كيفية تجنب الاصابة بالاورام السرطانية الخبيثة

> «الأيام» د. سعيد جيرع:

> تعتبر الاورام السرطانية من أقدم الامراض المستعصية، التي تصيب الإنسان، ويقال أن أول ورم خبيث استئصل كان أيام الفراعنة في مصر القديمة.. أصيب به أحد ملوكهم.. وقد استأصله أحد أطباء الفرعون الجراحين من على الشفاه السفلى.. وهذا تأكيد بأن علم الاورام السرطانية قديماً جداً.

إن تكاثر عدد المرض المصابين بهذه الامراض الخبيثة في بلادنا، وبكل أنواعه الحميدة والخبيثة.. جعلنا نفكر مراراً وتكراراً حول مدى خطورته وأضراره على الناس جميعا، على حياتنا وحياة أولادنا وأحفادنا وعلى مستقبل أمتنا الكريمة.. ولهذا لابد من نشر الوعي الصحي بين أوساط أفراد المجتمع اليمني.. وأخص بالذكر هنا أصحاب الشأن، القائمين والمهتمين بالمراكز المختصة، الأطباء المؤهلين، والمسؤولين في الصحة العامة والإرشاد الطبي.. وعلى رأس هؤلاء جميعاً الدولة والحكومة بدعمهما المستمر والسخي للمراكز المعنية، وتأهيل الكوادر ودعم البحوث العلمية ومتابعتها بشكل صحيح، وتسهيل الامكانيات وتجنيد أقصى الجهود والطاقات البشرية لإنجاح تلك البحوث ومواصلتها.. وعلينا جميعاً الحد من انتشار واتساع تلك الأمراض الخطيرة.. ما لم فسوف لا ينفع الندم.. وستسبب لنا المرض والتخلف والجهل والفقر.. وبالمقابل لا ننسى الدور العظيم الذي تقوم به الدولة لإنشاء أول مركز لعلاج الأورام السرطانية الخبيثة بواسطة الإشعاع النووي في صنعاء.. وعن هذا الموضوع كتبنا أكثر من مرة في صحيفتنا «الأيام» المحروسة بالله.. لكن يجب أن يُنشأ أكثر من مركز في مدننا اليمنية لعدم استطاعة هذا المركز علاج كل الحالات المصابة وخير دليل على ذلك انتظار العدد الكبير من المرضى لنيل جرعاتهم من الاشعاع النووي.

إن ما تقوم به هذه الأيام بعض الشخصيات الحكومية والاجتماعية لجمع التبرعات لصالح المرضى المصابين بالاورام الخبيثة لدليل قاطع على أهمية الخبر والمرض.. وفي هذه الحلقة سنكتب عن ظاهرة التدخين وتفشيها بين الكبار والصغار وخاصة الأطفال ودوره في الإصابة بالأمراض الخبيثة وكيفية تجنبه.

كيفية تجنب التدخين
يعتبر التبغ وما يحتويه من النيكوتين مضراً لصحة الإنسان من نواحي كثيرة مثل القلب، الشرايين، الرئة والأورام الخبيثة السرطانية وبعضها المميتة لصاحبها ومهلكة لحياته وكيانه.

الحكايات والأساطير الاولية تعرفنا مضغ الإنسان للتبغ وتذوقه وشد بها كيفه عبر اللعاب والفم، وتطور بعدها إلى الشم والتنشق لمسحوق التبغ عبر الأنف وهكذا حتى تعرف على التدخين بكل أنواعه.. فماذا علينا أن نـُحذر هؤلاء المدخنين؟ وماذا عسانا أن نقول لهم؟

سنوياً يتوفى مئات الآلاف من المصابين بسرطان الرئة والحنجرة والأنف والفم.. وبالذات في الدول المتقدمة والسبب الأساسي هو التدخين ماعدا المصابين الجدد الذين تسجل أسمائهم لدى المراكز العالمية للاورام السرطانية في تلك الدول بالرغم من تطور وتقدم العلم عندهم.

ولذا علينا جميعاً تجنب التدخين بشتى أنواعه.. تجنب السجارة الغولون، الشيشة والارجيلة، استعمال التبغ الملفوف، وشم واستنشاق التبغ المسحوق.. كما يجب تجنب الجلوس في الأماكن المستخدمة للتدخين وفي نفس الوقت ننصح بعدم التدخين في الأماكن العامة.. وبالمناسبة نشيد بالقرار الحكيم الذي صدر، يحرم ويمنع التدخين في الأماكن العامة وشبكة الاتصالات ولكن ومع الأسف نرى أن العامة لا يلتزمون بذلك وصدق رب العالمين في الآية الكريمة التي تقول: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». ومن المؤسف أيضاً نرى كثيرا من الدعاية لانواع السجائر موضوعة على الطرقات.. وفي الجانب الإجابي الآخر نرى ونسمع كثيراً من التحذيرات من خطر التدخين على صحة الإنسان من القائمين على الاذاعة والتلفزيون.

إن إنشاء مدارس مؤهلة لتعليم الناس كيفية الاقلاع عن التدخين وإيجاد فرص للعمل والتعليم وخاصة للشباب ستساعد شبابنا على عدم الاتجاه إلى التدخين ومصاحبة شلل الشر والخطر.. وبهذا نساعد أنفسنا وشبابنا وأمتنا من خطورة الإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة، وبإنشاء جيل متسلح بالعلم والصحة.

استشاري واختصاصي جراحة الوجه والفكين والفم والاسنان - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى