روح الآلة

> «الأيام» غمدان حزام البحيري /التواهي - عدن

> لست أدري إذا ما كان للآلة روح تحس بها الأشياء كالتي منحنا الله إياها أم لا؟ سؤال قد يجد فيه البعض غرابة ونوعاً من الدهشة، بل لا أتعجب إن وصفه أحدهم بالسؤال الغبي، ولكن هذا السؤال الغريب تبادر إلى ذهني بعد مشاهدتي لفيلم أمريكي يتحدث عن صلة غريبة بين المخترع وآلته الرقمية حتى وصل الحد بهذه الآلة الرقمية لدرجة الحب والإعجاب بمخترعها، وإذ أن الفكرة لا تتعدى الخيال العلمي، ألا أن أمثال هذه الأفكار دائماً ما تخطر بأذهان كثير من الناس بأن هناك علاقة تربط الآلة بمالكها أو صانعها.

والسؤال الذي لم نجد له إجابة غير الحقيقة المجردة وهي أن الآلة لا تعدو أن تكون سوى مجرد آلة، لأنها في حقيقة الأمر ليست بالكائن البشري الذي وهب كماً لا محدوداً من المشاعر الفياضة والإحساس المرهف، هذه الحقيقة التي ستبقى ثابتة إلى أن يثبت بالدليل القاطع عكس ذلك.

إذا ثبت وجود صلة بين البشر وآلاتهم، فهل هذه الصلة تشمل كل الآلات أم أن هناك نوعاً من الآلات التي قد تجد العاطفة سبيلاً لتقتحم عالمها الحديدي؟.. إذ أن من الملاحظ جداً أن الساعات - مثلا- لا تفارق الإنسان سواء في بيته أو على يده طيلة سنوات، ولكن لم نسمع يوماً بوجود عاطفة ما نشأت بينهما، وهذا يطرح تساؤلاً جديداً، هل هناك نوع من الآلات يستجيب لهذه العاطفة أو أنه لا بد من توفر شروط معينة تهيئ لنشوء مثل هذه العاطفة، أم أن الإنسان بطبيعته التي جبل عليها يريد أن تشمل عاطفته كل ما حوله حتى لو كان ذلك الشيء آلة لا إحساس لها؟ وإلى أن نجد تفسيراً لهذا السؤال تبقى كل الإجابات محل نظر وتساؤل: هل للآلة روح أم لا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى