المحطة الأخـيـرة..تخفيض الراتب..واجب!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
فاجأني ابني الذي اعتاد الذهاب صباح كل خميس إلى سوق اللحم ليقول لي إن الكيلو اللحم ارتفع سعره ليصبح بـ 1300 ريال بعد أن كان إلى يوم أمس بـ 1200 ريال!.. طبعاً الكل سائر على هذه القاعدة.. الخميس له طقوسه الخاصة عند أبناء عدن بالذات، فلا بد من دخول الكيلو اللحمة إلى البيت لعدد من المنافع! أما في بقية أيام الأسبوع فالكيلو الثمد - الذي هو الآخر لا يقل كثيراً في سعره عن الكيلو اللحم - هو المألوف.

هذه قاعدة فرضت نفسها على حياة الناس البسطاء في بلادنا الغالية.. اليمن .. يعني لماذا لا تكون الزيادة عشرين ريالا أو خمسين؟ وليس ممكنا أن نقول عشرة ريالات لأن ذلك من سابع المستحيلات! يعني لماذا القفز بكمية وافرة من المئات كزيادة مجنونة على الأسعار؟!

فعندما زادت أسعار المحروقات بنسبة معينة لم يعمل أصحاب الغلاء الفاحش حسابهم برفع أو زيادة في الأسعار بالنسبة نفسها، إذا نحن أقررنا بالسبب الذي يدّعونه ويبررون به الارتفاع المهووس للأسعار وهم (يصنجون) المشتري ويدوخونه بالزيادة المفاجئة له!

ثم رحت أفكر بعمق لم أعتد عليه، وسألت نفسي: الزيادة المرتقبة في رواتب الناس ما شأنها؟!.. بل ما هي التأثيرات المحسّنة والمخففة للجور الذي يطحن المواطن؟!

إذا كانت الزيادة التي (رست) عليها الجهات الرسمية والمسؤولة على طريقة التقسيط المريح (كل سنة قسط من الزيادة لتكتمل بعد أربع سنوات عجاف) يعني أن القسط الأول لعام الزيادة الأول (مثلاً) ألفا ريال (2000 ريال).. فتعال عزيزي القارئ نحسب كلاً من المئات التي تضرب أطنابها كزيادة في أسعار المأكولات والمشروبات وخلاف ذلك من التزامات الحياة.. (الكهرباء.. الماء.. المواصلات.. السكن.. الالتزامات العائلية الضرورية...الخ) وكأن الزيادة في الرواتب التي طن طنينها هي في الأساس تذهب لغول الغلاء الذي يقتل الناس!.. بل إن إعلان الحكومة عن الزيادة الوهمية في الرواتب ما هو إلا إعلان صريح وإشعار مباشر لغول الغلاء لكي يسن سكاكينه ويكشر عن أنيابه استعداداً لهجمات قاتلة وجديدة لحياة الناس! بمعنى آخر وكأن الحكومة (عافاها الله) تقدم مواطنيها المساكين قرابين وضحايا للغلاء ورجالاته الذين لا يخافون الله!.. إذن لماذا لا نقول إن تقليص الراتب - أو بقاءه كما هو- واجب .. رغم أن هذا الشعار الذي عجز عمال العالم عن فهمه كان مصحوباً بضبط شديد للأسعار.. وللسرقات.. وللمفسدين.. والمتلاعبين .. وكلنا يعرف ماذا جرى للذين اضطروا حينها لأخذ (أو مد اليد ولا نقول سرقة) قصعة لبن (دانو)!!

نحن قد لا نكون مع المغالاة في الأحكام.. لكن هناك اجراءات حازمة لضبط التلاعب بالأسعار مقابل الشعار الشهير «تخفيض الراتب واجب» .. فهل نعيد الماضي؟ .. جميع العمال يقولون لك بالفم المليان «لمن الزيادة؟.. أهي للعامل.. أم هي لغول الغلاء الفاحش؟!» فهم لا يريدون زيادة تسبب لهم مزيدا من العناء والشقاء والضياع! وقاتل الله الغلاء ورجالاته.. الذين يسببون هذا الدمار للناس.. والله المستعان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى