كــركــر جمل

> عبده حسين أحمد:

> هل لا حياة بعدنا ولا معنى لها؟.. أم هل نقول يا نفس ما بعدك نفس؟.. وإلا من يستطيع أن يفسر لنا هذا الذل والهوان لمحافظة عدن .. ومن الذي أعد هذه الموازنة التي لا تستحق أن تذكر .. ولا تستحق قيمة الحبر والأوراق التي كتبت عليها؟.. وهل هذا المبلغ الضئيل 1.7 مليار ريال يمكن أن يلبي احتياجات ومتطلبات محافظة عدن؟ .. إن مثل هذا العمل لا يمكن أن يوصف إلا بأنه نموذج للفساد والجهل والاستخفاف والاستهانة بمحافظة عدن .. فلا ضوابط لشيء على شيء .. وهذا الأمر تنفيذه مستحيل.. وهذا العمل بالضبط لا يجب القيام به .. فالموازنة معكوسة تماما .. ومن الأفضل ألا تكون هناك موازنة لمحافظة عدن .. إذا كانت بهذا الشكل وهذا القدر الذي لا يتناسب مع حجم النفقات للعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن.

إن الأخطار القاتلة تظهر عادة بسرعة .. ويكون الفاعل الحقيقي معروفا.. وتجيء النتائج مختلفة تماما عن المعنى المقصود إذا لم يراجعه أحد في ذلك .. فمن يصدق أن عدن ترفد خزانة الدولة بمبلغ يصل إلى37 مليار ريال سنويا .. ثم يكون العائد من هذا المبلغ الهائل 1.7 مليار كميزانية لمحافظة عدن؟.. فهل حدث هذا الفعل بسبب السهو والنسيان؟.. أم أن الذي أصدر الأمر واحد .. والذي أخطأ في التقدير واحد آخر؟.. لأنه من المؤكد أن الأخطاء المالية تكون فادحة إذا كانت صادرة عن إهمال مقصود أو حقد متعمد .. ويكفي أن عدن قد (وزعوها وطحنوها وعجنوها وأكلوها).

إن أكثر التقديرات التي تتعلق بالموازنة الفعلية التي تتطلبها العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن.. ليست واضحة عند الذين وضعوا هذه الميزانية الضئيلة لها .. ولذلك لا يمكن أن يكون هناك اتفاق على هذه الموازنة.. فالتفاهم صعب .. والاتفاق أصعب .. ولذلك فإن المسافة بين الموازنة والحاجة إليها لا وجود لها في تقدير هذا المبلغ 1.7 مليار لمحافظة عدن .. إن عدن كانت بالأمس عاصمة دولة .. ومن أجل الوحدة أصبحت محافظة .. ولا تستحق عدن هذه المعاملة بعد كل التضحيات ونكران الذات.

وعلى سبيل المثال فإن في عدن أربعة مستشفيات .. وهي مستشفى الجمهورية ومستشفى عدن ومستشفى الوحدة ومستشفى الأمراض النفسية والعصبية .. فهل من المعقول أن تكون موازنة عدن 1.7 مليار ريال.. وموازنة مستشفى الثورة في صنعاء فقط 3 مليار ريال؟ هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار المستشفيات فقط .. ثم هل من المعقول أن تكون الإيرادات الضريبية من عدن 37 مليار ريال.. ثم يخصص لها من هذا المبلغ 1.7 مليار ريال لتلبية احتياجاتها في الصحة والتعليم والمرتبات وصيانة الطرقات والخدمات العامة كالمياه والكهرباء والتلفون والمشاريع الإنشائية التي تحتاج إليها عدن من أجل التطوير والتنمية.

إن مثل هذا التصرف خطير لا يمكن السكوت عليه .. بالرغم من أننا قد سكتنا كثيرا على أشياء كثيرة .. فقد سكتنا على نهب الأراضي المنظم .. ولم ننطق بكلمة واحدة .. ونحن نرى جبالنا صامدة لم تتحرك .. فتحركوا هم إليها .. حطموها وسطحوها وبنوا فوقها العمارات والفلل وسكنوها وتنعّموا بنسيم البحر العليل .. فما هو المعنى .. وما هي الفائدة من كل ذلك؟.. وهل يساوي سكوتنا هذا المبلغ الضئيل 1.7 مليار ريال من إجمالي 37 مليار ريال .. هو إيرادات عدن سنويا؟

أين العدالة وأين المساواة .. والناس في عدن محكوم عليهم بالجبايات المؤبدة؟!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى