كــركــر جـمـل

> عبده حسين احمد:

> كل الشعوب المقهورة تـصفـق للحاكم .. إذا رأيت الشعب يصفق لكل كلمة يقولها الحاكم .. فاعرف أن هذا الشعب مغلوب على أمره .. وأن الحاكم يقوده بالحديد والنار .. فالشعب الذي يجلس أمام الحاكم لكي يصفق له دائماً .. لا يمكن أن يحكم نفسه بنفسه في يوم من الأيام .. والحاكم الذي يعتمد على أعضاء حزبه في التصفيق له في كل مناسبة لا يصلح للحكم .. ويجب أن يعرف أن الدنيا قد تغيّرت .. وأن عهد التصفيق قد ولـّى.. ولن يعود أبداً إلى الوراء.

وكما أن التصفيق لم يعد نافعاً للحاكم .. فالشعارات الجوفاء أيضاً لن تجد لها سوقاً اليوم كما كانت بالأمس .. فالشعوب اليوم استيقظت من نومها العميق .. وأصبحت تقف مع الحرية وتقاوم الظلم والاستبداد .. ولا يمكن أن تقف في الوقت الحاضر مع الحاكم الذي يمتص دماءها .. ويثري على حساب الفقراء .. ولا يعترف بالخطأ إذا أخطأ .. إن الحاكم الحقيقي هو الذي إذا وعد وفـى بوعده .. أما الذي يعطي الوعود الزائفة ويكذب على شعبه ويخفي الحقائق عنه .. فلن يصدقه الشعب بعد ذلك.. لأن وعي الشعب أصبح أكبر كثيراً مما يتصوره النصّابون والمنافقون.

ما أسعد الشعوب التي يكون حكـامها صادقين معها .. فلا يفرضون عليها إرادتهم بالقوة والضغط والتخويف .. ولا يعيرون اهتماماً بالتقارير السرية التي تعتمد على الكذب والتلفيق والتحريف والتضليل.. من حق الشعوب أن تعرف أصدقاءها من أعدائها .. ومن حقها أيضاً أن تعرف الذين كذبوا عليها .. وادّعوا أنهم رفعوا من مستواها المعيشي .. والذين تفاخروا بأنهم رفعوا مرتباتها وأجورها .. وإذا هم قد زادوا فقرها وضاعفوا جوعها.

من الشعارات الجوفاء التي كانت تملأ الدنيا هي التي تقول (لا حرية مع الفقر) .. وهذا قول باطل يتـكئ عليه كل حاكم متسلط.. ليحكم شعبه بالحديد والنار .. في عهود الظلم والطغيان وحكم الحزب الواحد «يعيش قادة الحزب كالملوك .. ويعيش أفراد الشعب كالعبيد .. لكل واحد من القادة بيت في العاصمة .. وبيت في المصيف .. وسيارة بل سيارات فاخرة .. وأفراد الشعب ينحشرون في غرف ضيقة .. ويسمعون كلاماً حلواً عن الرفاهية والرخاء».

أعرف بلاداً «لا يعرف شعبه إلا الرأي الواحد .. ولا يقرأ إلا الرأي الواحد .. وقد قرأ لمن يقول له إن الالتزام هو أن يمشي في الطابور .. دون أن يلتفت إلى اليمين أو إلى اليسار.. وقيل له إن مناقشة آراء الحاكم خيانة عظمى .. وإن الاختلاف معه في الرأي خيانة وطنية .. وإن البحث عن الحقيقة هو مؤامرة لقلب نظام الحكم .. الصحف كلها تتكلم بلغة واحدة.. الإذاعة والتلفزيون تـكرر نفس النغمة .. الأساتذة مفروض أن يقولوا نفس الشيء.. فإذا جرؤ واحد منهم وأبدى رأياً مخالفاً وجد من يكتب التقارير السرية.. فيعتقل في اليوم التالي».

إن مثل هذه الأنظمة الاستبدادية يجب أن تتلاشى .. وهذه الممارسات والتصرفات التي تُفرض على الناس يجب أن تنتهي في عصر سيادة القانون .. ومهمة أية دولة اليوم هي أن تنفذ القانون .. وأن تحمي المواطن من الاعتداء على ماله وعرضه.. وأن تحاسب المعتدي على أفعاله البشعة التي تسيء إلى الوطن والنظام والحرية والديمقراطية والعدالة.

(انتهى عصر الرأي الواحد .. والحزب الواحد .. والصوت الواحد .. والحاكم الواحد)!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى