ديمقراطية من نوع آخر

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> ما أروع الاختلاف في الرأي وما أجمل التنافس الشريف في سبيل التمسك بالرأي، أنا شخصياً أرى ما يحدث الآن من تصعيد لقضية اليمن في الفيفا، حالة جيدة وصلت إليها بلادنا تعكس بالفعل الجو الديمقراطي الذي نعيشه ونتنفسه.

أمر جميل أن يكرس برنامج (الرياضة قضية) من قناة الجزيرة الرياضية إحدى حلقاته للحديث عن كرة اليمن وعلاقتها بالفيفا، وشيء صحي أن يتمسك الجميع برأيه وتعيش بلادنا حراكاً رياضياً جميلاً خطف الضوء حتى من هيكل الأجور وأسعار المشتقات النفطية.. كل ذلك يمثل حالة صحية طيبة تدعونا للتفاؤل بفوز مستحق لجو ديمقراطي مفعم بالرأي والرأي الآخر، ولكن.. وآه من كلمة لكن.. لماذا كل هذا ولماذا هذه الزوبعة؟ وفد الفيفا أتى..بن همام وصل والتقى واجتمع.. فهل أتى بن همام لتشخيص وضع الكرة اليمنية ووضع استراتيجية مستقبلية لتطويرها؟ هل أتى لمناقشة الترتيبات لاستضافة بلادنا لخليجي 20؟ هل جاء لتفقد البنية التحتية للكرة وبحث أوجه الارتقاء بالدوري المحلي؟

جميع الاجابات على تلك الأسئلة تتصدرها علامة النفي (لا) لأن بن همام جاء ليصفي النفوس ويسد ثغرات الخلاف الذي نشب بين أطرافه، وعلى الكرة اليمنية السلام، بمعنى أن محمد بن همام لو نجح في مهمته وهو قادر بطبيعة الحال على ذلك وماهي إلا أيام، ونتلقى النتيجة بإذن الله برفع الحظر عن مشاركات بلادنا في منافسات الفيفا، لو نجح في ذلك، فهل انتهت الأمور؟

من الذي فاز ومن الذي انتصر؟ ومن الذي حمل درع الدوري؟ الكرة اليمنية بريئة من كل ذلك لأنها ليست السبب الرئيسي في ذلك أصلاً، والدليل أنها لم تستفد شيئاً، عادت المنتخبات والاندية إلى المشاركات الدولية والقارية وعادت السفريات العشوائية والمال العام المبعثر، طيب ماهو الجديد في ذلك؟ ستعود الهزائم والمهازل والاستعدادات الهزيلة.. ولاجديد في الوضع.. الملاعب ترابية والمستويات ضعيفة والمحترفون أي كلام.

لماذا لا نناقش ونختلف جدياً على وضع ملاعبنا السيئة التي تساهم في رداءة الدوري ،لماذا لا نختلف ونصعد الأمور إلى أعلى الجهات حول قضية المحترفين ونضع شروطاً للاحتراف؟ ولماذا لايقف الجميع أمام قضية احتياجات الأندية لمصادر ثابتة ومؤسسات لدعم نشاطاتها في ظل قلة دعم وزارة الشباب والرياضة والاحتياجات الهائلة للاعبين والمدربين في مختلف الألعاب.. الأندية تتحمل ما لا طاقة لها به.. وبعد موسمين أو ثلاثة لن نشاهد في الدرجة الأولى إلا الأكثر مالاً ودعماً بمعنى البقاء للأقوى والفقير له الله ونعم بالله.

لماذا لانبحث من الآن في أمور استضافتنا لخليجي 20 ونفكر في أن نصبح مثل الناس.. أين سلطنة عمان اليوم وأين قطر والكويت والسعودية والامارات منا؟ فجميع هذه الدول ساهم في بناء اقتصادها أجداد لنا يمنيون كانوا قدوة في الصدق والأمانة بل ساهموا بفعالية في بناء أوضاعها الرياضية، ليس بالعشوائية والبحث عن انتصارات شخصية، بل بالعمل الجاد والقدوة الحسنة وصفاء السريرة والبصر والبصيرة معاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى