التجديد ضرورة حتمية

> «الأيام» شكري حسين:

> عادة ما يصاحب الإعلان عن قائمة أي من المنتخبات الوطنية الكثير من ردود الأفعال الجماهيرية حول أحقية بعض الأسماء من عدمها، وإن كان أكثرها مبنية على مدى قرب اللاعب والنادي الذي ينتمي إليه، ولأن العملية عادة ما تخضع في أحيان كثيرة إلى شيء من عدم الواقعية فإن المحصلة في الأخير تكون محاطة بإطلاق وابل من عبارات عدم الرضى والاستهجان على اعتبار أن الجماهير الرياضية هي العين الأخرى، التي ترصد عطاءات بعض اللاعبين وتعرف عنهم ما قد لا يعرفه القائمون على أمور المنتخبات الوطنية.

والحق أنني لا أحبذ الخوض في مثل هكذا مجال لإيماني أن الخبز لا يعطى إلا لأصحابه، ولكنني كغيري من المتابعين والمهتمين (صدمت) عند مطالعتي لقائمة المنتخب الوطني الأخيرة والتي حوت بين ثناياها المتردية والنطيحة، وأكثرهم قد وهن العظم منه واشتعل الرأس شيباً، وعلى الرغم من أن القائمة الأخيرة قد غفلت عن أسماء كثيرة من المواهب الشابة التي تستحق بالفعل الالتفات إليها، ولو من باب التجربة، وتمسكت بالحرس القديم رغم عدم جاهزية الغالبية منها، فإن السؤال الذي يدعو إلى العجب والحيرة هو: كيف لا يكون اسم المهاجم الأبرز في الساحة اليمنية حالياً الكابتن (علي النونو) في عداد القائمة المختارة، وهو وحده من يمثل اليوم بقعة الضوء الوحيدة في خط المقدمة المصاب بداء الكساح.

وأتصور أن النونو لا يحتاج الى تلميع صورة او تجميل برواز، فصولات اللاعب وجولاته دليل على وجوده، كما هو الأثر يدل على المسير والبعرة عادة ما تدل على البعير، وخلو القائمة من اسمه ليس خسارة على المنتخب وحده، ولكنها ضربة قاضية لكل التطلعات والأمنيات التي تأمل أن يخلع من خلالها (الناخب) الوطني عباءة العلاقات والصداقات التي وأدت بين أروقتها أحلام الكثير من الرياضيين، وهي أيضاً (تقويض) لعملية الاختيار السليم التي نأمل أن تكون حاضرة في مثل هكذا مناسبة، حتى يتسنى لنا الخلاص من حكاية (الحك) والاحتكاك التي ظللنا نلوكها سنوات عديدة، ولم نعد نستسيغها اليوم.. ويقيني أن الكابتن (رابح سعدان) يوافقني الرأي في أن عملية التجديد ضرورة حتمية حتى نضمن للمنتخب ديمومته سعياً نحو تحقيق الآمال المرجوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى