> وقعت ثلاثة انفجارات قوية في اسواق مزدحمة بالاسر والمتسوقين في نيودلهي امس السبت قبل أكبر احتفالين للهندوس والمسلمين بالبلاد مما تسبب في مقتل أكثر من 50 شخصا واصابة عشرات اخرين بجروح.

وتناثرت الجثث المتفحمة والدماء والزجاج والانقاض التي يخرج منها الدخان في أماكن الانفجارات في الوقت الذي قام فيه رجال الانقاذ بانتشال القتلى والجرحى بينما تجول عشرات الناجين في حالة من الصدمة محاولين اكتشاف ما حدث لاقاربهم المفقودين.

وقال مساعد للوزير الاول في ولاية دلهي شيلا ديكشيت ان 51 شخصا قتلوا في الانفجارات التي وقعت بفارق دقائق بين كل تفجير والاخر. واضاف ان 54 شخصا اصيبوا بجروح.

ووصف رئيس الوزراء مانموهان سينغ الهجمات بانها عمل ارهابي في حين اضاف انه من السابق لاوانه التكهن بمن المسؤول عنها.

وقالت سونيتا التي تعيش قرب احد الاسواق التي لحق بها الدمار في منطقة لها شعبية بين السائحين الاجانب الشبان "كان هناك دوي هائل"واضافت "رأيت اناسا كثيرين راقدين على الارض. رأيت ذراع طفل مقطوعا وراس شخص ما اخر محطما,كان (شيئا) سيئا للغاية."

ودعا سينغ ومسؤولون اخرون الى الهدوء ووضعت الشرطة في العاصمة التجارية مومباي (بومباي) المدينة في حالة تاهب قصوى,وبدأت الاسواق في انحاء دلهي اغلاق ابوابها في الوقت الذي كانت فيه سيارات الطواريء تشق طريقها بصعوبة في الشوارع المكتظة.

وقال المتحدث باسم سينغ للصحفيين "انه حزين جدا" مضيفا ان "الارهاب لن يهزم الهند ابدا".

والقت الهند باللوم في هجمات سابقة بالعاصمة على نشطاء مقرهم باكستان بما في ذلك هجوم على البرلمان في عام 2001 قتل فيه اكثر من عشرة اشخاص ووضع الهند وباكستان على حافة حرب نووية.

لكن البلاد تعاني ايضا من عشرات من حركات التمرد وقتلت انفجارات وقعت في داري سينما القي باللوم فيها على الانفصاليين السيخ شخصا واصابت عشرات بجروح في مايو ايار.

وكما فعلت في الهجمات السابقة نددت باكستان بشكل فوري "بهذه التفجيرات الارهابية"وقال مسؤولون هنود ان المادة المتفجرة القوية (ار.دي.اكس.) استخدمت في كل التفجيرات الثلاثة.

وحذرت الولايات المتحدة مؤخرا مواطنيها من هجوم ارهابي محتمل على المصالح الأمريكية في دلهي وأماكن أخرى وتتعقب السلطات الهندية نشطا مشتبها به في القاعدة هنا,والغت مدرسة السفارة الامريكية في المدينة كل الدروس يوم غداً الاثنين بعد هجمات امس السبت.

وقال سائح بريطاني لقناة (ان.دي.تي.في.) التلفزيونية "رأينا الجثث وقد تفحمت بشكل خطير واعضاء مفقودة. كان مشهدا مروعا." وأضاف "لا تدعو الارهاب ينتصر."

وذكرت تقارير ان الانفجار الاول وقع في منطقة باهارجانج قرب محطة السكك الحديدية الرئيسية في نيودلهي وهي منطقة يرتادها السائحين الشبان,واخلى اصحاب المتاجر هناك عربات الجر الخاصة بهم واستخدموها في نقل الضحايا الى المستشفى.

ووقعت انفجارات اخرى في سوق ساروجيني ناجار في جنوب دلهي وفي جوفيندبوري وهي ضاحية في جنوب المدينة ايضا.

وقالت الوزيرة الاولى في ولاية دلهي شيلا ديكشيت ان الهجمات خططت بوضوح لاشعال نار الارهاب.

وقالت للصحفيين "انه امر مدبر..هذا واضح تماما." وتابعت "هناك شخص نواياه سيئة وهذا ايضا واضح."

ومضت تقول "انه يوم حزين جدا لنا جميعا. حقيقة ان هذه الانفجارات وقعت واودت بحياة كثيرين للغاية احبطتنا وجعلتنا نشعر بحزن شديد."

ويحتفل الهندوس يوم الثلاثاء بمهرجان ديوالي او مهرجان الاضواء فيما يحتفل المسلمون بعيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان.

ويغلب الهندوس على سكان دلهي البالغ عددهم 14 مليون نسمة مثل باقي الهند ولكن يوجد حوالي 1.7 مليون مسلم في المدينة.

وقعت الهجمات في وقت الغروب في مساء خريفي معتدل واسواق وشوارع دلهي مكتظة بمن يقضون الاجازات والمتسوقين وقد ارتدى كثير منهم ازهى الالوان لديهم استعدادا للاحتفالات القادمة.

وقال مسؤولون ان الانفجار في جوفيندبوري وقع قرب حافلة مكتظة وكان من الممكن ان يكون اسوا بكثير.

ولاحظ محصل الحافلة ان رجلين تركا حقيبتهما خلفهما ونادى عليهما في حين قام راكب بفتحها. والقى المحصل الحقيبة وسط دغل قريب حيث انفجرت.