مصادر أمريكية تكشف تفاصيل المفاوضات السرية بين واشنطن ودمشق

> واشنطن «الأيام» عن «الخليج»:

> كشفت مصادر أمريكية في واشنطن لصحيفة "الخليج" الامارانية عن وجود اتصالات أمريكية - سورية مباشرة تتم بشكل سري منذ فترة قريبة، وهي الاتصالات التي وصفتها المصادر نفسها بأنها في حال نجاح الطرفين بالتوصل الى صيغة متوافقة وأرضية مشتركة قد تؤدي الى حدوث انقلاب في شكل العلاقات، وتحوّل دمشق الى حليف غير عادي للولايات المتحدة، وللمرة الأولى في التاريخ المعاصر، بين الدولتين.

وأكدت المصادر أن المفاوضات السرية السورية - الأمريكية يتم الجانب الأكبر منها خلال اتصال مباشر بين مسؤولين من البلدين، مشيرة الى أن مسؤولاً استخباراتياً أمريكياً رفيعاً زار دمشق قبل نحو أسبوع مع فريق عمل، وأن هذه الاتصالات بمجملها تتم على مستوى مجموعات عمل استخباراتية، وبمنأى عن وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه إذا كان للخارجية دور فلن يخرج عن وجود أفراد من الإدارة المعنية بالاستخبارات داخل الوزارة.

أضافت المصادر أن أشد المتحمسين لإجراء الحوار مع سوريا والتوصل لحل سلمي لمشكلات واشنطن مع دمشق هم أعضاء جمهوريون في الكونجرس بمن فيهم عاملون في مؤسسات صنع القرار ومراكز بحثية، بعضهم قام بزيارات الى دمشق مؤخراً.

وكشفت المصادر نفسها عن انضمام آراء من "البنتاجون" ووكالة الاستخبارات الأمريكية تحبذ هذا الحل في ظل تشكك أشخاص معدودين، لا سيما داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي.

وفسرت هذه المصادر استبعاد الخارجية الأمريكية برغبة الإدارة في عدم إعطاء هذه المباحثات والاتصالات السرية أي طابع رسمي. مكتفية بفريق عمل Task Force))، عادة ما يشكل من ممثلي مجموعة وكالات الاستخبارات الأمريكية (15 وكالة).

وحسب المصادر فإن وجهتي النظر الأمريكية والسورية حول التوصل لحل للمشكلات العالقة بينهما تتقاربان في نقاط وتختلفان في نقاط أخرى.

يصر الجانب الأمريكي على استبعاد كل من المملكة السعودية ومصر من الوساطة، أو التدخل خشية احتساب أي التزام أمريكي بمقابل سياسي يقدم للرياض والقاهرة نظير وساطتهما.

تصر واشنطن على إبقاء هذه الاتصالات بشكل سري.

تصر على أن تسهم دمشق بشكل فعال في التدخل لدى الفصائل المقاتلة في العراق لوقف العمليات ضد القوات الأمريكية، لأن واشنطن تعتقد بقوة اتصالات ونفوذ (دمشق) لدى هذه الجماعات.

تصر واشنطن على أن تساعد سوريا على تحقيق الاستقرار في العراق، وأن تعلن إرسال سفيرها الى بغداد، وأن تسهم في إنجاح إتمام الاستفتاء على الدستور العراقي بتعاونها مع الأمريكيين والعراقيين.

تصر الإدارة الأمريكية على أن تسرع سوريا بإحداث تغيير واضح وملموس وجذري (Fundaental Change) بالنسبة لواقعها السياسي، بحيث يفتح المجال أمام الديمقراطية والتعددية الحزبية.

تصر على أنه في حالة إعلان تقرير ديتليف ميليس في شأن اغتيال الحريري تورط مسؤولين سوريين أن يتم ضمان تسليمهم للمحاكمة.

تصر واشنطن أخيراً على أن تسيطر دمشق وتحل مسألة الفصائل الفلسطينية الموجودة على أراضيها.

أما على الجانب السوري فإن المسؤولين رأوا، وفق المصادر نفسها:

ان دمشق تطلب من واشنطن العلانية "في حال الاتفاق"، وأن تعامل دمشق من الجانب الرسمي الأمريكي باحترام وكرامة، لأن سياسات الضغط والإذلال لن تجدي.

ان دمشق ليس لديها مانع من إعلان إرسال سفير لها الى بغداد في أي وقت (مقترح يوم 14 أكتوبر الجاري)، وأن دمشق قد سمّت داخلياً سفيرها الى بغداد (قرار موجود في الأدراج بالفعل).

ان دمشق ترغب في وجود مصري أو سعودي أو كليهما "باعتبارهما شهوداً على الاتفاق مع واشنطن".

ان دمشق مستعدة للتعاون مع واشنطن في الشأن العراقي، ولكنهم يصرون على أن تظل العراق دولة علمانية، غير قابلة للتحول الى دولة دينية، وأن لدمشق شكوى من أن واشنطن تطالبها بالتفاهم مع شخصيات في العراق متشددة دينياً (يقصدون الشيعة)، ومع ذلك فإن سوريا مستعدة للتعاون مع الشيعة في العراق، ولكن مع أشخاص مثل إياد علاوي.

ان سوريا اتخذت قراراً استراتيجياً بالإصلاح الداخلي ولا رجعة فيه، وأن الموقف الداخلي في سوريا، لا سيما بعد مؤتمر حزب البعث الأخير، أصبح أكثر قوة، ومتماسكاً بشكل غير مسبوق. كما أن دمشق الآن أكثر قوة على تحمل الضغوط بما فيها تعرضها لأي حصار، ولهذا السبب لديها القدرة على الصمود.

ان سوريا ستفتح قريباً باب التعددية الحزبية، بما في ذلك الترحيب بالأحزاب السورية المعارضة في الخارج، وهي مستعدة لتصحيح أخطاء الماضي، بما فيها أخطاء رفعت الأسد.

ان سوريا تصر، وعلى ثقة، بأن الرئيس السوري بشار الأسد غير متورط إطلاقاً في مسألة اغتيال الحريري، وهناك أدلة مادية ومنطقية تثبت ذلك.

ان سوريا مستعدة لمحاكمة أي شخص يثبت تورطه في جريمة اغتيال الحريري، أمام محاكم سورية وأن سوريا لن تسلم أي سوري لأي دولة خارجية.

ان سوريا ترى أن بين واشنطن ودمشق قواسم مشتركة، حيث إن النظام السوري نظام علماني، وهو الوحيد القادر على ضرب المتطرفين والإرهابيين.

بالنسبة الى الفصائل الفلسطينية، فإن هناك حلولاً للأمر، ومنها تجنيس الفلسطينيين المقيمين على أراضيها.

كانت هذه وجهة النظر التي تقول هذه المصادر الأمريكية ان سوريا عرضتها على الجانب الأمريكي. وأضافت ل "الخليج" ان "علينا ألا نندهش إذا ما سمعنا قريباً عن احتمال تأجيل تقرير ميليس لارتباطه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بسير هذه المحادثات التي تتم تحت الطاولة" على حد وصفها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى