كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> نحن في زمن يعرف فيه الإنسان ما ينفعه وما يضره.. أو ما يحتاج إليه وما لا يريده.. ولكن كثيراً من الأمور أصبحت في حياتنا (سايبة) على هواها .. ربما أن بعض هذه الأمور تنفيذها صعب أو معقد .. وربما أن قليلا من الناس لا يريدون أن يقتربوا منها أو حتى ملامستها.. مع أنهم يستطيعون أن يفعلوا أكثر من الاقتراب منها .. وأن ينفذوها .. وأن يذللوا كل الصعوبات التي تواجهها .. والمطلوب منهم فقط أن يعرفوها على حقيقتها.. لا أن ينظروا إليها أو (يتفرّجوا) عليها .. ثم يتركوها على حالها .. وهذا الطلب في أن يعرفوها تماماً ..هو أصعب ما في قدرة الإنسان.

< إن مؤسسة «الأيام» للصحافة والنشر والتوزيع والإعلان .. فعلت ما لم تفعله الدولة أو محافظة عدن .. فالدولة والمحافظ كانا ينظران إلى (عيد الاستقلال) المجيد في الثلاثين من نوفمبر نظرة عابرة .. وكأن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة لا يهمها من قريب أو من بعيد .. لولا أن مؤسسة «الأيام» هي التي بادرت بمحض إرادتها للاحتفال بهذه المناسبة.. وأعلنت عن مسابقة رياضية في كرة القدم تشارك فيها الفرق الرياضية .. وتركت الباب مفتوحاً لهذه الأندية للمشاركة في هذه المسابقة .. وقامت بجمع الكثير من الجوائز الثمينة من الشركات المحلية لتوزيعها على المحظوظين من أبناء الشعب .. من خلال سحب علني ومكشوف للتذاكر الفائزة بهذه الجوائز في ختام المباراة النهائية بين فريقي الصقر وحسان على (كأس الاستقلال).

< وكانت المبادرة الثانية التي أعلنت عنها مؤسسة «الأيام» أعظم وأكبر.. وذلك عندما تبنّت مشروع إعادة تأهيل وإصلاح (ملعب الحبيشي) في عدن .. ويعتبر هذا الملعب معلماً من المعالم التاريخية لمدينة عدن .. منذ أن عرفت هذه المدينة العريقة لعبة كرة القدم .. وتم تسجيل أول فريق كرة قدم فيها (الاتحاد المحمدي) في عام 1905م.. وقد أهملته الدولة ومحافظة عدن تماماً .. وانزعج الناس في عدن من هذا الإهمال المتعمد.. ولكن لم يجرؤ أحد أن يقول ذلك..وكأنه من الأفضل ألا تسمع الدولة والمحافظ كلاماً عن هذا الملعب العريق .. وبذلك تستريح الدولة والمحافظ من ضوضاء الناس إذا هم تكلموا .. أو إذا اهتدوا إلى هذا الإهمال الذي يعاني منه (ملعب الحبيشي) في عدن.

< وكانت مؤسسة «الأيام» هي السبّاقة أيضاً في تبني هذا المشروع العظيم في إعادة تأهيل وإصلاح (ملعب الحبيشي) ..وتبرع الأخوان هشام وتمام باشراحيل بمبلغ (250) ألف ريال.. وتم فتح باب التبرع للغيورين والراغبين في الارتقاء بمستوى كرة القدم في عدن .. وشكلت لجنة من كبار رجال الخير والأعمال وأعيان البلاد للإشراف على هذا المشروع العظيم الذي يعيد إلى عدن اعتبارها في السبق إلى ممارسة لعبة كرة القدم .. فقد كانت عدن هي المدينة الثانية بين الدول العربية التي عرفت هذه اللعبة .. بعد فريق (السكة الحديد) في مصر في عام 1904م.

< هل من الضروري أن يتحمل أبناء الشعب كل هذه الأعباء التي هي من صميم واجبات الدولة ومحافظة عدن ؟.. غير أن الذي يثير الانتباه أن وزارة الشباب والرياضة أعلنت مؤخراً عن قبول عروض مناقصة لتعشيب (ميدان الحبيشي) في عدن .. وهذا يسعدنا ويفرحنا جداً- ولو أنه جاء متأخراً - ولكنه يشجعنا على الاستمرار في دعم مبادرة مؤسسة «الأيام» في إعادة تأهيل وإصلاح ميدان الحبيشي في عدن!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى