الاشتراكيون الفرنسيون يتكتلون حول امينهم العام استعدادا لانتخابات 2007

> لو مان/فرنسا «الأيام» ا.ف.ب :

> تجاوز الاشتراكيون الفرنسيون في نهاية الاسبوع الجاري خلافاتهم العميقة وتكتلوا حول زعيمهم فرانسوا هولاند الذي عزز موقعه خلال هذا المؤتمر الذي يعقد قبل 17 شهرا من الانتخابات الرئاسية المقررة في 2007.

وفضل خصمه الكبير لوران فابيوس هذه المرة لعب ورقة الوحدة محتفظا بفرصه في الترشح لاحقا باسم الاشتراكيين لهذا الاستحقاق الكبير في الحياة السياسية
الفرنسية، بخلاف ما فعل في ايار/مايو الماضي عندما اختار التمرد على خط الحزب رافضا الدستور الاوروبي.

وكان على الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يفتقر الى مشروع ويعاني من طموحات شخصية متعددة لقادته المتخاصمين والمنقسم بشأن اوروبا منذ الاستفتاء على الدستور الاوروبي، ان يقدم صورة الحزب الموحد لمواجهة اليمين الحاكم، لا سيما وان هذا اليمين استفاد من الخطاب الامني المتشدد الذي استخدمه وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في مواجهة الاضطرابات التي هزت ضواحي كبرى المدن الفرنسية اخيرا.

ووضع قادة التيارات الثلاثة الكبرى في الحزب الاشتراكي خلال مؤتمرهم في لو مان (غرب) خلافاتهم جانبا وصادقوا ليل السبت الاحد على وثيقة اطلق عليها اسم "الخلاصة" تحدد خط الحزب السياسي قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في 2007,ولم يحسموا امرهم حتى اخر لحظة.

ويشيد تيار فرانسوا هولاند بنجاح الاغلبية "الواقعية" القريبة من التيار الاشتراكي الديموقراطي الاوروبي في نهاية المطاف في استيعاب مطالب الجناح اليساري للحزب من دون تقديم تنازلات كبيرة.

وتبنت الوثيقة مطالبة رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس بزيادة الحد الادنى للرواتب الى 1500 يورو خلال الولاية المقبلة.

كما شملت "الخلاصة" وهي بمثابة اول اجماع يحققه الحزب الاشتراكي منذ 1987 بعض مطالب التيار الصاعد في الجناح اليساري للحزب والذي اطلق عليه اسم الحزب الاشتراكي الجديد.


لكنها لم تتبن المطالب الاكثر تشددا ليساريي الحزب مثل الدعوة الى مراجعة صارمة لمؤسسات البلاد للتقليل من صلاحيات رئيس الجمهورية.

وكانت الاجواء امس الاحد تبشر بالانفراج اثر الاعلان عن تبني "الخلاصة" في عبارات استخدمها كل من فرانسوا هولاند ولوران فابيوس.

وقال فرانسوا هولاند "ان رسالة مؤتمرنا جلية، لقد تمت الوحدة" مضيفا "اننا وجدنا ديناميكية جديدة. لقد ابدى الاشتراكيون حسا كبيرا بالمسؤولية".

ودعا كافة اقطاب الحزب الى التكاتف من اجل زيادة فرص فوز الاشتراكيين في 2007.

كما دعوا جميعا الى مؤتمر ينكب على دراسة انشغالات الفرنسيين بعيدا عن الصراعات الداخلية للحزب على خلفية طموحات رئاسية ضجر منها البلد الذي يعاني من ازمة اجتماعية ونالت من مصداقية الحزب كما تقول الاستطلاعات.

وبالنسبة لفرانسوا هولاند الذي ضمن انتخابه مجددا لولاية رابعة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر على رئاسة الحزب الذي يقوده منذ 1997، فان التوصل الى هذا الموقف الموحد يعتبر انتصارا يجعله الاوفر حظا لخوض معركة الترشيح الى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2007.

وهكذا تمكن هولاند بعد حملة الاستفتاء الاوروبي التي تعرض خلالها الى الانتقاد من تعزيز موقعه ونفوذه وارساء شرعيته بعد اشهر من التذبذب.

لكن الخلاصة تصب ايضا في خانة لوران فابيوس الذي لعب ورقة التوافق بعد اقصائه من قيادة الحزب الاشتراكي اثر الاستفتاء وقد صفق الحاضرون كثيرا لخطابه الذي لم يتهجم فيه على احد داعيا اليسار الى "عدم التفريط في دوره" خلال 2007.

وفي المقابل ظهر وزير المالية السابق دومينيك ستروس-كان الذي جهر بترشيحه الى الانتخابات الرئاسية في 2007 امس الاحد في صف الخاسرين بعد ان كان محتملا ان يظهر في موقع الحل البديل في حال فشل فرانسوا هولاند.

وبعد مؤتمر لو مان يركن القادة الاشتراكيون الى شيء من السكون قبل المعركة التي سيتواجهون فيها حتما في خريف 2006 لتعيين مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى