> أحييت ألمانيا امس الاثنين الذكرى الخامسة عشر للوحدة بإقامة احتفالات تميزت بإلقاء الكلمات وإطلاق الالعاب النارية وإقامة معارض في الشوارع وسط مأزق سياسي لم تشهده البلاد منذ الحرب.

واختيرت مدينة بوتسدام هذا العام كمركز للاحتفالات الرسمية التي تعقد كل عام في مدينة مختلفة منذ اتحاد الالمانيتين الشرقية والغربية مع دقات الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة الثالث من تشرين الاول/أكتوبر 1990.

وبلغت احتفالات بوتسدام ذروتها بالعروض الضخمة التي أقيمت في الشارع وعرض الالعاب النارية الرائعة التي استقطبت مئات الالاف من الاشخاص.

وفي هذه الاثناء، ألقت الشخصيات العامة كلمات حماسية ونظمت حفلات للموسيقي الكلاسيكية في الوقت الذي سلم فيه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف جائزة "كوادريجا" للمستشار الالماني السابق هيلموت كول تقديرا لانجازاته.

ومن بين الاشخاص الاخرين الذين تم تكريمهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي والامير كريم أغا خان وتيم بيرنرز لي صاحب أول موقع على الانترنت.

غير أن حالة الشلل السياسي التي تمر بها ألمانيا حول من سيتولى منصب المستشارية في أعقاب الانتخابات العامة في 18 أيلول/سبتمبر الماضي غيمت بظلالها على احتفالات يوم الوحدة الالماني.

ودعم موقف أنجيلا ميركل زعيمة التحالف المسيحي الديمقراطي فوز تحالفها بمقعد إضافي أمس الاول الاحد في البرلمان علاوة على ثلاثة مقاعد شكلت الفارق بينها وبين عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي له المستشار الالماني جيرهارد شرودر المنتهية ولايته في انتخابات الشهر الماضي والتي أدت نتائجها غير الحاسمة إلى مأزق سياسي.

وفاز تحالف ميركل في الانتخابات التي جرت أمس الاول في دائرة دريسدن وكانت الانتخابات قد أرجأت إثر وفاقة أحد المرشحين.

وبحسب توقعات التلفزيون استنادا على الاصوات التي تم فرزها في دريسدن حتى الان، فاز التحالف المسيحي الديمقراطي بنسبة 37 في المئة من أصوات الناخبين فيما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نسبة 33 في المئة من الاصوات.

وتعني نتائج دريسدن أن تحالف ميركل الذي يضم الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي أصبح لديه في الوقت الراهن 226 مقعدا في مجلس النواب الالماني (البوندستاج) مقارنة بعدد 222 مقعدا لصالح حزب شرودر وهي نفس المقاعد التي فاز بها في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد في 18 أيلول/سبتمبر الماضي.

وأرجأت الانتخابات في الدائرة الاولى بمدينة دريسدن التابعة لولاية سكسونيا والمسجل فيها 219 ألف صوت انتخابي قد تأجلت بسبب وفاة مرشحة عن الحزب القومي اليميني بجلطة في المخ قبل موعد الانتخابات بأيام واضطرار الحزب لترشيح بديل عنها. ومني الحزب اليميني بهزيمة ساحقة وحصل على اثنين في المئة فقط من الاصوات في انتخابات أمس الاول.

وستؤثر نتيجة هذه الانتخابات على الموقف التفاوضي للحزبين بعد انتهاء المباحثات التمهيدية لتشكيل ائتلاف موسع. فقد أجبرت ميركل وشرودر على عقد محادثات لتشكيل ائتلاف موسع بين حزبيهما اللذين يتنافسان منذ فترة طويلة.

واجتمع مسئولو الحزب الديمقراطي الاشتراكي اليوم لمناقشة نتائج انتخابات دريسدن وللتخطيط لاستراتيجية يتم التعامل بها مع محادثات هذا الاسبوع مع تحالف ميركل.

وفشل تحالف شرودر مع حزب الخضر في الفوز بأغلبية في البرلمان كما فشل اندماج حزب ميركل والديمقراطيون الاحرار في تحقيق النسبة المطلوبة.

وتتمثل العقبة الكؤود في تمسك كل منهما برئاسة الحكومة الجديدة. وبالرغم من أن شرودر فاز بأصوات أقل من ميركل إلا أنه يدفع بأن حزبه جاء في المرتبة الاولى لان تحالف ميركل يضم حزبين وهما الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه البافاري الحزب المسيحي الاجتماعي.

ومن المنتظر أن تستأنف المحادثات بين شرودر وميركل حول تشكيل ائتلاف موسع محتمل غداً الاربعاء في برلين.