أصحاء محتالون ومرضى يكابدون

> «الأيام» عبدالحكيم عبدالله الهظام / المنصورة - عدن

> في زحمة الحياة وظروفها القاسية وحباً في الدنيا وزخرفها الزائل، يشعر المرء حقيقة بالمرارة والأسى والألم لما وصل إليه حال بعض الإخوة من عدم تحريهم عن الحلال من الحرام وتسابقهم الرهيب على الكسب السريع السهل، وذلك بادعاء بعضهم أمراضاً خبيثه، كزعموا نهم يعانونها، فهؤلاء ينتزعون حقاً ليس من حقهم، فهذا المال رصد من قبل الدولة لمرضى حقيقيين يكابدون أوجاع المرض ويصارعون نفقاته الباهضة، فلماذا تـُنازعون هؤلاء المرضى وأنتم الأصحاء، تلك الأموال التي بالكاد تغطي نفقات علاجهم.

والكل يعلم تلك الأساليب الملتوية التي يتبعها هؤلاء لإستخراج وثائق ليست من حقهم. إن أفعالهم هذه تتنافى مع كل القيم والأخلاقيات والنزاهة والعفة، وإنك لتعجب أشد العجب من رجال خاضوا بحق غمار العلم والمعرفة وتلقبوا بملائكة الرحمة وزينت أعناقهم سماعات أنيقة كأنها البلسم. وقد أقسموا بالله أن يحافظوا على شرف المهنة، ولكن للأسف جرفتهم تيارات الجشع والطمع المهلك إلى مستنقعات عدم الخوف من الله؟

فنداءً إلى أطبائنا المختصين في هذا المجال: اتقوا الله في المرضى الحقيقيين المستحقين لتلك الوثائق التي بها يتم سفرهم إلى خارج البلاد لتلقي العلاج، فالكل يعلم العذابات والمعاناة التي يعانيها المرضى في متابعة الإجراءات المملة والروتين القاتل، فسخروا جهدكم للمرضى الحقيقيين وليس للأصحاء المحتالين .. إنني بهذا أنقل واقعاً معاشاً ملموساً ولا يستطيع أن ينكره أحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى