زعيم يستحق الحب

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح المحترم حفظه الله..في أبكر سنوات حُكمك - والتي صارت بداية أيام عهدك وأصبحت وستظل في تاريخ اليمن الحديث تعرف بـ «عصر علي عبدالله صالح» - كانت أنظاري، أنظارنا في جنوب اليمن- على الأقل أكثرنا- تشخص نحوك وتتطلع إليك وتهفو إلى نمودج زعامتك هناك في صنعاء معتبرة إياك المخلـّص المنتظر الذي سيقودنا إلى تجسيد الحُلم الذي طالما تقنا إلى تحقيقه وتمنيناه.

منذ البداية- وفي البدء كانت الكلمة- ونحن نعيش زمن الكبت ..كنت يا علي أملاً في قلوبنا وضياء لنفوسنا وهدى لطريقنا ونوراً لإيماننا بالحب والحرية والكرامة والنصر .. وحدس الناس- وأنا منهم- لا يخيب في حبك ..هم يحبونك حتى الذين يختلفون معك منهم، ويحترمونك لأن صوابك أقوى من صوابهم وصوابهم أضعف .. ولأنك جدير بالحب وأقدر للاحترام .. وأنا أحبك بدون تحفظ كما تحب الناس زعيمها وتقدر قائدها وأكثر من ذلك قليلاً أو كثيراً ولقد عبرت عن ذلك بالكتابة بلا مواربة أكثر من مرة وفي أكثر من جريدة في أكثر من مناسبة وحتى بدون مناسبة ..لأنني مؤمن بصواب قلبك مهما كانت أخطاء أجهزتك وسلبياتها.

قد يسأل القراء عما يضطرني للكتابة عن الحب .. هذا النوع من الحب بالذات بيني وبين الناس وبين الزعيم فأجيبهم مخلصاً وبصدق أني لست مضطراً ولا مدفوعاً من أحد .. فأنا كما أنا..فقير كالصلاة، متعب كالحطاب في درب الحصى .. ومقيد في المعصرة ..وقلبي ثقيل .. أثقل من أعباء الحياة ومن قنابل أمريكا التي تقصف البر والغابات ..وأثقل من كلام الناس في المقيل وفي التليفون والتلفزيون .. اشتهي خبزاً يضيء الأرض للفقراء .. يأتي الرئيس إلى عدن في مرات نزوله الشتوي ليراها مستباحة ولحمها عار وأرضها مسروقة وبحرها مسجون ..كان يسأل معاونيه غاضباً: «كيف تقبلون بأن يكون الناس في الدنيا متاعاً؟؟ ولماذا الخبز أصغر من أصابعكم؟ ومن الذي سجن البحر في عدن؟».

يا عدن ماذا تفعلين ..هل تسمعين ابتهالاتي بين عبارات خطاب الرئيس؟ كوني منتهى روحي لأني أحبك .. ولأني رأيت الرئيس يحبك فلا تقطعي الوصل بين وبينك لأني أحبك ..وياليتني لم أعرف الحب فمن شدة حبي لك داهمني التعب ..أصلي ركعتين صغيرتين أشكر بهما خالقي على نعمة الحب ثم أخرج إلى حيث أبصم بتوقيعي في سجل الغائبين عن الموت سائلاً ربي أن يكفيني ذل الحاجة وهوان النفس .. وأجلس فوق الرصيف .. يكبر أولادي دون أن أنتبه ..يسألني أوسطهم : كم صفراً للمليون يا أبي؟

فأنهره قائلاً : هذا سؤال الآخرين يا «وغدي» ولا جواب له عندي.

قبل عصر علي عبدالله صالح رأيت الحرب قبل الحرب..والقتل قبل الموت والسجن الكبير بلا قضبان أو أسوار يتساوى فيه الحبل والمشنوق ..هل كنا فراغاً قاتلاً أم جسداً قتيلاً ؟ كنا نحب الحياة لكننا نسينا ما قالت الخيل لليل في الغزوات ..ونسينا الصحابة ويجيء علي عبدالله صالح كفارس أسطوري ليدك سجن الفتح (رأس مربط) مدشناً ميلاد عهد جديد من عهود عصره الخلاق الذي لا يكفي هذا المقال لرصده أو حتى إيجازه ولو برؤوس أقلام وعناوين مقتضبة .. ولا يستطيع إنكاره إلا جاهل أو جاحد أو حاقد لا يرى أبعد من أنفه ولا يعترف إلا بأصغر من نفسه ..وهذا يفسر إجماع غالبية الناس العظمى على محبته وتقديره واحترامه والتفافهم حوله كأعظم زعيم في تاريخ اليمن الحديث بلا منازع ..ولقد استحق عن جدارة المكانة الرفيعة التي يعتليها لما اتسم - ويتسم- به عصره من تحولات وتقلبات وأنواء عظيمة الخطورة شديدة الحساسية بالغة الدقة على المستويات المحلية والاقليمية والدولية لا تخفى على أحد ومازالت ذيولها وآثارها ماثلة للعيان وأوارها مستعر لمن يريد أن يرى.. وكربان بارع وقائد محنك صقلته تجربة الحكم كان دائماً يصل إلى بر الأمان منتصراً وبأقل خسارة ممكنة.

ولأن الرئيس علي عبدالله صالح زعيم استثنائي فإن الجميع - سواء من اختلفوا معه وعادوه أو من أيدوه وحالفوه- يشهدون له بالحكمة والمرونة والذكاء والسماحة وكرم الأخلاق والطباع والترفع عن مماحكات الصغائر والصغار والسمو فوق الجراح واهباً جل طاقته وجهده من أجل مصلحة الوطن ووحدته وازدهاره في بذل وعطاء بلا حدود.

هذا هو الرجل والزعيم الذي أحبه ويحبه غيري ..لأنه ببساطة يستحق الحب .. ولأننا باختصار شديد لايمكن أن نصدق افتراءات المغرضين ونكذب هذا الوطن!

يا فخامة الرئيس ..لقد رزقت مع الخبز حبك، ومثلي كثيرون ..ولا شأن لي بسواهم..سأذهب بحبي إلى أي معنى نريد ..كقافية في كتاب الأساطير ..فأمثالنا لا يموتون حباً..وأمثالنا لا يموتون إلا إذا استحسنوا وقع خطوتك في أرض أحلامهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى