قضية بعنوان (محترفون أي كلام في أنديتنا)

> «الأيام الرياضي» وحيد الشاطري:

> قبل بدء أي دوري عام في بلادنا بفترة نسمع عن نية قيادات كثير من أنديتنا الأهلية في استقدام محترفين عرب وأجانب ومحليين من أجل تعزيز صفوف فرق كرة القدم في الأندية، وسد النواقص والثغرات فيها، وحجب الثقة عن لاعبيهم الذين تربوا وترعرعوا في هذه الأندية، ولذلك قليلاً ما نرى لاعبي الأندية الأصليين يشاركون في الدوري العام، وكأن ابن النادي أصبح عملة قديمة لا يجب التداول بها، وهو الأكثر إخلاصاً وحباً للنادي والأقل كلفة، حيث لا يكلف خزينة النادي أموالاً كثيرة بالعملة الصعبة.

وعندما ينطلق الدوري الكروي وتدخل معظم الفرق في معمعانه الساخنة بمحترفي أي كلام تتكشف لنا مباراة بعد أخرى مستويات هؤلاء المحترفين العرب والأجانب الذين استبدلتهم الأندية بأبنائها، إذ نفاجأ بأن المحترف الأجنبي الفلاني لا يتعدى مستواه مستوى ابن النادي وربما يكون أقل منه مستوى وإمكانيات فنية، وهكذا تشرب هذه الأندية التي استقدمت محترفيها دون التأكد من معدنهم المقلب الساخن، فتهدر الملايين ويضيع الفريق في مهب الريح، وقد رأينا فرقاً سقطت إلى الهاوية وهي مطعمة بما كنا نعدهم نجوماً محترفين، فإذا بهم (أي كلام)، وربما أتوا بهم من بلدانهم بواسطة التلفون أو عبر سماسرة أصبحوا يتخصصون في استغفال كثير من قيادات أنديتنا التي تصدق أن اللاعب القادم الذي سيحترف في ناديهم هو شبيه بمارادونا أو بيكهام، وأنه سوف يحمل الفريق على عاتقه وسيعبر به إلى منصة البطولة، فإذا به يلقي بالفريق إلى غياهب دوري المظاليم.

كلامنا السابق لا ينفي أبداً أن هناك محترفين جيدين في بلادنا شاهدناهم في الملاعب وهم يصولون ويجولون، ولكنهم قلة وعلى عدد أصابع اليدين.. نذكر منهم الكونغوليين الثلاثة أندومبي، أمبويو، وأمبو في صفوف التلال، والذي أحسن الكابتن سامي نعاش اختيارهم بنفسه بعد زيارته للكونغو قبل بداية الدوري بأسابيع قليلة، ويوردانوس وأنور سراج وبايو في صفوف الصقر التعزي، وهم من كان لهم الفضل بعد الله في احتلال الفريق مركز الوصيف، وكذلك ميرون صبحي في فريق شعب حضرموت والرشيد فضل في اليرموك.. أما البقية فقد كانوا خارج نطاق الخدمة.

هذه قضية بالفعل يجب أن تتدارسها الأندية قبل انطلاق موعد دوري عام الموسم الجديد القادم.. كما يجب أن يعطى لاعبونا المحليون الموهوبون الاهتمام اللازم والتشجيع، كما كنا زمان نحقق البطولات بهم، وليس بالمحترفين، كما يجب أن نهتم بالأساس في أنديتنا وهم النشء، كما كنا نفعل أيضا زمان، حيث كان الناشئون والشباب هم من يرفدون الفريق الأول، فنحن لدينا موهوبون، ولكن مدربينا للأسف يطلبون اللاعب الجاهز من خارج النادي، حتى لا يتعبوا في بناء لاعب النادي الصغير وتجهيزه ليحتل مكانه في الفريق الأول.. بدلاً من تبذير الأموال في محترفين غير نافعين. فهل نهتم بهذه القضية يا هؤلاء؟.. نأمل ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى