محسن علي صالح..الجاد والمنضبط

> عبدالرحمن خباره:

>
عبدالرحمن خباره
عبدالرحمن خباره
توفي الصديق العزيز اللواء الدبلوماسي محسن علي صالح المرقشي بمرض عضال دام أكثر من سنتين، وكان مرضه من الأمراض النادرة التي يصاب بها شخص واحد من كل مليون نسمة يصعب علاجه داخلياً وخارجياً.

< وساعدت كثير من الأمور الأخرى في تعجيل موته منذ فقد ابنه وهو في عمر الزهور في سلطنة عمان إثر حادث مروري. وهو كذلك من الآلاف المؤلفة من العسكريين والمدنيين من أبناء الجنوب، الذين فقدوا أعمالهم بعد حرب صيف 1994م بدون وجه شرعي أو قانوني ، ورغم كتاباته ونداءاته المستمرة لعودته هو والآخرين للعمل إلا أن كل هذه النداءات ذهبت أدراج الرياح، إذ لا توجد مرجعية أو لجان تظلم دائمة في مؤسسات الدولة والحكومة لمعالجة مثل هذه القضايا .

< كان اللواء محسن علي صالح كغيره من أبناء المنطقة الوسطى بمحافظة أبين الملاذ الأول والأخير لهم العمل في القوات المسلحة أو الأمن أو الشرطة، ويعود سبب ذلك بشكل رئيسي إلى ضيق مساحة الأرض الزراعية وغياب المؤسسات والشركات الأخرى في المحافظة.

< تم اعتقاله وهو في الثامنة من عمره كرهينة في السلطنة الفضلية بعد اتهام أخيه محمد علي صالح البلعيدي بقتل اثنين من الإنجليز في ساحل خبر، وكان ذلك هو السائد في السلطنات الإقطاعية كشكل من أشكال الضغط لتسليم المتهمين من الأهل.

< وفي القوات المسلحة تفتحت قرائحه، وبسبب حبه للعلم والمعرفة وبسبب جديته وانضباطه وحبه للعمل التحق بعد الثانوية بكلية «فرونزه» الأكاديمية في الاتحاد السوفيتي السابق ونال درجة عالية في دراسته، حيث عاد وتبوأ قيادة أحد الألوية ثم ترقى إلى قيادات عليا في القوات المسلحة الجنوبية كما عين عضواً في مجلس الشعب التأسيسي ووكيلاً لمحافظة أبين.

< انتقل من القوات المسلحة إلى وزارة الخارجية وعمل سفيراً في الصين وإيران والسودان، وشهد له كل من عمل معه بجديته ونشاطه وإخلاصه وتفانيه وحبه للعمل.

< وكان نصيب هذا التفاني والمثابرة وحبه لوطنه حرمانه من مواصلة عمله بعد حرب صيف 1994م باعتباره جزءا من التيار المتعاظم ومن مختلف الشرائح الاجتماعية سواء من المدنيين أو العسكريين الجنوبيين الذين كتب لهم نصيب الانضمام إلى قائمة «خليك في البيت»، فيا لسخرية الأقدار!.. وحتى الساعة لا توجد الإرادة السياسية عند السلطة اليمنية لحل هذه المشكلة الكبرى.

< عزاءنا لأهله ولكل أحبائه وأصدقائه..إنا لله وإنا إليه راجعون..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى