المحـطـة الأخيـرة..دنيا للكلاب

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
زمن عجيب وعالم غريب، وجدنا أنفسنا نعيش فيه هذا العصر. صحيح أن التقدم المادي والإنجاز التقني الذي بلغه الإنسان، على أيامنا هذه، شيء غير مسبوق.. اختراعات شتى وآلات لا تحصى ولا تعد تجاوزت في بعض المجالات ما حكته الأساطير. لكن على الجانب الآخر من الصورة، نرى العكس تماماً، إذ انقلبت المعايير البشرية رأساً على عقب وتهاوت القيم الإنسانية عند الكثيرين إلى الحضيض. كنا نتعلم في صغرنا مبادئ الرفق بالحيوان ونتدرب على طرق رعاية الحيوانات الأليفة، فإذا بنا نكتشف اليوم أن هذه المبادئ الأولية قد استحالت اليوم إلى منظومة واسعة من وسائل الرعاية وأساليب الترفيه تصرف عليها المليارات من الدولارات.. مستشفيات وحمامات سباحة، بل وفنادق ضخمة خصصت جميعاً لرعاية تلك الحيوانات، أغذية جاهزة من أرقى الأصناف، وأجهزة اتصالات تخترع وتصنع خصيصاً لتسهيل التواصل، عن بعد، بين الكلاب وأصحابها، آخر اختراعات أجهزة الموبايل، كما ذكرت صحيفة البيان الإماراتية: قامت شركة بيتس موبيلتي بتصميم أول جهاز هاتف محمول مخصص للكلاب، ليتمكن أصحابها من الاتصال بحيواناتهم الضائعة أو الوحيدة في المنزل. وعلى الرغم من أن محمول الكلاب هذا يستخدم ذات التقنية كما في أجهزة المحمول الأخرى إلا أنه يتخذ شكل العظم ويمكن تعليقه في طوق الكلب. وكلما احتاج الشخص إلى التحدث مع كلبه، بإمكانه الاتصال بالرقم، وبعد الرنة الأولى يفتح الخط بشكل تلقائي، فيتمكن الكلب من سماع صوت صاحبه والنباح له.

آخر ما ابتدعوه لترفيه حيواناتهم المدللة هو ابتداع دور الرعاية الصباحية للكلاب، حيث وجد فيها البعض مجالا استثماريا وعائدا غزير الأرباح.

دنيا غريبة جدا، يحدث هذا والملايين من البشر في أربع أقطار الأرض تكتسحهم المجاعات فلا يجدون الخبز الضروري الذي يقيم أودهم. وتفتك بهم الأمراض والأوبئة فلا يتحرك إخوانهم في الإنسانية لإنقاذهم إلا نادرا. منظمات حقوق الإنسان تتهم بالكفر تارة وبالإرهاب تارة أخرى، بينما للحيوانات منظمات حقوقية لا تغلق دونها الأبواب!!

ألا ما أعجب هذا الزمان، ورحم الله إمامنا الشافعي عندما قال:

تموت الأُسد في الغابات جوعاً

ولحم الضأن تأكله الكلاب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى