بصمة الأشمور واحدة

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
أبدى الأخ رزاز عبدالقادر الشميري، وهو واحد من الأختصاصيين في تحضير العصائر وصنع الشاهي العدني الملبن اللي على كيفك في البوفية التابع لمطعم ريم.. أبدى رغبته الشميرية المتأصلة في الهجرة إلى خارج الوطن الحبيب المعطاء الذي هو اليمن.. والأخ رزاز شاب متعلم وعنده كل الحق أن يكون له طموح ولو حتى كان جامح في الهجرة والاغتراب شأنه شأن كل الشميريين أو الشمامرة أو الأشمور من ابناء الهجرة والاغتراب حيث يضعون في أولوياتهم الهجرة إلى الغرب وبالذات إلى بلاد الانجريز أو الأمريكان. وبعد ذلك تبقى كل المسائل ثانوية عامة. المشكلة بس هي انه رغبة الأخ الشميري أجت في وقت الخصع (أو الخسع كله واحد) يعني انها تجي في هذا الزمن الذي تخصعت فيه سمعة أبو يمن كثير جداً في الخارج واصبح العشرة منهم بدينار!

وتعود هذه الخصاعة أو الخصعنة إلى السياسات الاقتصادية الخرمبطانية التي تتبعها حكومتنا السكسويلية (يعني اللي تمشي بالدفع الدافع دفيع على ست عجلات كل عجلة يختلف السيس (المقاس) حقها عن العجلة الأخرى).. هذا الفن السياسي يسمى في لغة العامة «التبرشاع» يعني مشي حالك على قدر ما تقدر واخبط هنا والكد هناك واهبر من هنا واشحت من هناك.. وهكذا وعلى الله الخراج.. وكلما سمعت حكومتنا الطيبة المطيابة عن اجتماع دولي أو اقليمي طالبت بالحضور فيه.. وعندما تذهب إلى هناك يكتشف اصحاب الاجتماع ان اليمن مالهاش غير هم واحد وحيد هو الحصول على المال .. يقولوا لهم أصحاب الاجتماع: ماله ياجماعة الخير نحنا هنا مش شغلنا نوزع معونات أو نفرق صدقات.. عندنا جدول اعمال مختلف؟ فيقول أبو يمن: واحنا مافيش معانا شغل ولا مشغلة إلا اننا نطلب فلوس معونات هبات شحاتة سموها زي ماتسموها.. المهم ما بانخرجش من هذا الاجتماع إلا بحاجة والله يامحسنين ومن قدم شيء بيداه التقاه ويا فاعل الخير لك الأجر والثواب.

بصراحة يعني استوى اليمني في الخارج يستحي يعلن عن نفسه وأصله وفصله.. لهذا فأنا انصح الأخ رزاز الشميري أن يقلع عن فكرة الهجرة ويجلس له عند المنذري في ريم قده ما احسنه يسوي لنا الشاي المليح اللي يرد الكيف.. لأن ايام مجد الهجرة الشميرية ولت مرة وإلى الأبد.

وبهذه المناسبة يطيب لي ان اذكره بقصة طريفة عن هجرة الاشمور رواها لي الصديق العزيز عبدالقادر السمان (أخو الدكتور السمان مش غيره لأن الاسماء تتشابه احياناً) تقول القصة انه يعني يامعنى كان في زمان في عدن ياسادة ياكرام واحد «مبردن» شميري - والمبردن هو مقاول أنفار - يسفر المهاجرين مقابل مبالغ معلومة.. هذا المبردن الشميري كان شخص متعلم وفهلوي.. يتفق مع الأشمور الراغبين في الاغتراب والهجرة الذين يأتون إليه في مدينة عدن المستعمرة (زمان يعني أيام الانجريز) ويتكفل هو الله يقول الحق بكافة شيء من متطلباتهم من سكن وأكل وشرب ومقتيت (يعني قات بلغة الفنان المرشدي) وكذلك يقوم لهم باللازم من الاجراءات الضرورية مثل استخراج الاستمارات والاوراق وتجهيز الملفات والتصاوير والباز بورتات (الجوازات) - وكانت الجوازات انجريزي طبعاً وما جواز كما جواز - هاه.. ما أيش؟ عليكم نور ماجواز كما جواز.. وطبعاً كل هذا العناء يكون مقابل تعهد بدفع مخاصيره بالكامل مع قليل فائدة طبعاً ها وإلا أيش بايسوي لهم كل ذا بلاش.. حتى ولو كانوا من أصائل الأشمور.. كل شيء بحسابه.. ويتم الدفع بعد وصولهم إلى ميناء الوصول عند وكيله الذي بايستلمهم هناك وبايستلم منهم من عائدات عملهم هناك وبعدين بايوصي المعلوم لصاحبنا هنا في عدن. الطريف في الموضوع زيما قلنا انه واحد متعلم من المهاجرين سأل المبردن مستغرباً عندما شاف جوازه قده مختوم وعليه بصمة.. فقال للمبردن: بس يا عاقل أنا ما بصمتوش؟ قال له المبردن في رد مفحم: أنا بصمتو بالنيابة عنك.. يارجال قي (قدها) بصمة الأشمور واحدة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى