حوار في «الجزيرة» حول تصريحات السفير الاميركي لـ«الأيام»..د. أبو طالب: لليمن تجربة ديمقراطية لكنها وصلت إلى سقف محدود لم يعد يرضي الأطراف اليمنية نفسها

> «الأيام» استماع :

> كرست قناة «الجزيرة» الفضائية مساء أمس برنامجها اليومي «ما وراء الخبر» حول التصريحات التي أدلى بها السيد توماس كراجسكي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن الخميس الماضي لـ«الأيام»، والتي تناول فيها توجه التجربة الديمقراطية في اليمن، والتي أثارت ردود أفعال من الجانب الرسمي نقلاً عن مصدر إعلامي مسؤول وافتتاحية «الثورة» يوم أمس.

«الأيام» ترصد وقائع البرنامج الذي بثته «الجزيرة» مساء أمس والمشاركين فيه:

الجزيرة: الامريكيون قلقون من ان نمو الديمقراطية في اليمن قد توقف، على حد وصف السفير الامريكي هناك السيد توماس كراجسكي تصريحات استعدت استغرابا رسميا يمينا رأى ان اليمن بلد ديمقراطي مستقل والديمقراطية في اليمن أمر يخص الشعب اليمني دون غيرهم وتساءل اليمنيون هل يريد السفير الامريكي ديمقراطية على غرار الديمقراطية التي أقامتها قوات التحالف في العراق.

وفي هذه الحلقة يتحدث من صنعاء د. عبدالولي الشميري سفير اليمن في مصر ومندوبها في الجامعة العربية ود. عبدالملك المخلافي الامين العام السابق للحزب الوحدوي الناصري ومن القاهرة د. حسين ابوطالب رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي في مركز الاهرام للدراسات.

د. عبدالولي، برأيك هل من مبررات للقلق الامريكي الذي عبر عنه السفير الامريكي في اليمن ؟

- اعتقد ان المبررات لهذا القلق ليست الا رد فعل لما هو مطلوب ان تقدمه الولايات المتحدة من اطمئنان للعالم لان العالم بأسره قلق من النماذج التي تدعيها انها تمثل حلولا للشعوب التي يُطلب منها ان تسعى نحو الديمقراطية او حقوق الانسان او الحريات فالقلق الذي أوجدته الولايات المتحدة لدى العالم حتى ضد الدول التي بدأت خطوات جادة منذ 26 سنة نحو التحرك الديمقراطي، العالم بأسره محتاج الى ان تثبت الولايات المتحدة انها مصدر امان ومصدر دعوة سلمية للامن والحرية والمودة بين كافة الشعوب على هذه الارض.

د. عبدالولي، هل ما قاله السفير بان نمو الديمقراطية في اليمن قد توقف،هل هذا خوف من النموذج الامريكي هل هذا ما دفع اليمن الى ابطاء مسيرته نحو الديمقراطية؟

- اذا كان النموذج الديمقراطي المنشود لدى سعادة السفير الامريكي هو النموذج الذي نراه كل يوم في العراق وافغانستان فنقول نعم ولايوجد تقدم على هذا الخط في اليمن ولكن اذا كان التقدم بالانتخاب بإنشاء منظمات المجتمع بمجلس النواب في الحكم المحلي في الانتخابات على مستوى اختيار رأس الدولة ورمز السيادة فهذه الديمقراطية سارية على قدم وساق ومارأيناه وسمعناه من خطوات مفاجئة في سبتمبر الماضي لو ان سعادة السفير توماس كان يتابع معنا ماحدث من دعوة صريحة وعلانية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي دعا الى تقدم أكمل في انتخابات المجالس المحلية.

د. عبدالملك المخلافي : بالتأكيد مع مزيد من الحرية ونحن انتقدنا ووقفنا ضد ماحدث للصحافيين من اعتقالات ولكن الذي لم يعجبنا هو حالة التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وهي حالة تستخدم لاأراض سياسية، على سبيل المثال هناط انتهاكات واسعة لحقوق الانسان حصلت في الفترة الماضية كانت وراءها الضغوط الامريكية في مايسمى بالحملة لمكافحة الارهاب.

امريكا تريد ان تستخدم الانظمة العربية لما هو لمصلحتها وليس لمصلحة الحرية وحتى ان السفير الامريكي نفسه اشار في مقابلات سابقة الى ان الصحافة تجاوزت الحد وهو أمر في تقديري شجع النظام على بعض الانتهاكات.

مالم يعجبني القول بان هذا هو توظيف سياسي وليس موقفا اخلاقيا ولا ديمقراطيا من السفير الامريكي هو تدخل في الشؤون الداخلية من اجل الابتزاز السياسي وليس أكثر.

د. حسن ابو طالب: علينا ن نفرق بين أمرين أولهما ان هناك بالفعل تدخلات امريكية وهناك تصور امريكي بان الولايات المتحدة وسياستها هي راعية التطور الديمقراطي سواء في المنطقة العربية او الاسلامية، والمستوى الثاني ان هناك مايمكن ان نسميه بانتقادات موضوعية يمكن ان توجه للتجربة الديمقراطية اليمنية، الكل يعلم ان في اليمن تجربة لها حوالي 15 عاما ولكنها وصلت الى سقف محدد لم يعد يرضي حتى الاطراف اليمنية نفسها واذا رجعنا الى ما كتبته الصحف المعارضة والاحزاب طوال الفترة من 2001/2003م سنجد ان الانتقادات التي يقولها اليمنيون انفسهم التطور الديمقراطي في بلدهم هي اضعاف اضعاف ما قاله السفير الامريكي وبالتالي فمن الناحية الموضوعية تعتبر الانتقادات حقيقية وهو استخدم تعبيرات دبلوماسية وتحدث عن ما يمكن ان يقال انه تعبير عن قلق حكومته للسقف المحدود او لتوقف النمو الديمقراطي في اليمن ولم يقل اكثر من ذلك.

نحن نشعر في المنطقة العربية كما يشعر الاخوة في اليمن بانه لدينا حساسية كبرى حينما يتعلق الامر بأي موقف امريكي من شؤوننا الداخلية وهذا من حقنا ان نحافظ على انفسنا واستقلالنا وسيادتنا ولكن في نفس الوقت علينا ان نضع في الاعتبار ان التطور الديمقراطي هو عملية مستمرة وان السقف الذي وصلت اليه التجربة في اليمن سقف محدود، فاعتقالات الصحافيين ومصادرة الصحف والحجز والمصادرة كل هذه الامور علامات سيئة وليست علامة ايجابية بالمرة، ايضا ما جرى في انتخابات عام 2003م كان سلبيا بكل المقاييس حيث احتكر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم غالبية المقاعد النيابية ولم تستطع المعارضة رغم جهودها الجماعية الا الحصول على مقاعد محدودة وكل هذه الامور تحتاج الى نقاش موضوعي بين ابناء اليمن بأنفسهم وهذا النقاش سيجعل من هذه التدخلات والتقييمات الخارجية لا معنى لها على الاطلاق.

د. عبدالولي، البعض يتساءل لماذا ترضى اليمن بالشروط الاميركية المتعلقة بملف الأمن ولا تعجبها الملاحظات الاميركية حول الديمقراطية؟

- اليمن لها رؤية واجندة خاصة فهي تقول نعم حيث تتوافر مصالحها وتقول لا لما يتعارض مع مصالحها، اليمن ليست مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة ولا ملزمة بذلك وانما هي ملتزمة بمصالح شعبها وأمتها، ولليمن ارادة كما للولايات المتحدة ارادة، ومهمة سعادة السفير ليس المندوب السامي في اليمن وانما هو سفير عليه ان يحسن العلاقات ويدعو الى ما يحسن العلاقات وان لا يكون أذنا وان لا يقع تحت تأثير ما يسميها النخب السياسية وهم المنهزمون جماهيريا الذين لا يستطيعون ان يفوزوا في البرلمان مثلا أو ان يحققوا اي انتصار في الانتخابات وبالتالي يستطيعون ان يصلوا صوتيا وان يشكلوا ظاهرة صوتية من خلال التأثير السياسي لبعض السفراء الذين يعتبرون انفسهم اوصياء على الشعوب، وأحب ان أنبه الى نقطتين اساسيتين سمعتهما، اولهما حول اعتقالات بعض الصحافيين في اليمن، واعتقد ان الاعتقالات التي تجري بين وقت وآخر على فترات سواء في ظروف ملتهبة أو ظروف حرجة، يتم الاحتجاز النيابي، لكن لم يقتل أحد كما يحدث في العراق من قبل القوات الامريكية يعني ان القوات اليمنية لم تقتل أحدا من الصحافيين ولم تقصف بصواريخها أحدا، واعتقد أنه ليس من حق انسان يكون مطلوب منه ان يدافع عن نفسه وعن سياسته ان يبدأ بالهجوم على الآخرين الذين لا يتلبسون بشيء من هذا.

أما ملاحظتي حول ما ذكره د. حسن أبوطالب بشأن استئثار حزب المؤتمر بمعظم مقاعد البرلمان في انتخابات 2003م أقول هل المطلوب من حزب المؤتمر أن يتخلى عن أغلبيته للمعارضة ليحصل على براءة وشهادة بأنه حسن السيرة والسلوك فالمطلوب من الاحزاب الصغيرة أن تنشط نفسها وان تتحد وتتأقلم مع الجماهير وتدخل قلوب الناس لكي تحظى بالاغلبية وأن تبحث لها عن مقاعد.

الجزيرة: ولكن د. عبدالولي هناك قوانين تتحكم في عمليات من هذا النوع، حتى أن السفير الامريكي طالب بتعديل القانون، وأتوجه الآن بالسؤال الى د. عبدالملك المخلافي، طبعا السفير الامريكي رأى أن هناك حكومة مركزية قوية مقابل مجالس محلية ضعيفة وطالب بتعديل القانون واعتبره الحل فما رأيك؟

- د. عبدالملك المخلافي: أنا أتفق مع معظم ما ذكره د. حسن أبوطالب، غير أنني أفرق بين حق السفير الامريكي بأن يتدخل ويعتبر نفسه رسول الديمقراطية، وبين ما تطرحه المعارضة من ملاحظات، بالتأكيد يجب أن يكون هناك حوار وطني بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وأعتقد ان بعض خطوات هذا الحوار بدأت في الفترة الأخيرة من أجل اصلاح سياسي وديمقراطي يؤدي الى أن تصبح التجربة الديمقراطية غير مقيدة وقادرة على الانطلاق الى الآفاق التي بدأت منها.. وفي الحقيقة التجربة الديمقراطية بدأت في اليمن بآفاق عالية لكنها شيئا فشيئا تسير باتجاهات تجعل الحاجة الى مزيد من الاصلاحات بعد 15 عاما من التجربة.

الجزيرة: اذن أنت تتفق مع السفير الامريكي عندما يقول هناك تباطؤ؟

- المخلافي: السفير الامريكي يستخدم هذا الأمر للابتزاز السياسي والتدخل في الشؤون الداخلية، يجب ان يكون واضحا أنه لديه استعداد في الغد أن يعطي شهادة أخرى بأن التجربة الديمقراطية في اليمن مكتملة اذا كانت مصلحة الولايات المتحدة تقتضي ذلك، نحن نتحدث عن رؤى موضوعية داخل البلاد، ونقول بأن السفير الاميركي في هذا البلد تحديدا اعطى شهادات متناقضة شهادات على أن الديمقراطية مكتملة وأفضل ما في المنطقة وانها تحظى بدعم الولايات المتحدة ثم شهادات ونصائح للمعارضة بالتعقل ثم يقول إن التجربة تتباطأ، هو يستخدم هذا الاسلوب للابتزاز، وفي تقديري أن ذلك يسبق زيارة الرئيس علي عبدالله صالح الى الولايات المتحدة في نوفمبر القادم، وموقف السفير هو في اطار الابتزاز السياسي لا أكثر.

د. حسن برأيك كيف ستلقي هذه الضجة بظلالها على زيارة الرئيس اليمني إلى واشنطن ؟

- أتصور ان السفير الامريكي في تلك التصريحات كان يضع بعض الاشارات لما يمكن ان يسمعه الرئيس علي عبدالله صالح من المسئولين الامريكيين حينما يزور واشنطن مثل هذه الاشارات من السفير الامريكي تقول ان هناك عددا من الملفات المهمة سوف تكون محلا للنقاش المستفيض منها التجربة الديمقراطية في اليمن، ؤأن الجانب الأمريكي ليس راضيا بما يكفي حول آخر هذه التطورات .

ولكن في نفس الوقت في حواره الموسع مع جريدة «الأيام» أشار الى التعاون اليمني الامريكي في مجال مكافحة الارهاب والى تعزيز الولايات المتحدة لقدرات اليمن في مجال السيطرة على الحدود البحرية من خلال تزويدها بمجموعة من الامكانيات.

نحن علينا ان نضع في الاعتبار ان الاشارات التي يقولها اي سفير قبل زيارة رئيس الدولة انما تعني ان هناك ملفات معينة سوف تحظى بنقاش مستفيض.

في ضوء ملاحظات الجانب الأمريكي، برأيك ماذا سيسمع الرئيس اليمني اثناء زيارته لواشنطن؟

- في تصوري انه سيسمع عدة أمور منها ان الولايات المتحدة حريصة على ان يكون هناك تطور وانفراج في الحريات بداخل اليمن وايضا حريصة على ان يقدم اليمن مزيدا من التعاون مع الاجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الارهاب وان الولايات المتحدة يمكنها ان تقدم بعض الدعم والمساندة في هذا الاطار، وهذه الملفات كلها مجتمعة تقول ان الزيارة المرتقبة من وجهة نظر امريكية هي زيارة مهمة وان الرئيس اليمني سوف يسمع فيها وجهة نظر امريكية متكاملة حول العديد من القضايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى