في حفل تسليم قوارب اعتراضية متطورة من الحكومة الأميركية إلى مصلحة خفر السواحل اليمنية في عدن..السفير الأميركي:قوات خفر السواحل لا تحمي مصالح اليمن الوطنية فحسب وإنما تحمي وتعزز المصالح الإقليمية والدولية

> «الأيام» محمد فضل مرشد/ خديجة بن بريك:

>
أحد قوارب الاعتراض السريع المقدمة من الحكومة الاميركية لخفر السواحل اليمنية
أحد قوارب الاعتراض السريع المقدمة من الحكومة الاميركية لخفر السواحل اليمنية
منذ انشاء قوات خفر السواحل اليمنية في العام 2002م وتحولها خلال فترة وجيزة الى قوة أمنية فعالة تعرف بمصلحة خفر السواحل اليمنية عملت الولايات المتحدة الاميركية الصديقة على تقديم شتى أنواع الدعم لبناء وتحديث وتطوير قدرات هذه القوة الأمنية بما يزيد حتى يومنا هذا على 18 مليون دولار أمريكي.

وتنشط قوات خفر السواحل اليمنية حاليا في عدن، الحديدة، الصليف ، المخا وشقرة، وتسعى لتوسيع أنشطتها شرقا.

وترتبط المشاكل الأمنية لليمن بالبحر متمثلة بأعمال القرصنة والاصطياد السمكي غير القانوني وعمليات تهريب البشر والمخدرات والأسلحة، لذلك وبحسب سفارة الولايات المتحدة الأميركية فإن تعزيز حضور خفر السواحل اليمنية وبناء قدراتها يعد أفضل طريقة للتعامل مع هكذا تطورات.

وفي اطار هذا التعاون القائم ما بين حكومتي اليمن والولايات المتحدة الاميركية احتفلت أمس السبت مصلحة خفر السواحل اليمنية في محافظة عدن بتسلم قوارب أمنية اعتراضية متطورة المواصفات والقدرات مقدمة من الحكومة الاميركية، وذلك بحضور سعادة السيد توماس كراجسكي، سفير الولايات المتحدة الاميركية بصنعاء، والسيد تيموتي جورملي، قائد القوات المشتركة في القرن الأفريقي، السيد كالفن كارلسن، مسئول تنسيق التعاون العسكري، السيدة آن ماري، الملحق الثقافي والاعلامي بالسفارة الاميركية.

وقال سعادة السفير الاميركي لدى اليمن في الحفل الذي نظمته مصلحة خفر السواحل اليمنية بحضور كل من الأخوة عميد ركن علي أحمد راصع، رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية، عميد ركن صالح مجلي، وكيل المصلحة، عقيد ركن عبدالله عبده قيران، مدير أمن عدن، وعدد من القيادات المدنية والعسكرية بالمحافظة، قال: «معالي محافظ عدن د. يحيى الشعيبي، السيد قائد المنطقة الجنوبية العميد مهدي مقولة، السيد قائد مصلحة خفر السواحل اليمنية العميد علي راصع، السيد قائد القوات البحرية العميد علي ابراهيم، الحضور الكرام أشعر بسعادة بالغة أن أتواجد معكم اليوم للمشاركة في تدشين أربعة قوارب بحرية جديدة طراز (دفندر كلاس) طول 25 قدما والمقدمة هدية من حكومة الولايات المتحدة الاميركية لمصلحة خفر السواحل اليمنية.

جانب من الحضور في الحفل
جانب من الحضور في الحفل
وتمثل هذه القوارب دفعة أخرى في طريق التزامنا على المدى الطويل لدعم خفر السواحل وحكومة الجمهورية اليمنية من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي في الولايات المتحدة، ومنذ العام 2002م وصل دعم حكومة الولايات المتحدة الاميركية لخفر السواحل في اليمن الى ما يزيد على 18 مليون دولار، وقد تمثل في تقديم ثمانية قوارب طول 44 قدما، وأربعة قوارب فئة (ديفندر كلاس) طول 25 قدما لعمليات الرد السريع، وقاربين طول 42 قدما من المقرر تسليمها في نوفمبر/ ديسمبر 2005م، رافعة متحركة تحت الانشاء في عدن وستستخدم خصيصا لخدمة أعمال خفر السواحل اليمنية، عدد 5 عربات صيانة متنقلة مجهزة بمعدات خاصة لتحديث امكانيات الصيانة في خفر السواحل ويتم تجهيز العربات حاليا في الولايات المتحدة، تجهيز عدد 8 قوارب اضافية فئة (ديفندر كلاس) طول 25 قدما، توفير دورات تدريبية في اليمن من قبل خبراء اميركيين لقوات خفر السواحل اليمنية، الحاق عدد من منتسبي قوات خفر السواحل اليمنية بدورات تخصصية في الولايات المتحدة الاميركية».

وأضاف سعادة السفير توماس كراجسكي: «لقد أدركت الحكومة اليمنية الحاجة الى وجود مؤسسة تعمل على تطبيق وتنفيذ قوانين البلاد في البحر، وأدركت بذلك ضرورة وجود قوات خفر سواحل يمنية.

إن مهمات خفر السواحل تتمثل بشكل واضح في تعزيز متطلبات الأمن والمصالح الاقتصادية الوطنية وكذلك في مكافحة الأعمال الارهابية.

وبمواجهة التحديات الماثلة في مواجهة التهديدات الأمنية، والتهريب، والهجرة غير المشروعة، والاصطياد غير القانوني، فإن قوات خفر السواحل لا تحمي مصالح اليمن الوطنية فحسب، وإنما تحمي وتعزز ايضا المصالح الإقليمية والدولية بإسهامها في التقليل من تهديد الاعمال الارهابية وتعزيز أمن الحدود».

عدد من الشخصيات الدبلوماسية والعسكرية في السفارة الاميركية وقيادة القوات المشتركة
عدد من الشخصيات الدبلوماسية والعسكرية في السفارة الاميركية وقيادة القوات المشتركة
واستطرد سعادة السفير الاميركي مؤكدا:«لقد نجحت قوات خفر السواحل اليمنية في اظهار نتائج ملموسة للشعب اليمني، وبتواجد قواعدها في كل من عدن والحديدة فقد تحسن أمن الساحل اليمني وانخفضت معدلات التأمين على الحركة الملاحية للسفن، وتعتبر هذه مؤشرات ايجابية للحركة التجارية والنمو الاقتصادي في البلاد».

واختتم كلمته بلمحة عن التطلعات المستقبلية لقوات خفر السواحل اليمنية موضحا: «إننا نتطلع للنجاحات التي ستتحقق مستقبلا مع توسع عمليات خفر السواحل اليمنية في الصليف وصافر والمكلا في المستقبل القريب، وإن قصة النجاح الحقيقية هي تلك التي صنعها منتسبو قوات خفر السواحل اليمنية، فقد تحدث كل فريق تدريب عمل معهم عن ما يتمتعون به من حماس وطاقة وقدرات منقطعة النظير، فمع اجتماع هذه الخصال تحت القيادة الفريدة للعميد علي راصع، والدعم الاستثنائي المقدم من معالي وزير الداخلية د. رشاد العليمي، وكذلك دعم الحكومة اليمنية، تمكنت خفر السواحل اليمنية من النمو والعمل حسب برنامجها الزمني بل وتجاوز مدى هذا البرنامج ايضا.

لقد عملنا كشركاء وداعمين للحكومة اليمنية منذ الوهلة الأولى التي تبنت فيها فكرة انشاء خفر السواحل عام 1999م وكذلك في مراحل البناء والتحديث التي تلت ذلك وتحديدا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ونتطلع للعمل كشركاء مع مصلحة خفر السواحل في المستقبل.. مجددا أشكركم جميعا على منحي فرصة المشاركة في حدث اليوم (أمس) وأحييكم على انجازاتكم المميزة والرائعة».

أما السيد تيموتي جورملي، قائد القوات المشتركة في القرن الأفريقي، فأكد على أهمية التعاون الأميركي اليمني في تعزيز قدرات وامكانات القوة الأمنية لمصلحة خفر السواحل في تنفيذ مهامها على امتداد الشريط الساحلي لليمن، موضحا نجاح هذا التعاون خلال السنوات الماضية وما ينتظره من انجازات مستقبلية، ومشيدا بما تم تحقيقه .

من جانبه أكد العميد ركن علي أحمد راصع، رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية أهمية الدور الاميركي في دعم اليمن بمجال تطوير قدرات وامكانيات مصلحة خفر السواحل اليمنية، موضحا أن خفر السواحل اليمنية أصبحت قوة أمنية يعتمد عليها في تنفيذ مهامها الأمنية على الوجه الأمثل.

منوها بأن المصلحة ما يزال أمامها شوط كبير من التطوير سيمكنها من حماية سواحلنا على امتدادها الشاسع، وتحديث الأرصفة الثابتة والعائمة وتجهيزات خاصة بتعزيز الجوانب الأمنية.

معلنا أن تقييما نفذته خلال الأشهر القلية الماضية جهات دولية متخصصة وشركات تأمين النقل البحري عالمية وضع الموانئ اليمنية في مرتبة الموانئ الآمنة واعادة التأمين على البواخر الداخلة اليها الى سابق عهده قبل حادث الناقلة ليمبورج مما سينعكس أثره بوضوح على تنشيط الحركة الملاحية في الموانئ اليمنية وما تمثله من دفعة قوية للاقتصاد اليمني، وهذه احدى نتائج نجاح مصلحة خفر السواحل اليمنية، التي يبذل منتسبوها قصارى جهدهم للاضطلاع بمهامهم الأمنية في تأمين المياه اليمنية.

محافظ عدن اثناء لقاء السفير الاميركي وقائد القوات المشتركة في القرن الافريقي
محافظ عدن اثناء لقاء السفير الاميركي وقائد القوات المشتركة في القرن الافريقي
وبدوره أفاد العميد ركن صالح مجلي، وكيل مصلحة خفر السواحل اليمنية، أن «الزوارق السريعة المقدمة من حكومة الولايات المتحدة الاميركية الصديقة، التي نحتفل باستلامها، ستدخل قريبا الى الخدمة ضمن قوة خفر السواحل اليمنية، وتأتي هذه المساعدة الاميركية لليمن كجزء من مساعداتها وعلى وجه التحديد لخفر السواحل اليمنية في اطار تعاون البلدين في برنامج مكافحة الإرهاب، ونحن نشكر الولايات المتحدة الاميركية».

وعن مواصفات وقدرات الزوارق أوضح العميد مجلي: «نتسلم اليوم (أمس) أربعة زوارق فئة (ديفندر كلاس) سريعة لتنفيذ مهام الدوريات البحرية والمهمات الاعتراضية.

وتعتمد الزوارق البالغ طولها 25 قدما وعرض 8,5 قدم في تنفيذ مهامها على محركين خارجيين بقوة دفع تبلغ 400 حصان تبلغ معهما السرعة القصوى للزورق 50 عقدة بحرية، وهذه الزوارق الاعتراضية السريعة مصممة لتنفيذ المهام البحرية حتى في حالة اضطراب البحر حتى المستوى السادس وبطاقم يبلغ عدده من 3-6 أفراد».

عقب ذلك اطلع الجنبان اليمني والاميركي على تنفيذ عملية تسليم الزوارق الاعتراضية السريعة المقدمة من الحكومة الأمريكية الى مصلحة خفر السواحل اليمنية، وذلك على رصيف ميناء المعلا بمحافظة عدن، كما زودت الزوارق بحاوية تحوي قطع الغيار الخاصة بها.

إلى ذلك كان الأخ د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن رئيس المجلس المحلي للمحافظة، قد استقبل صباح أمس السبت بديوان عام المحافظة سعادة السيد توماس كراجسكي، سفير الولايات المتحدة الاميركية بصنعاء، والسيد تيمتي جورملي، قائد القوات المشتركة في القرن الافريقي، والسيدة آن ماري، الملحق الثقافي والاعلامي بالسفارة الاميركية، والسيد كالفن كارلسن، مسئول تنسيق التعاون العسكري، حيث أطلعوا محافظ عدن على الدعم المقدم من الحكومة الاميركية الى مصلحة خفر السواحل اليمنية سواء المتمثل في القوارب الأربعة الجديدة المسلمة أو القوارب الأخرى التي سيتم تسليمها لخفر السواحل اليمنية خلال أشهر قليلة.

وأكد الجانبان على أهمية الدور الذي تلعبة مصلحة خفر السواحل اليمنية في تعزيز أمن اليمن وتأمين موانئها وشريطها الساحلي، متطرقين الى المشاريع التوسعية المستقبلية التي سيشهدها ميناء عدن ومحطة الحاويات في ظل وجود الشركة المشغلة الجديدة، وكذا فرص الاستثمار المفتوحة في الوقت الحاضر في المنطقة وسبل استقطابها، وأهمية النجاح في ايصال معدل التأمين على الحركة الملاحية الى مستوى الصفر.

وأعرب السفير الاميركي عن امكانية مساعدة الحكومة اليمنية في السيطرة بشكل أفضل على عمليات تهريب البشر والاسلحة عبر تعزيز قدرات وامكانات ودور قوات خفر السواحل اليمنية، مؤكدا رغبة حكومة الولايات المتحدة الاميركية في توسيع التعاون في هذه المجالات.

من جانبه تحدث الأخ محافظ عدن عن الدور الكبير الذي لعبته خفر السواحل اليمنية في جعل ميناء عدن حاليا من أكثر الموانئ أمنا.

يذكر أن التعاون اليمني الاميركي على صعيد رفع وتطوير قدرات وامكانات قوات خفر السواحل اليمنية يشهد نجاحا منذ الاعلان عن انشاء هذه القوة في العام 1999م وحتى السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت بروز مصلحة خفر السواحل اليمنية في تأمين المياه اليمنية، حيث اشتمل هذا التعاون على تقديم المعدات وتدريب وتأهيل كوادر المصلحة بما يمكن قوات خفر السواحل اليمنية من الاضطلاع بمهامها في التصدي لعمليات تهريب البشر والأسلحة والاصطياد غير القانوني وتأمين حركة الملاحة من عمـليات القرصنة.

ويشهد صباح اليوم الأحد تخريج دفعة جديدة من قوات خفر السواحل اليمنية بمحافظة عدن في اطار الجهود المبذولة لرفع قدراتها وامكاناتها على صعيدي الكادر البشري والمعدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى