روشتة رياضية

> «الأيام» أحمد عبدالله حيدره الباشا:

> في الذكرى الثانية عشرة لوفاة نبراس اليمن الرياضي وبوصلته الصائبة أبي الكباتن علي محسن المريسي نورد لكم الواقعة التالية :عاش أبو الكباتن علي محسن المريسي حياته بالطول والعرض بتواضع كبير وفقاً لفلسفته الخارقة الخاصة، لذا نستعرض في هذا الحيز البسيط إحدى الصور الصادقة لنوضح مدى حبه وإخلاصه وتفانيه للآخرين أكثر مما يحب لنفسه، فعندما كان أبو الكباتن مدرباً لنادي الهلال الرياضي بالشيخ عثمان محافظة عدن عام 1971م، عرض على نادي الهلال أن يلعب بمدينة حضرموت عندما يحل ضيفاً على فريق شعب حضرموت الذي كان يرأسه حينها الأستاذ الجليل عبدالله بايمين، وعندما نزل وفد شعب حضرموت إلى عدن لوضع الاتفاق النهائي لزيارة نادي الهلال لحضرموت تم الاتفاق على أن يلعب الهلال ثلاث مباريات في حضرموت مقابل نقل الفريق جواً والإقامة مع التغذية والمواصلات، ومن خلال النقاش تبين ان تكاليف الزيارة بالغة، لذا استحسن وفد فريق الشعب الحضرمي أن يلعب أبو الكباتن علي محسن المباراة الأولى مع فريق شعب حضرموت لأن مشاركته سوف تساعد كثيراً على تغطية تكاليف الزيارة .. قلت من الضروري وضع فكرة إشراك أبو الكباتن عليه شخصياً ولكم الرد في اليوم الثاني، وعندما ناقشت الموضوع مع مزيد من الشرح والإسهاب رد أبو الكباتن مبتسماً كعادته : «إذا كان المطلوب أن ألعب المباراة الأولى فأنا مستعد بس بشرط بسيط» وهنا كان مربط الفرس فقد كان شرطه أن يقبل المضيف أن أضع أنا شخصياً قائمة بنوع التغذية أثناء الثلاث المباريات للاعبين، ولم يطلب أبو الكباتن مغنماً مادياً، لأنه كما يعرف الجميع كان لا يعير الفلوس أي اهتمام ويعتبرها كوسيلة رخيصة وليست غاية أو هدفاً، فقبل النادي المضيف شرطه بكل سعادة واستعداد وأن يختار أبو الكباتن نوع التغذية طوال أيام الاستضافة وليس فقط أيام المباريات وتم الاتفاق النهائي على ذلك، واستقبلنا أبناء حضرموت كعادتهم بالحفاوة وحسن الضيافة والاستقبال، وقبل أبو الكباتن أن يلعب المباراة الأولى على أن يكون قائد الفريق هو قائده المعتاد المرحوم صالح محمد عمر.. إلى هذا الحد كان أبو الكباتن يحب الآخرين ويحافظ على مشاعرهم، وقبل المباراة احتشدت كل جماهير حضرموت تقريباً لمشاهدة المباراة الأولى، وهي تهتف حيابك يا مريسي يا ابن اليمن البار، وكان أبو الكباتن سعيداً بتلك الهتافات الصاخبة، وتحمل مشاق المباراة بكل جلد حتى أكملها، ولم نستطع العودة إلى مقر الإقامة إلا بعد مشاق طويلة من كثرة الجماهير التي ارادت إن تقدم له التحية والترحاب وقال لي أبو الكباتن حينها: «هذه هي سعادتي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى