> ضرب الاعصار بيتا ساحل نيكارجوا على البحر الكاريبي في وقت مبكر من صباح امس الاحد حيث أجبرت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي صاحبته الالاف على اللجوء الى المخابيء وسط مخاوف من حدوث انهيارات طينية.

وفقد بيتا بعضا من قوته قبل أن يصل الى الساحل متحولا ببطء الى الجنوب لينجو ميناء بويرتو كابيثاس من ضربة مباشرة. وفور وصوله الى الساحل فقد الإعصار مزيدا من قوته على الرغم من انه بقي إعصارا من الدرجة الأولى إذ بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 150 كيلومترا في الساعة.

وقال مسؤولو الطواريء انه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى رغم ان من المتوقع أن يأخذ بيتا طريقه مباشرة عبر نيكاراجوا ليزيد المخاوف من حدوث فيضانات وانهيارات طينية مميتة في القرى الجبلية.

وقال صامويل بيريز رئيس عمليات الدفاع المدني "ليس لدينا تقارير عن سقوط قتلى. لم يصب أحد... ولكننا نتوقع ارتفاع منسوب مياه الأنهار."

وفي هذه البلدة الساكنة المشهورة بالصيد الواقعة بالأحراش النائية بشمال شرق نيكاراجوا هرع السكان وقبائل الميسكيتو الهندية الذين تم اجلاؤهم من قرى الصيد الى مخابيء مؤقتة ولكن الإعصار لم يحدث خسائر جسيمة.

وفي هندوراس المجاورة قال مسؤولون ان الاتصالات قطعت بعد أن أغرقت الفيضانات القرى الساحلية المعزولة.

وكان إعصار ميتش قد اجتاح البلدين عام 1998 وقتلت الأمطار الغزيرة المصاحبة له نحو عشرة آلاف شخص في أنحاء أمريكا الوسطى. وفي وقت سابق من الشهر الحالي قتل الاعصار ستان زهاء ألفي شخص بأمريكا الوسطى معظمهم من قبائل المايا الهندية في جواتيمالا التي طمرت الانهيارات الأرضية أكواخهم.

وتكدس نحو 200 شخص داخل مدرسة متهالكة في بويرتو كابيثاس انتشرت الثقوب بسقفها المصنوع من الصفيح. وقالت نورما سميث وهي أم لستة أطفال "أمضينا ليلة بالغة السوء. تسربت المياه وشعر الأطفال بالبرد. لقد جاؤوا بنا الى هنا دون أن يبلغونا بشيء. لم يكن لدينا طعام ولا ماء."

وأمضت ثماني أسر من بينها ثلاث نساء حوامل الليلة متحصنين داخل كنيسة صغيرة زودت نوافذها بألواح خشبية للتصدي للرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وقالت أزوثينا كولسون زوجة كاهن الكنيسة الذي كان في زيارة للولايات المتحدة "كنا نصلي ... كنت خائفة ولكن كان لا بد أن أحتفظ بهدوئي كرئيسة للكنيسة."

والاعصار بيتا هو الاعصار رقم 23 الذي يحمل اسما في موسم الاعاصير التاريخي الذي لا يهدأ في منطقة الكاريبي والمحيط الاطلسي.

وتنتشر قرى الصيد الصغيرة التي تسكنها قبائل هندية مثل قبيلة الميسكيتو واحفاد العبيد الافارقة الهاربين على طول ساحل الكاريبي احد اكثر الاماكن انعزالا في امريكا الوسطى.

وفي الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي (15:00 بتوقيت جرينتش) ضرب بيتا جنوب بويرتو كابيثاس على بعد نحو 80 كيلومترا الى الشمال من بلوفيلدز وهو ميناء آخر لنيكاراجوا على ساحل الكاريبي متجها صوب الجنوب الغربي بسرعة 11 كيلومترا في الساعة.

وحذر المركز الامريكي القومي للاعاصير من أن أمطارا يتراوح منسوبها بين 10 و15 بوصة (25 الى 38 سنتيمترا) قد تهطل على نيكاراجوا وشرقي هندوراس مع توقع أن يبلغ منسوب الأمطار الحد الأقصى ببعض المناطق ليصل الى 64 سنتيمترا.

وقال المركز الذي مقره ميامي "من المتوقع ان يضعف بيتا بسرعة أثناء ساعات اليوم" مع توقع تراجع سرعة الرياح المصاحبة له.

وفي هندوراس هرع السكان الى المتاجر لشراء احتياجاتهم الاساسية فيما اصطفت طوابير طويلة امام محطات الوقود.

وقال بابلو لييفا (52 عاما) وهو يجمع ما اشتراه من الأغذية المحفوظة والحبوب والزيوت بأحد المتاجر بالعاصمة تيجو سيجالبا "أنظر الى ما حدث بعد الإعصار ميتش,لم تتبق طرق ولم تصل إمدادات الغذاء."

وكان الإعصار بيتا قد أطاح في وقت سابق بأسطح المنازل بجزيرة بروفيدنسيا الكولومبية الواقعة بالبحر الكاريبي,ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى.

وحطم الاعصار ويلما الاسبوع الماضي منتجعات على شاطيء الكاريبي واغرق كوبا وضرب جنوب ولاية فلوريدا الامريكية.