فريق ميليس تلقى تهديدات بالقتل اثناء التحقيق

> الأمم المتحدة «الأيام» وكالات:

>
(من اليمين) نائب وزير الخارجية اللبناني بطرس عسكر والمحقق الالماني تدليف ميليس في مجلس الامن امس
(من اليمين) نائب وزير الخارجية اللبناني بطرس عسكر والمحقق الالماني تدليف ميليس في مجلس الامن امس
قال ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، أمس الثلاثاء ان فريق التحقيق الذي يترأسه تعرض للعديد من "التهديدات" واضاف ميليس في جلسة لمجلس الامن الدولي ان فريقه "تلقى عددا من التهديدات دلت تقديرات مسؤولينا الامنيين على انها حقيقية".

وشدد ميليس، الذي اطلع المجلس على نتائج التحقيق الذي استغرق اربعة اشهر في اغتيال الحريري، انه بعد ان تقرر تمديد مهمة فريقه حتى 15 ديسمبر، فان الاولوية تعطى لضمان امن افراد الفريق.

واشار الى انه منذ بدأت لجنة التحقيق عملها، اتخذت اجراءات امنية استثنائية لحمايتها بمساعدة قوات الامن اللبنانية.

وقال "الا انه يجب الاشارة الى انه رغم الاجراءات الاحتياطية، فان مستوى الخطر المرتفع سيزداد، خاصة بعد اصدار التقرير".

وحول طبيعة تلك التهديدات قال ميليس في مؤتمر صحافي اعقب كلمته امام مجلس الامن، ان التهديدات صدرت عن "جماعات غير معروفة" وانه لم يرد اي مؤشر على ان الحكومة كانت ضالعة فيها.

واوضح "كان يتم توزيع منشورات في جنوب لبنان تهدد اللجنة وتهددني ... ووردت تهديدات اكثر فردية من مجموعات او من مجموعة سابقة ... ولكن تلك التحقيقات لم تأت بالتاكيد من اي طرف رسمي".

واكد انه "يتم القيام بكل ما يمكن (لحماية فريق التحقيق الدولي)". ودعا رئيس التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري سوريا إلى أن تبدأ تحقيقها الخاص في القتل كي تجيب على الاسئلة التي بقيت من دون إجابة في تقرير لجنة التحقيق.

وألقى المحقق الالماني ديتليف ميليس كلمة في مجلس الامن عن تقريره المكتوب الذي أعلن يوم الخميس الماضي والذي وجد أدلة على ان مسؤولين امنيين سوريين تآمروا لقتل الحريري في بيروت في 14 فبراير بالتواطؤ مع مسؤولين امنيين لبنانيين.

وعاب ميليس على دمشق عدم تعاونها مع لجنة التحقيق التي قادها وقال ان الفريق المكون من 30 عضوا "تلقى عددا من التهديدات التي اعتبرت في تقييم افراد الامن التابعين لنا بأنها موثوقة".

(من اليمين) سفراء اميركا، الصين، اليابان والفلبين في مجلس الأمن امس قبل بدء الاجتماع
(من اليمين) سفراء اميركا، الصين، اليابان والفلبين في مجلس الأمن امس قبل بدء الاجتماع
وردا على ذلك قال السفير السوري لدى الامم المتحدة فيصل مقداد ان القاء اللوم على عاتق اجهزة الامن السورية واللبنانية يشبه اتهام اجهزة الامن الامريكية بالمسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر لأنها حدثت على اراضيهم.

ولم يلتفت لدعوة ميليس بإجراء تحقيق سوري.

وقبل ان يتحدث ميليس قال السفير الامريكي جون بولتون والسفير الفرنسي جان مارك دي لا سابليير للصحفيين انهما يتوقعان توزيع مشروع قرار مشترك قريبا. والمتوقع ان يطالب المشروع سوريا بالتعاون مع التحقيقات لكن ليس من الواضح ما اذا كان سيهدد باتخاذ اجراءات اخرى.

وقال ميليس ان تمديد فترة ولاية لجنة التحقيق حتى 15 ديسمبر سيوفر فرصة أخرى لسوريا كي "تظهر مزيدا من التعاون الحقيقي.. ولتقديم أي دليل مهم يتعلق بالاغتيال." وأضاف ميليس "لهذا السبب ربما تود السلطات السورية ان تتولى بنفسها التحقيق في اغتيال السيد الحريري بشكل مفتوح وشفاف."

وأشار إلى ان التحقيق السوري "سيمكن اللجنة من ملء الفجوات وأن تتضح الصورة بالنسبة له عن مدبري ومرتكبي عملية 14 فبراير الارهابية." وقال مقداد لمجلس الامن ان كل فقرة في التـقرير تستحـق تعليقا لتفنيد محتوياتها.

واشار الى هجمات 2001 الارهابية على الولايات المتحدة وهجمات مارس 2004 في مدريد وتفجيرات الصيف الماضي في لندن وقال ان الاتهامات ضد سوريا ولبنان يمكن ان توجه الى "اية اجهزة امنية في اية دولة في العالم تقع على اراضيها اية جريمة."

وفي اشارة واضحة الى الولايات المتحدة التي تطالب باتخاذ اجراء مشدد ضد سوريا تساءل مقداد عن "الاهداف الحقيقية" لأولئك الذين "يتعجلون اصدار حكم لدعم مواقفهم المتطرفة."

ورفض كل من الرئيس الامريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس استبعاد عمل عسكري محتمل ضد سوريا لكنهما قالا ان الولايات المتحدة لم تستنفد بعد الوسائل الدبلوماسية.

(يمين) السفير السوري في الأمم المتحدة فيصل مقداد بعد القائه خطابه في مجلس الأمن
(يمين) السفير السوري في الأمم المتحدة فيصل مقداد بعد القائه خطابه في مجلس الأمن
وقال بوش لقناة العربية في حديث اذيع أمس الثلاثاء "العمل العسكري هو الخيار الاخير جدا." وقال انه عمل باجتهاد دبلوماسيا وسوف يستمر في العمل على الناحية الدبلوماسية من القضية.

وليس من المتوقع ان يتضمن مشروع القرار الامريكي الفرنسي اية عقوبات وهو ما قالت فرنسا انه ينبغي بحثه فقط بعد انتهاء التحقيقات.

وقال سابليير للصحفيين قبل الاجتماع "الامريكيون والفرنسيون يعملون بصورة وثيقة واعتقد انكم ستحصلون قريبا جدا على نص. وما يقوله ميليس ان هناك عدم تعاون من جانب سوريا. لذا فإن هذا سبب خطير جدا للقلق وينبغي على المجلس ان يهتم به." وقال السفير الامريكي جون بولتون "اننا ندخل مرحلة حرجة في مجلس الامن هنا وجان مارك سابليير محق تماما.

"اننا نتطلع الى قرار قوي من المجلس يعبر عن الرأى الموحد حول خطورة هذه المسألة واهمية ان يتعاون كل شخص." وقال بطرس عسكر المدير العام لوزارة الخارجية اللبنانية امام المجلس ان بلاده تريد الحقيقة الكاملة والمطلقة ومعاقبة كل المجرمين والقتلة مهما كانوا.

وقال ان كشف الحقيقة ومعاقبة كل القتلة واقامة العدل يساعد على تعزيز الاستقرار والامن في لبنان وفي انحاء المنطقة التي يولى لها اهمية واهتمام كبيرين .

والقى لبنان القبض على اربعة لواءات مؤيدين لسوريا تورطوا في الاغتيال بناء على توصية من ميليس قبل ان يعلن تقريره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى