كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> ليس عندي إحصائيات دقيقة عن المصابين - في بلادنا - بأمراض السكر وضغط الدم والقلب والكبد والسل وغيرها من الأمراض .. ولكنني أستطيع أن أقول إن نصف الشعب اليمني- إن لم يكن أكثره- مصابون بهذه الأمراض .. وهذه هي الحقيقة المؤلمة .. ولا داعي في أن نتردد أو نخاف من قولها.. ولا شيء تغير في حياة الشعب اليمني من حيث الوقاية أو العلاج من هذه الأمراض أبداً.. ربما أن الشيء الوحيد الذي تغير في حياتهم هو مدى احتمالهم وصبرهم على الألم والخوف على أنفسهم وأولادهم من هذه الأمراض الفتاكة.

ولابد أن يكون السؤال واضحاً في هذه القضية .. أين وزارة الصحة من كل ذلك؟.. وماذا وفرت من وسائل الوقاية والعلاج منها؟.. وهل المستشفيات الحكومية مؤهلة لمعالجتها والقضاء عليها؟.. الخطأ ليس هنا عند الأطباء أبداً .. فهناك أطباء أكفاء وقادرون على علاج هذه الأمراض.. ولكن هل وفرت وزارة الصحة الأدوية اللازمة والأجهزة الحديثة لتشخيص هذه الأمراض؟.. من الصعب جداً تأكيد ذلك.

قبل بضعة أيام ذهب أحد الأصدقاء إلى مستشفى عدن للحصول على حصته الشهرية من حبوب مرض السكر (داونيل DAONIL) وصعق عندما عرف أنه لا يوجد لدى الصيدلية هذا الدواء .. وكان يعرف من سابق أن دواء (الأنسولين) فقط هو الذي لا توفره وزارة الصحة للمصابين بمرض السكر.. أما حبوب الداونيل فكانت متوفرة دائماً.. ومن السهل الحصول على هذا الدواء من المنظمات الصحية العالمية (مجاناً) .. فكيف اختفى هذا الدواء؟.. ولم يجد إجابة مقنعة .. وكان الجواب إعلاناً صريحاً عن مشكلة من الممكن أن تكون أكبر .. أو أنه أحد أعراض مشكلة من الممكن أن تكون أعمق .. والمشكلة في حد ذاتها أن (وزراة الصحة) لم تعد تصرف هذا الدواء لمستشفى عدن .. ولا بأس أن يموت المرضى الفقراء والبائسون والمحتاجون المصابون بمرض السكر.

هذا مثال بسيط على دواء مرض السكر .. فكيف هو الحال بالنسبة للأمراض الأخرى؟ هل توجد الأدوية اللازمة لعلاجها في المستشفيات الحكومية؟.. وإذا وجد القليل منها .. فكيف يستطيع المريض الفقير أن يحصل عليها .. وكل شيء في المستشفيات الحكومية بالفلوس؟.. هل يستسلم المريض وفي هذه الحالة يهجم عليه الوباء ويقتله .. لأن وزارة الصحة مشغولة بأمور أخرى ليست لها علاقة بصحة المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.

ثم إذا كانت وزارة الصحة لا تهمها الصحة العامة للشعب اليمني .. أو أن ميزانيتها محدودة .. وليس في مقدورها أن تلبي احتياجات الشعب من العلاج أو الوقاية من هذه الأمراض .. فأين تقف الدولة من ذلك؟.. وهي المسئولة أولاً وأخيراً عن صحة وتعليم وتوظيف أبناء الشعب اليمني على أقل تقدير .. فما الذي تقدمه الدولة لهم مقابل الضرائب والجبايات التي يدفعونها لها؟.. إذا كان العلاج بالفلوس .. والتعليم بالفلوس .. والتوظيف أيضاً بالفلوس.

إن عدم توفر العلاج ضد هذه الأمراض القاتلة في المستشفيات الحكومية فضيحة .. وعدم وجود دواء السكر الذي تحصل عليه وزارة الصحة (مجاناً) من المنظمات الصحية العالمية فضيحة أكبر .. وعلى وزارة الصحة ألا تتستر على هذه الفضيحة .. وعلى الدولة ألا تنكرها .. وعلى وزارة الصحة أن تعترف بأنها (غلطانة) .. وعلى الدولة أن تسرع في تصحيح هذا الغلط.

الدولة تصرف على الفنطزية (مهرجانات ومؤتمرات دولية) أكثر من العلاج والتعليم .. يا ساتر يا رب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى