عدن لك العيد..يا عشقنا السرمدي

> عيدروس عبدالرحمن:

> لك العيد.. يامرتعاً للجمال.. يا منبعاً للسكينة دون ضغينة، لك العيد.. يا مشعلاً أضاء تضاريس مدن كثيرات.. وكنت (عدن) لب المدن.. عقلها والفؤاد.. ومجرى لعين ماء زلال عند اشتداد العطش.. وإبريق وضوء.. وضوء لساعة تهجد حين ينام القمر وأعين الساهرين.

لك العيد ياعدن السواحل المليئة بخيرات رب العباد.. أسماك وأصداف لول.. لك العيد.. يا مرشد الضائعين .. يا مطبخ الجائعين لكسرة خبز وفنجان قهوة.. قبيل صبوح الصباح.. وساعة فلاح.. في البكور.

لك العيد .. يا شمس صيرة، تداعب جباه الصبايا.. برقة. وترسم لون الرمال والجبال في شفاه الصغار والرجال حين التبتل (الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيرا.. والحمدالله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلا).

لك العيد (عدن).. يا ساكنة في القلوب.. ودرب العروق.. يسير حثيثاً وئيداً.. صعوداً إلى فروة الرأس.. فوق الحواجب.. على صفحة الجبين يسلم على مفرق الرأس المطرز بشعرات بيض.. حالة وقار.. للكبار المليئة جيوب ملابسهم الجديدة.. بعيدية العيد.. توزع.. فرحاً.. مرحاً لأطفال ناموا بأعينهم المفتوحة.. ليصحوا.. مع مأذنة العيدروس منشدين (لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده.. ونصر عبده.. وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.. لا شريك له).

لك العيد.. ياعدن.. الموائد.. العوائد.. الفوائد والزوائد لكل من استظل بظلك.. وصام وقام بحلك.. كتبت شهادة ميلاده.. أنه من عدن.. ومن جاءها قادماً.. يعصر عمره في عشقها.. خادماً يعطر حبات عرقه في عبقها.. نادماً..من تأخر قدومه إلى صبح الإصباح.

عدن.. لك العيد.. يا حضنا أبقى إلينا.. من حضن أمي.. نقياً نقاوة آبائنا الأقدمين.. تهذب، تؤدب أبناءها كأفضل وأجمل مما تلقوه في مهدهم والصبا.. صدوقاً.. كصدق المعلم أيام زمان حينما كان ضميره رقيباً عليه!

لك العيد.. توزعه مبانيك والأرصفة، تهدية جولاتك ومفارق الطرق منك وإليك للصائمين.. القادمين على أجنحة الشوق لتعاطي لذة العيد على سقف بابك.. فالعيد يا سيدة المكان والمكين، عندك له لون أجمل من جمال الجمال.. له طعم أحلى من لحظة الارتواء.. ورائحة كتلك التي داعبت ذاك البطل حين الشهادة.

لك العيد.. عفواً.. بل أنت العيد، بلسماً يداوي فقرنا المتعمد مع سبق إصرارهم والترصد.. أنت العيد، تاجاً جميلاً نافس فيه جمال العروس ليلة زفاف.. أنت العيد.. سقفاً يظلل رؤوس (الضباحى) من حر صيف.. أنت العيد.. كطفل سعيد تباهى بين أقرانه بذاك القميص المطرز.. أنت العيد.. كزهرة تناست شراء جناحي فراشة تحلق في كالتكس، والغدير، تمر إلى الخور بعد استلام عيدية الفطر من الشيخ عثمان.

عدن.. أنت العيد.. أنت نظم القوافي.. موزعة بالتساوي لكل الحوافي في البريقة، في البنجسار أو دار سعد.. أنت عدن.. أنت شربة فطور.. أنت فتة سحور.. أنت مسك السطور.. أنت عود البخور.. أنت شربات عيد بعد نهاية تهليل وتكبير مآذنك والجبال (اللهم صل على سيدنا محمد.. وعلى آل سيدنا محمد.. وعلى أصحاب سيدنا محمد.. وعلى أنصار سيدنا محمد.. وعلى أزواج سيدنا محمد.. وعلى ذرية سيدنا محمد.. وسلم تسليماً كثيرا).

عدن .. يا عيد الأعياد.. يا غيد الأسياد.. {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} فعودة حميدة.. يامجيدة.. ياعميدة.. وكل عام وأنت سعيدة.. وكفى!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى