لو..والفساد!

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
دأبت منظمات ما يعرف بالشفافية، وهي منظمات بعضها قطرية وبعضها اقليمية ومنها منظمات دولية، على أن تتحدث في السنوات الأخيرة عن ظاهرة الفساد المالي والإداري المستشرية في كثير من بلدان العالم. وهذه الخطوة الجريئة تعد في نظر الكثيرين بداية محمودة لتوعية المواطنين في تلك البلدان المنكوبة بالفساد بالأسباب الحقيقية لمآسيهم وفقرهم وتخلفهم. ولعل من بين أهم ما تحدثت به تلك المنظمات: ذلك التقرير الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية متضمنا أسماء الدول وفقاً وترتيبها تنازليا وربما تصاعدياً وفق معدل الفساد ودرجته فيها حسب معايير البنك الدولي ومنظماته.

ويعرف كل من قرأ ذلك التقرير أو حتى خلاصته (ملحوظة: «الأيام» هي أول صحيفة يمنية تنشر ذلك التقرير، كما جاء من مصادره) أن تعريف الفساد، وفقاً لمعايير هذا البنك الدولي، هو استغلال الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب مادية شخصية، وهو تعريف سهل وبسيط يشبه تعريف الكهنوت، كما وضعه أحد علمائنا الأقدمين بأنه: الحصول على منافع دنيوية لشخص أو لعائلة نتيجة لأسباب دينية.

ومع هذه البساطة في التعريفين، أو قل على الرغم منهما، فإن مكافحة الفساد كما كانت قبلها مكافحة الكهنوت، عملية شاقة وعسيرة دونها خرط القتاد.

وفي المقابلة الأخيرة التي قدمتها محطة الجزيرة أواخر الاسبوع الماضي، وضّح الدكتور ناصر الصانع أحد أبرز نشطاء منظمات الشفافية الكثير من متضمنات ذلك التقرير وقد تابعه ملايين المشاهدين وهو يعطي أرقاماً عن حجم الفساد في المال العام على مستوى الوطن العربي، مقدراً إياه بأنه بلغ 300 مليار دولار في العام الواحد.

وهو رقم كبير يكشف عمق الهاوية الأخلاقية الكبيرة التي تردى فيها العباد والبلاد. لكن هذا الناشط المحترم أرهقنا بعد ذلك عندما فتح باب (لو) وهو باب من عمل الشيطان. فقد أوضح أن هذا الرقم المذكور لو استغل لأمكن بواسطته القضاء على البطالة في كل الربوع العربية. فهو يكفي لخلق أكثر من عشرين مليون فرصة عمل. وهو الشيء الذي جعل المشاهدين يفغرون أفواههم ويزدادون حسرة، الأمر الذي أفزعني خشية أن يصاب أحدنا بالسكتة القلبية. وكما يعرف الجميع فإن استشراء الفساد وشيوع الموت بالسكتة القلبية (موت الفجأة) كلاهما يعد من علامات الساعة الصغرى وإرهاصات آخر الزمان.

شكراً لمحطة الجزيرة وللمبدع الإعلامي الكبير أحمد منصور وللدكتور الصانع. ولـ «الأيام» كل المحبة والتقدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى