في ذكرى استقلال الجنوب معاً على طريق النضال المشروع

> أحمد القمع:

>
أحمد القمع
أحمد القمع
حين وقعت بين يدي مؤخراً المذكرة الصادرة عن اللقاء التضامني مع مقتل الشاب الشهيد (منتصر فريد) والقضايا المشابهة الموقع عليها في عدن بتاريخ 26/10/2005 من قبل مشايخ وأعيان وكوادر وشخصيات اجتماعية من مختلف المناطق والمحافظات المتضامنة، والمرفوعة إلى رئيس الجمهورية، أحسست بالواجب يدفعني دفعاً إلى مواساة الوالد (محمد فريد حسين) بهذا المصاب الجلل ومباركة خطوات هذا اللقاء التضامني الذي أشار في مذكرته: «وبالإشارة إلى الموضوع أعلاه لم تكن قضية اغتيال الشاب منتصر محمد فريد في مزرعته بمحافظة لحج هي المحرك للشعور التضامني مع مثل هذه القضية التي يشترك فيها عسكريون وأمنيون بشكل مباشر أو غير مباشر، بل هناك عشرات القضايا والأفعال المشينة ولم تكن هذه القضية هي الأولى والاخيرة طالما ظل الباب مفتوحاً للعابثين بالقوانين والأنظمة والمستهترين بالدستور وحقوق ودماء الآخرين».

وهكذا تأخذنا الروح التضامنية إلى الإعلان عن الموقف المتوجب القيام به إذا لم تأت الحلول المرضية المقنعة التي تعيد لنا- في وطن يتسع لجميع أبنائه - عزتنا وشموخنا وكبرياءنا بعد أن تحملنا الكثير من المظالم وتنازلنا عن حقوق مشروعة وغضضنا الطرف عن ممارسات من يحكمون بقانون القوة وحولوا قرانا ومدننا إلى ثكنات عسكرية، وكانت التضحية من قبلنا في سبيل ما يخالجنا من إحساس بأنه سوف يتم اكتشاف أكثر من طريقة لمدنا بما يملأ حياتنا بدفء المشاعر المعمقة للروابط الوحدوية، رغم أن أحوالنا أصبحت هزلية للحد الذي فقدنا معه الإحساس بوجودنا الفاعل وروابط العيش المشترك.

أيها الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس القضاء الأعلى المشير علي عبدالله صالح، إننا نناشدكم ونخاطبكم باسم وطن خسرنا فيه كل غال ونفيس أن تستوعبوا ما نحن بصدده: الحيثيات، والمعطيات، في ظل وحدة الأرض والإنسان، وحدة العزة والكرامة.. فلقد قال فرانكلين ذات يوم: «إن أولئك الذين يتنازلون عن حريتهم مقابل أمان مؤقت زهيد لا يستحقون الحرية ولا الأمان».

ولعله ونحن نعيش أجواء نوفمبر الذكرى والاستقلال يحق لنا أن نفخر بما حمله لنا نوفمبر من ذكريات مجيدة في النضال من أجل التحرر من الاستعمار والحصول على الاستقلال الوطني، واتفاق عدن التاريخي الذي اشترط النأي بقضية الوحدة عن المناورات السياسية وتجاوز المفاهيم الإلحاقية والتأكيد على أن الخير الديمقراطي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيقها وضمان بقائها وازدهار الوطن في ظلها والحفاظ على سيادته.

ونعتقد بأن مذكرة اللقاء التضامني ورسالة الوالد فريد إلى فلذة كبده (منتصر) في «الأيام» 9 نوفمبر كما ذكرها وعلق عليها زميلنا العزيز (نجيب محمد يابلي) في «الأيام» 10 نوفمبر 2005م، وهذا الصدر الواسع لصحيفة «الأيام» المنفتح على الديمقراطية يؤكد انتهاجنا وتمسكنا بالخيار الديمقراطي في التعبير وبالطرق السلمية الرائدة البعيدة كل البعد عن العنف، فلا تطلبوا منا التنازل عن الشيء الذي ليس في مقدورنا التنازل عنه، ولا تدفعونا دفعاً إلى الصراخ، ولا تحاولوا أن تضيقوا الخناق علينا بحيث لا نجد أمامنا من خيار سوى اتخاذ ما لم يكن في الحسبان وما لا يخدم صالح الجميع.

لقد علمتنا عدن طرائق النضال المتعددة بالأدوات والوسائل السلمية في مرحلة ما قبل الاستقلال، وكنا بها ومن خلالها -إلى جانب أداة النضال الثوري المسلح، الوسيلة المشروعة في مرحلة حركة التحرر الوطني- نسير في طريق تحقيق الحرية والاستقلال لشعب الجنوب الحر.

ولتكن قضية الشهيد منتصر والقضايا المشابهة لها واللقاءات التضامنية نوافذ النضال المشروع والوعي بالمتغير الجديد وفضاء الحرية الواسع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى