> غادر آخر الجنود الاسرائيليين قطاع غزة صباح امس الاثنين لينهوا بذلك 38 عاما من الاحتلال ولتبدأ مظاهر الفرح والاحتفالات الصاخبة بين آلاف الفلسطينيين الذين تدفقوا على المستوطنات اليهودية الخالية.

واضطرمت الحشود كان بينها عشرات المسلحين الملثمين في أزياء صاعقة خضراء النيران في المباني العامة المهجورة والكنس الخالية والتي تركها الاسرائيليون دون ضرر.

وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إن السيارة العسكرية الاخيرة عبرت معبر كيسوفيم إلى داخل إسرائيل ما بين الساعة 6.45 و7 صباحا (04:00 بتوقيت جرينتش).

وفي الساعة السابعة وثلاث دقائق صباحا أغلق البريجادير أفيف كوشافي قائد القوات الاسرائيلية في غزة بوابة معبر كيسوفيم ورأس مراسم احتفال قصيرة في المعبر مشيرا إلى أن "المهمة استكملت وعهدا قد ولى".

وتلقى الجنود الاسرائيليون الامر بمغادرة قطاع غزة بعد وقت قصير من الساعة الواحدة صباح امس الاثنين (2200 بتوقيت جرينتش أمس الاول).

وانسحبت القوات الاسرائيلية من جميع المستوطنات اليهودية البالغ عددها 21 مستوطنة في قطاع غزة حوالي الساعة الثالثة صباحا (1200 بتوقيت جرينتش) وحل محلهم على الفور آلاف من أفراد قوات الامن الفلسطيني التي وصلت على متن حافلات وهي تلوح بالاعلام الفلسطينية عبر نوافذ الحافلات.

ولم تستطع القوات الفلسطينية كبح جماح عشرات الالاف من الفلسطينيين والمسلحين الذين تبعوهم ونظموا مسيرات داخل المستوطنات وسط هتاف وغناء ورقص وإطلاق نار في الهواء.

وأضرمت الحشود النيران في أربعة معابد على الاقل في مستوطنات كفار داروم ونتساريم وموراج ونافيه ديكاليم سابقا حيث اسودت حوائط البنايات المهجورة.

وكان أعضاء الحكومة الاسرائيلية قد صوتوا في اللحظة الاخيرة أمس الاول الاحد لصالح ترك المعابد اليهودية دون مساس وطالبوا السلطة الفلسطينية بضمان عدم تدميرها.

غير أن المسئولين الفلسطينيين الذين طلبوا من إسرائيل تدمير المستوطنات قالوا إن القرار له دوافع سياسية وحذروا من عدم قدرتهم على ضمان عدم إصابة ما وصفوه "برموز الاحتلال" بالضرر.

وفي نتساريم، قال مراسل وكالة الانباء الالمانية هناك إن سحب الدخان ارتفعت وسط الظلام بينما أشعلت عشرات الحرائق وسط أنقاض منازل المستوطنات المدمرة وأشعلت النار في الاشجار أيضا.

وتسلق أحد الرجال في زي عسكري حائط معبد في حين صعد آخرون إلى السطح ورفعوا أعلام سوداء وأعلام الجماعات المسلحة.

وكانت أول مستوطنة سلمت إلى قوات الامن الفلسطينية هي نافيه ديكاليم,ورفع ضباط الامن الفلسطينيون العلم الفلسطيني للمرة الاولى على مقر القيادة في قطاع غزة حيث أنزل العلم الاسرائيلي في وقت مبكر من الليلة الماضية.

ورغم أن الاحتفالات هدأت في وقت لاحق إلا أن العديد من الاشخاص كانوا يتجولون حول المستوطنة وهم يلتقطون الصور أمام المباني المدمرة في حين كان يشير آخرون على مواقع لصغار السن من الاقارب.

وفي مدينة غزة أقام عشرات الالاف من الفلسطينيين الاحتفالات الليلة الماضية حيث قادوا سياراتهم في مختلف أنحاء القطاع وهم يطلقون أبواق السيارات ويهللون.

وسمع دوي الاعيرة النارية التي أطلقت في الهواء احتفالا بتلك المناسبة في كل مكان.