افغانستان على خطى العراق مع تصاعد الاعتداءات والهجمات الانتحارية

> كابول «الأيام» ا.ف.ب :

> سيارات محترقة واشلاء بشرية واستهداف للقوات الاجنبية، عبارات تختصر الوضع في افغانستان حيث يبدو ان المتمردين باتوا يتبنون استراتيجية مشابهة للعراق، يغذيها وفق بعض المصادر وجود تنظيم القاعدة.

وفي يومين فقط، شهدت العاصمة كابول وقندهار كبرى مدن الجنوب الافغاني السيناريو نفسه: انتحاريون في سيارة او سيارتين يفجرون انفسهم في قافلة عسكرية للقوات الدولية ويخلفون وراءهم هياكل سيارات تحترق واشلاء بشرية.

وتبنى تلك الهجمات التي اسفرت عن مقتل عشرة اشخاص بينهم عسكري الماني من قوة حلف شمال الاطلسي (ايساف) اضافة الى ثلاثة انتحاريين، متمردو حركة طالبان التي اسقط نظامها في نهاية عام 2001 من جانب التحالف العسكري بقيادة اميركية.

خلال شهرين، شهدت افغانستان سبع عمليات انتحارية استهدفت جنودا دوليين ومسؤولين افغانا، وهي وتيرة متصاعدة قياسا بالعمليات المماثلة في البلاد منذ 2001.

كذلك، ضاعف المتمردون هجماتهم على اهداف محددة مقابل تراجع مواجهاتهم المباشرة مع القوى الامنية.

وتذكر هذه الاستراتيجية بتلك التي يعتمدها المتمردون في العراق، مع فارق ان الحصيلة العراقية (سبعة الاف قتيل في اعمال عنف هذه السنة) هي اكثر دموية من نظيرتها في افغانستان (1500 قتيل).

ويقول يوسف احمدي متحدث باسم طالبان لوكالة فرانس برس عبر هاتف بالاقمار الاصطناعية من مكان مجهول "باشرنا سلسلة من العمليات الانتحارية تستهدف خصوصا القوات الاجنبية التي اجتاحت افغانستان".

ويضيف "انه تغيير في الاستراتيجية العسكرية غايته الوصول الى اكبر قدر من الاعداء".

لكن الجيش الاميركي والحكومة الافغانية يعتبران ذلك مؤشر ضعف لدى المتمردين الذين تكبدوا خسائر فادحة منذ بداية العام (اكثر من نصف القتلى ال1500 الذين تم احصاؤهم).

ويعتبر العقيد جيم يونتس الناطق باسم الجيش الاميركي ان "المتمردين ادركوا انهم سيخسرون عناصر اكثر في حال هاجموا قوات التحالف، لم يصبحوا اكثر قوة لكنهم يهاجمون اهدافا اكثر ضعفا على غرار المدنيين والجيش والشرطة الافغانيين".

ويرى الجنرال محمد زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية ان "الاعداء ما عادوا قادرين على مهاجمتنا من الامام".

لكن يوسف احمدي يرفض هذه التفسيرات قائلا "لم يصبنا الضعف بل قمنا بفتح جبهة جديدة".

ووفق السلطات الافغانية ومصادر امنية غربية، فان هذه الاستراتيجية "العراقية"يغذيها تسلل المقاتلين الاجانب الذين يشكلون "مشاريع استشهاديين" في ما يعتبرونه "الجهاد" (الحرب المقدسة)، وهي ترتبط بالعديد من المنظمات الاسلامية الاصولية وفي طليعتها القاعدة.

لكن هذه الفرضية غير مؤكدة بالكامل وتعتمد فقط على بعض الشهادات.

وكان مسؤول في الاجهزة الامنية الغربية التي تتخذ من جنوب افغانستان مقرا لها صرح لوكالة فرانس برس في ايلول/سبتمبر "ثمة نقل للامكانات والقدرات من العراق الى افغانستان".

واوضح "استنتجنا ذلك من فحصنا للجثث ومن سماعنا لغات عدة على الموجات الاذاعية".

ويضيف مسؤول في الاستخبارات الغربية في كابول ان "المقاتلين الاجانب من تنظيم القاعدة سواء كانوا عربا او يمنيين او ليبيين، لهم حلفاء في صفوف اسلاميي طالبان او الحزب الاسلامي الذين يقاتلون بدورهم +الاجتياح+ الاجنبي".

ويوضح ان "استراتيجية الحركات الاسلامية في العراق كما في افغانستان بسيطة: نشر الرعب وانعدام الامن لزعزعة صدقية السلطات القائمة وحلفائها الغربيين،خصوصا الاميركيين الذين اوصلوا تلك السلطات الى الحكم، ومنع الشعب من الانضمام اليها".

ويؤكد "انها استراتيجية بعيدة المدى"، في وقت تتحدث فيه الولايات المتحدة عن تقليص وجودها العسكري في افغانستان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى