> توقع الجيش الاميركي امس الاحد ان تنتهي سريعا العملية العسكرية الجارية في مدينة تلعفر في شمال العراق قرب الحدود مع سوريا والهادفة الى طرد المسلحين العراقيين والمقاتلين العرب منها.

وقال الكومندان روبرت موليناري من الفرقة الثالثة مدرعات في الجيش الاميركي للصحافيين في تلعفر (60 كلم من الحدود السورية) "ستنتهي العملية قبل الخامس عشر من ايلول/سبتمبر".

واضاف "تم عزل المتمردين في حي السراي في جنوب شرق المدينة ولم تعد هناك مناطق يسيطرون عليها. فهم اما هاربون واما اموات".

واعلنت وزارة الدفاع العراقية من جهتها ان القوات العراقية دخلت الحي، وهو آخر موقع يشهد تمردا. وقالت في بيان ان "عمليات التفتيش والتطهير جارية"، مشيرة الى توقيف 240 مشبوها ومقتل ثلاثة مقاتلين خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.

وقال الكومندان موليناري ان العملية التي تحمل اسم "ريستورينغ رايتس" (اعادة الحقوق) تجري بمشاركة حوالى ستة الاف جندي عراقي يدعمهم اربعة الاف عسكري اميركي.

وفي بيان نشر في بغداد قبل بيان الوزارة العراقية، قال الجيش الاميركي "منذ 26 اب/اغسطس، قتل 141 ارهابيا واعتقل 211 مشبوها وكشفت تسعة مخابىء للاسلحة".

واورد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي عدد القتلى نفسه، الا انه قال انهم سقطوا خلال يومين.

ونقل البيان الاميركي عن متحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات الكولونيل بيلي جي. باكنر قوله ان العملية تهدف الى وضع حد لوجود "الارهابيين والمقاتلين الاجانب" في تلعفر.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت انها ستغلق اعتبارا من الثامنة من صباح الاحد (4،00 ت غ) معبرا حدوديا مع سوريا قريبا من تلعفر.

وقال وزير الداخلية بيان باقر صولاغ "قررت الحكومة اغلاق الحدود مع سوريا عند معبر ربيعة، باستثناء السيارات التي تحمل اذونات من وزارة الداخلية".

كما فرضت الحكومة حظر التجول في منطقة ربيعة بين الساعة 20:00 (16:00 ت غ) والساعة 6:00 (2:00 ت غ) ومنعت حمل السلاح في المنطقة.

واعرب الهلال الاحمر العراقي امس عن قلقه ازاء الوضع الانساني في تلعفر.

وجاء في بيان صادر عن المنظمة ان "الوضع الحالي خطير"، مشيرا الى حصول نزوح كثيف للسكان من هذه المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 300 الف قبل العمليات العسكرية الاخيرة.

وقدر الهلال الاحمر عدد العائلات التي غادرت المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب الموصل بين خمسة آلاف الى سبعة آلاف. ويتالف سكان تلعفر من السنة والشيعة والتركمان.

واعلن الهلال الاحمر انه اقام مخيما يضم 500 خيمة على بعد عشرين كيلومترا شرق المدينة وانه زوده باربعين مرحاضا وعشرين شاحنة صهريج محملة بالماء تتسع كل منها لما بين الف الى 1500 ليتر.

واكد الهلال الاحمر انه سيكون قادرا، بدعم منظمات انسانية اخرى، على مساعدة 2500 عائلة.

من جهة ثانية، اعلن الجيش الاميركي انه بدأ امس الاحد عملية بحث عن عناصر من تنظيم القاعدة في الرطبة في وسط محافظة الانبار في غرب العراق.

وقال بيان عسكري ان عملية "الزوبعة" التي شنت مع ساعات الصباح الاولى تهدف الى القضاء "على ارهابيين من القاعدة يتحركون في المنطقة وارباك شبكات دعمهم في مدينة الرطبة ومحيطها" (375 كلم غرب بغداد).

واشار البيان الى ان عناصر القاعدة كثفوا "من عمليات التخويف والقتل" في المنطقة ونجحوا في الانتقال اليها بسهولة لشن هجماتهم ضد المدنيين والقوات العراقية والقوات المتعددة الجنسيات.

كما اعلن الجيش الاميركي مقتل جندي اميركي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته في سامراء شمال بغداد، مشيرا الى اصابة جنديين اخرين بجروح في الهجوم نفسه.

وبذلك يرتفع الى ما لا يقل عن 1884 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك او حوادث في العراق منذ اجتياح البلاد في اذار/مارس 2003، وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى اخر ارقام البنتاغون.