(شعبان × رمضان) عمل درامي اجتماعي يواكب الواقع المعاصر

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

>
بعض من أعضاء فريق مسلسل (شعبان * رمضان) اثناء تسجيل احدى الحلقات
بعض من أعضاء فريق مسلسل (شعبان * رمضان) اثناء تسجيل احدى الحلقات
خلال شهر رمضان المبارك قدمت إذاعة المكلا مسلسلاً من 15 حلقة تذاع وتعاد باسم (شعبان * رمضان)، وهو عمل درامي واجتماعي، يقدم عددا من المواضيع والقضايا ذات الارتباط المباشر بحياة الناس، ويتعرض بالنقد والسخرية والاحتكاك في معالجة وعرض سلسلة المواضيع التي نهجت تمثيليا دراميا حاكى هذا اللون فعلا وهو من اعداد واخراج الشاب المثقف والفنان احمد عبدالله حسن وتمثيل خالد صالح باكرمان والمذيعة المعروفة لطيفة سالم ونفذه مهندس الصوت علي ناشر عبدالرب وقد اسعد هذا المسلسل المستمعين وغدت مواضيعه حديث الناس وهي ظاهرة ميزت الاجواء الرمضانية هذا العام في محافظة حضرموت وفي ظل كثير من الشحن والشد العصبي لدى المواطنين من ارتفاع الاسعار وانتظار استراتيجية الاجور وجاءت الافكار الدرامية والناقدة والموصولة بقضايا ذات علاقة بالحياة اليومية والمشكلات التي تقف هنا وهناك اولا لتشكيل التفاعل الحر الخلاق بين الاحتياجات الموضوعية للتربة المحلية والمؤثرات الفنية والدرامية وجعلها ديكورا مناسبا يولد برفقة الحوار ويقدم كل الحالة المعيشية او التطلعية او الساخرة او التصورية النهضوية بثياب المعاصرة وباقتراب من عقل ووجدان وقلب المستمع وهو ما جعل هذا المسلسل ناجحا وصادقا وليس هذا فحسب اذ اعتبره الكثيرون هنا بأنه عودة لامجاد الدراما الاذاعية التي تراجعت في اذاعة المكلا لاكثر من عشرين عاما وطويت صفحة من هذا الكتاب الذي نجحت اذاعة المكلا في تحقيقة وصناعة ألوانه زمنا طويلا وعبر البعض ايضا ان ظهور هذا العمل الاذاعي وعودة الاداء التمثيلي والصوت الفاعل المؤثر في زمن الصورة وجسارة الممثلين والاخراج لا يعني حدوث قفزة نوعية جاءت من ركام الاهمال وانما هو التزام للارتفاع الى مستوى الوعي لدى المواطن والبحث عن محاكاة في الموقف ووجهة النظر وهي ايضا التزام ازاء الواقع بكل تفاصيله.

مسلسل (شعبان × رمضان) الاذاعي رتب فينا الطمأنينة بسبب غياب الاعمال المسرحية والدرامية واختفائها في مدينة المكلا مثلما هو الحال في مدن اخرى وهو ايضا اعادة للذاكرة الى زمن نجاح الدراما المسرحية والنقد المسرحي وخصوصا في الاذاعة وهو ايضا قد ملأ الفراع في ظل القحط الصارم والذي لن يزول الا عندما نقف امام انفسنا وقضايانا وواقع مشكلاتنا ونعلن أننا لن نهزم المجد القديم اذ ان ما رواه وحاكاه هذا المسلسل تفسيرا وتدليلا فنيا من حيث النص والصياغة الاذاعية التمثيلية قد سرب فينا تفاؤلا متواصلا في اننا نقف على تراث فكري وثقافي يثور ويهتز وينطق وان البعد الافقي والفني في هذا المسلسل هو اسقاط للحاجز القديم على ما اعتقد، وقدم اشارة قوية من وسط الضباب بأن اعمالا ما على المسرح في الاذاعة ستظهر .

ومع الاشادة بالدور الاجتماعي والنفسي والفني والدرامي الذي لعبه هذا النص وكل من ساهم فيه فإن علينا ان لا نفرط في اطالة التصفيق لأبطاله وان استحقوا ذلك حتى لا نخسر ما هو قادم ويبقى هذا العمل الفني يقول اشياء وتغيب عنه اشياء وإن نجح.. والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى