اعصار كاترينا دمر ثقة الامريكيين ببوش ومواطن امريكي يسب ديك شيني لدى زيارته للمناطق المتضررة

> واشنطن «الأيام» كلاوس مار وبات ريبر:

>
جنود اميركيون يقومون بتفتيش المنازل واحدا واحدا لجمع جثث الضحايا وسط سرية تامة وتكتم على عدد القتلى
جنود اميركيون يقومون بتفتيش المنازل واحدا واحدا لجمع جثث الضحايا وسط سرية تامة وتكتم على عدد القتلى
انشغل البيت الابيض في ضوء ضعف استجابته فيما يتعلق بإغاثة ضحايا إعصار كاترينا بمحاولة استعادة ثقة الشعب الامريكي وتجنب موجة الغضب الكاسحة التي تطالب بمحاسبة المسئول عن هذه الكارثة.

ولم تتوقف إدارة الرئيس جورج بوش منذ أكثر من أسبوع عن توجيه موارد الدولة إلى جهود الاغاثة إلى ساحل خليج المكسيك بل ونظمت صفوف كبار مسئوليها من أجل إنقاذ نفسها من تبعات الازمة.

وتراجعت شعبية بوش إلى أدنى مستوياتها حتى قبل وقوع الاعصار.

وأوضح استطلاع رأي أجرته شبكة أية بي سي الاخبارية وصحيفة واشنطن بوست في 30 أغسطس الماضي وهو آخر استطلاع متاح أن شعبية بوش بلغت 45 في المئة. وأصبحت إدارة الازمات بدءا من هجمات 11 سبتمبر عام 2001 سمة مميزة للرئيس بوش ومن الممكن أن ينطوي الاخفاق في مواجهة إعصار كاترينا على عواقب خطيرة بالنسبة لجدول أعمال الرئيس الامريكي.

وكان بوش يهدف إلى إصلاح نظام التقاعد الفيدرالي وجعل تخفيض الضرائب أمر دائم بالاضافة إلى إقناع البلاد بأن حملته في العراق جعلت أمريكا أكثر آمنا.

إلا أن التقارير المستمرة عن الامريكيين الذين يلقون حتفهم في العراق وعدم قدرة حكومة بغداد الجديدة على التوصل إلى دستور يحظى بالاجماع وتباطؤ الكونجرس في تنفيذ الاصلاحات أضعفت موقف بوش.

وأثار ضعف استجابة بوش لاعصار كاترينا الذي ترك عشرات الآلاف معظمهم من الامريكيين السود الفقراء محاصرين في نيو أورليانز التي تحولت لمستنقع من المياه بدون طعام أو ماء أو كهرباء أو حماية من الشرطة طيلة أربعة أيام سخطا ليس في أوساط الشعب الامريكي والمعارضة الديمقراطية فحسب ولكن أيضا بين صفوف حزبه الجمهوري. بل وحتى كولن باول وزير الخارجية السابق خلال فترة ولاية بوش الاولى كان ساخطا.

وقال في تصريحات لشبكة أية بي سي أمس الأول الجمعة "لم تتخذ إجراءات كافية".

وأضاف "أعتقد إنه لم تتم الاستفادة من الوقت الذي كان متاحا أمامنا ولا أعرف سبب ذلك".

وسعيا إلى وقف موجة الانتقادات قام بوش فضلا عن نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكبار المسئولين الآخرين بجولات في المنطقة للحديث عن جهود الاغاثة الخاصة بالاعصار.

ودأب البيت الابيض وزعماء حزب بوش الجمهوري على تكرار عبارة أن الوقت ليس مناسبا لتوجيه أصابع الاتهام وسارعوا إلى تحميل السلطات المحلية والولايات مسئولية جهود الاغاثة.

وبالنسبة للشعب الامريكي بعث البطء في الاستجابة تجاه كارثة الاعصار رسالة مزعزعة مفادها أنه رغم هجمات عام 2001 وما تبعها من تطوير لعملية الاستجابة فإن واشنطن لا يمكن التعويل عليها في وقت الازمات. ونالت هيئة إدارة الطوارئ الفيدرالية ورئيسها مايكل براون النصيب الاكبر من الانتقادات ليس فقط من جانب الديمقراطيين الذين طالبوا برأسه بل أيضا من سائر وسائل الاعلام الامريكية.

وطالبوا بمعرفة كيف لم يتسن لبراون الذي زعم إنه ليس لديه فكرة عن الفوضى والعنف في نيو أورليانز مشاهدة التغطية الاعلامية للمناطق المنكوبة على مدار يومين.

ونال تشيني نصيبا من الانتقادات الشعبية يوم الخميس الماضي في ميسيسبي حيث وجه له أحد المارة كلمات نابية. وأثار سلوك بوش خلال الاعصار شكوكا عامة. فقبل أن يهب الاعصار كان في نزهة ودعا الناس إلى الالتزام بتعليمات الاجلاء ولم يخرج عن برنامجه المعتاد سوى بعد أن اجتاح الاعصار الشواطئ الامريكية. وفي ٍيوم 29 أغسطس وهو اليوم الذي وصل فيه كاترينا سافر بوش إلى أريزونا ومنها إلى كاليفورنيا للحديث عن خططه لاصلاح نظام التأمين الصحي الحكومي لكبار السن وألقى نكاته المألوفة ولم يتطرق إلى الاعصار إلا في أضيق الحدود.د.ب.أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى