمن."

وقال الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه أو بلده مشيرا إلى معلومات مخابرات جمعتها بلده إن الاقتراح قد يشمل توسيع المفاوضات لتضم بلدانا أكثر تعاطفا مع وجهة النظر الإيرانية وخصوصا روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا.

وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه بغض النظر عن العرض الإيراني الجديد فلن تكون هناك محادثات اخرى دون تعليق كامل لتخصيب اليورانيوم. لكنهم أقروا بأن دول عدم الانحياز التي تشكل حوالي ثلث عدد اعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستفضل تأجيل أي إحالة للملف الإيراني إلى مجلس الأمن.

وقال مسؤول من إحدى الدول الأوروبية الثلاث في الأسبوع الماضي "نحاول اقناعهم بعكس ذلك."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى