مكائن شفط المياه المنزلية..ضرورة أم عشوائية؟

> «الأيام» شكاوى المواطنين:

> أزمة المياه مشكلة ليست وليدة اليوم بل هي نتاج لتراكم سنين طويلة من سوء التخطيط وهمجية الاستخدام، الأمر الذي أفضى إلى نقص حاد في الموارد المائية ظهرت نتائجه واضحة جلية في الفترة الأخيرة وعلى نطاق واسع.. فإمدادات المياه المخصصة للاستهلاك المنزلي لم تعد مؤسسة المياه قادرة على تلبيتها بسبب النقص الشديد في منسوب مياه الآبار الجوفية التي تغذي المدن بشكل عام، وهذا بلا شك أدى إلى تهافت المستهلكين للحصول على ما يكفيهم من المياه بطرق مختلفة تعكس خطورة الوضع الذي يتطلب رص الصفوف لمواجهته بانتهاج سياسة قائمة على تنمية الموارد المائية واتباع طرق حديثة في عملية الري.

لقد كان للنقص في امدادات المياه سلبيات كثيرة على حياة المواطن، ونحن هنا لسنا بصدد حصرها ولكننا سنتناول بإيجاز إحداها وهي ظاهرة استخدام المكائن في شفط المياه.. فهذه الظاهرة وإن كانت الضرورة هي التي دفعت المستهلك لاستخدامها فهذا لا يمنع من عملية تنظيم استخدامها وتعريف المستهلك بكيفية وأوقات الاستخدام، فلا ننكر على ساكني المناطق المرتفعة في الجبال والعمارات العالية استخدام تلك الوسيلة بطريقة مرشدة تفي بالحاجة ولا تضر ببقية المستهلكين، الذين لم تسعفهم ظروفهم لامتلاك تلك المكائن، ولكن ما الذي يدفع كثيرا من ساكني مناطق المنصورة والممدارة وأجزاء كثيرة من الشيخ عثمان لاستخدام تلك المكائن إذا كانت المياه تصل الى منازلهم في اوقات معينة تكفي الجميع؟ ولماذا يعمدون إلى استخدام تلك المكائن لساعات طويلة وادخار كميات كبيرة من المياه تزيد عن الحاجة وقد يؤدي طول ركودها الى نتائج عكسية بينما يؤدي ذلك التصرف إلى حرمان كثير من الجيران من الحصول على احتياجاتهم من المياه؟ أهو حب الذات وعدم الشعور بالآخرين؟ أم أننا قد وصلنا إلى زمن يردد فيه الكثير نفسي نفسي؟ نعوذ بالله من الطمع والأنانية وحبذا بل والواجب علينا ان نعيش تحت هدي «حب لأخيك ما تحب لنفسك» وأن يكون الوفاء بحقوق الجار سجية لا نحيد عنها قيد انملة، وأن نتعاون على تنظيم عملية الحصول على المياه بصورة تضمن لكل مستهلك الحصول على احتياجاته، وهذا لا يعفي مؤسسة المياه من القيام بواجبها المتمثل بتقوية دفع المياه في الساعات المخصصة للمستهلكين حتى لا يضطر المواطن لاستخدام مكائن الشفط تحت تأثير الخوف من عدم الحصول على احتياجاته.المحرر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى