شارون يتوجه للأمم المتحدة بعد ان حسن صورته

> القدس «الأيام» رويترز :

>
ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي
ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي
توجه ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي ينظر إليه في الساحة العالمية منذ فترة طويلة على انه من أكثر متشددي إسرائيل تعنتا امس الثلاثاء لحضور قمة الأمم المتحدة حيث يتوقع ان يحظى بالإشادة للانسحاب من غزة الذي ينظر إليه باعتباره عاملا مساعدا محتملا لعملية السلام.

وستكون الكلمة التي يلقيها أمام الجمعية العامة في نيويورك غداً الخميس أوضح إشارة حتى الآن على مدى التغيير الذي طرأ على صورته نتيجة لأول إجلاء للمستوطنين اليهود عن اراض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم المستقبلية.

وتوقع داني جيلرمان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في حديث مع راديو إسرائيل أن "يكون رئيس الوزراء هو نجم القمة."

سيكون هذا أمرا مؤثرا بالنسبة لكثير من الإسرائيليين الذين يعتبرون الجمعية العامة معقلا للمشاعر المناهضة لإسرائيل بسبب تصويتها المتكرر على قرارات ضد احتلال الضفة الغربية وغزة وقرار عام 1975 الذي ساوى بين الصهيونية والعنصرية وان كان قد أبطل بعد ذلك.

وبدأت إسرائيل بالفعل في جني الثمار الدبلوماسية لانسحابها من غزة الذي استكمل أمس الاول الإثنين بعد 38 عاما من الاحتلال العسكري للقطاع الساحلي.

وتحسنت علاقاتها مع أوروبا المنتقد التقليدي لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين كما ظهرت بوادر على تحسن في العلاقات مع أعداء منذ زمن بعيد من العالم الإسلامي.

وقبل وقت ليس بعيدا كانت مجرد فكرة ان شارون "بولدوزر" مشروع الاستيطان الإسرائيلي يمكن أن يهدم جزءا من مشروعه لا ترد على الخاطر,فقد اشتهر الجنرال السابق (77 عاما) في الحرب والسياسة بأنه الرجل الذي لا يتخلى عن شبر واحد من الأرض.

واكتسب شارون عداء شديدا من جانب العرب بسبب قيادته غزو إسرائيل للبنان عام 1982 الذي ذبحت خلاله ميليشيا مسيحية لبنانية متعاونة مع إسرائيل الفلسطينيين في مخيمي صابرا وشاتيلا وبعد ذلك بسبب استخدامه لقبضة من حديد في التصدي للانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت بعد زيارة قام بها للمسجد الأقصى عام 2000 .

لكن شارون أذهل أصدقاءه قبل أعداءه عام 2003 عندما قال إن إسرائيل سيتعين عليها إخلاء بعض الجيوب من أجل "فك الارتباط" من الصراع مع الفلسطينيين وحماية هيكلها السكاني كدولة يهودية.

ويأمل الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الآن أن ينعش الأنسحاب الذي شمل إجلاء تسعة آلاف مستوطن من 21 مستوطنة في غزة واربع من 120 مستوطنة في الضفة الغربية عملية السلام بعد نحو خمس سنوات من المصادمات.

وظل الزعماء الفلسطينيون رغم ترحيبهم بأي انسحاب من الأراضي المحتلة متشككين في نوايا شارون خاصة بسبب اصراره على أن تحتفظ إسرائيل بكتل استيطانية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة بمقتضى اي اتفاق سلام مستقبلي.

ويخشى الفلسطينيون من أن تكون غزة هي آخر ما سيحصلون عليه مما لا يترك لهم الفرصة لإقامة دولة قابلة للبقاء.

وسافر شارون امس الثلاثاء لحضور قمة الأمم المتحدة متوقعا إشادات علنية من زعماء العالم على الانسحاب لكن هناك ضغوطا من خلف الستار لكي يقدم لفتات أخرى للفلسطينيين.

غير ان شارون الذي يواجه تمردا داخل حزب ليكود الذي يتزعمه لا يبدو مستعدا لتقديم أي تنازلات. فكلمته ستوجه كما قال مساعدوه رسالة واضحة مفادها أن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير "سيقول.. ما قلت أنني سأفعله فعلته (وهو) فك الارتباط. وهذا يتيح الفرصة للفلسطينيين وقد حان دورهم."

وأعلن شارون ان المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تستأنف ما لم ينزع الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلاح النشطاء. وأعلن عباس وقفا لاطلاق النار اتفق عليه مع شارون في فبراير شباط الماضي ودعا الفصائل الفلسطينية لانهاء الصراع المسلح مع إسرائيل.

وفي الأمم المتحدة التي تستضيف قمة عالمية من المتوقع ان يجري شارون محادثات مع عدد من الزعماء منهم الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الاردني الملك عبد الله.

وقد يواجه شارون في بعض الاجتماعات أسئلة صعبة عن تعهداته بتوسعة مستوطنات كبرى في الضفة الغربية.

وقال ناصر القدوة وزير الخارجية الفلسطيني إنه سيستغل الكلمة التي سيلقيها أمام الجمعية العامة للمطالبة بممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لوقف توسعة المستوطنات.

ويقيم نحو 245 الف مستوطن في الضفة الغربية معزولين عن 2.4 مليون فلسطيني.

وقضت محكمة العدل الدولية بان المستوطنات غير مشروعة لكن إسرائيل تجادل في ذلك.

وستذاع كلمة شارون امام الامم المتحدة وقت ذروة المشاهدة في إسرائيل حيث يواجه تحديا على زعامة الليكود من جانب بنيامين نتنياهو الذي استقال من منصب وزير المالية احتجاجا على الانسحاب من غزة ويحاول الان الإطاحة بشارون في الانتخابات المقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى