ما كتبه يحيى..لا تقبله طبائعنا

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
طلع علينا الأخ يحيى صالح أحمد بما كتبه في «الأيام» الغراء يوم 23 نوفمبر 2005م الصفحة الأخيرة بعنوان: (عندما يغلب الطبع التطبع) بفأل غير حسن، وكلمات ظاهرها الحرص على الوطن وباطنها الإساءة إلى شخصية يمنية مخضرمة حسب قوله، والمراد من ذلك - كما فهمناه - نبش القبور ولطم الخدود والجهر بالسوء، بتماه ــ ننكره عليه ــ في الوطن الذي أعطى لهذه الشخصية اليمنية المخضرمة كل شيء، ولم تقدم هي إلا العقوق والجحود والنكران ! وكان بإمكاننا أن نسأل يحيى:«ماذا قدم هو للوطن؟.. ومن هو أصلاً ؟.. أما هذه الشخصية فليست بحاجة لشهادة منه أو غيره.

ولا ندري هل نما إلى علم هذا الأخ أن ملفات الماضي ما قبل الوحدة اليمنية قد أغلقت بكل ما حفلت به من أخطاء ومثالب ومشاكل في الشمال والجنوب على السواء، باتفاق دولتي الشمال والجنوب اللتين ذابتا ككيانين متكافئين ومتساويين في كيان الدولة الجديدة: الجمهورية اليمنية ابتداء من 22 مايو 1990م.

ولأ أظن أن الأخ يحيى لم يسمع تأكيدات فخامة الأخ رئيس الجمهورية في غير مناسبة الداعية إلى ضرورة طي صفحات الماضي التشطيري، وهي تعبير عن نهج حصيف متزن يسعى إلى نبذ الفتنة ورمي مخلفات السنوات العجاف خلف الظهور لكي نستطيع بالقول والفعل الالتفات إلى تحديات الواقع اليمني المعاش الذي لا نستطيع توصيفه بالصورة النرجسية التي تجافي الحقيقة بينما الجميع يئنّون من وطأة الفساد المنظم والمؤسس ناهيك عن المساوئ الأخرى التي تهدد المواطنين في حياتهم ومستقبلهم. إن ذلك المسعى لإصلاح ما أفسدته الإدارة السيئة جدير بأن تنصبّ جهود الجميع عليه، بدلاً من الإساءة لشخصيات يمنية منتقاة بعناية من قبل الأخ يحيى، ومن على شاكلته من أبناء المحافظات الجنوبية وكأن الأمر قد بُيّت بليل لإفراغ هذه المناطق من رموزها التاريخية وفي الصدارة منها هذه (الشخصية المخضرمة) كما وصفها الأخ يحيى. وبقليل من المراجعة سيجد الأخ يحيى أن هذه الشخصية المحترمة تلقى الحب والتقدير في الداخل والخارج وتفتح لها عواصم البلاد العربية بكل المحبة والتقدير أيضاً، وكان لسعيها السابق من المواقع الحكومية التي تقلدتها في الشطر الجنوبي من الوطن على طريق تحقيق الوحدة اليمنية بما في ذلك إنجاز وضع الدستور الذي قامت عليه دولة الوحدة فيما بعد أعمق الأثر في تحقيق الوحدة اليمنية لاحقاً.

وعلى كل حال لسنا بصدد استعراض مسيرة الرجل على المستوى الوطني أو القومي، ولكننا نريد أن نضع حداً لمثل هذا الاستهداف المبيت لرموز وطنية لأن في ذلك إضراراً بما تحقق في وطننا الموحد، ويخلق حالة من الاستعداء من طرف يعتقد أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء على طرف لا يملك إلا أن يرضخ لهذه المشيئة العجيبة والغريبة، وهذا ما لا تقبله الطبيعة الإنسانية وبالأخص اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى