صدام حسين يتهم الاميركيين والاسرائيليين بانهم يريدون اعدامه

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومعاونية في جلسة امس
الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومعاونية في جلسة امس
اتهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين امس الثلاثاء الاميركيين والاسرائيليين بانهم يريدون اعدامه وذلك اثناء الجلسة الرابعة في اطار محاكمته في بغداد,وقال صدام مخاطبا رئيس المحكمة القاضي رزكار امين "سيادة القاضي، انت لم تسالني وانا رئيس الدولة صدام حسين هل عذبت ام ضربت، علما ان هذا من واجبك".

واضاف "سيادة القاضي، لا تقبل الاساءة الى العراق والاساءة الى صدام حسين".

وقال الرئيس العراقي المخلوع متحدثا عن نفسه "ان "الاميركيين والاسرائيليين يريدون اعدام صدام حسين".

وتابع "انا محال للاعدام ثلاث مرات (في السابق) وهذه ليست المرة الاولى" في اشارة الى امكان الحكم عليه بعقوبة الاعدام.

واستطرد قائلا "لا صدام ولا رفاقه يخافون الاعدام"، خارقا الصمت الذي التزمه خلال جلسة امس التي ادلى فيها ثلاثة شهود بافاداتهم.

وقال صدام "لم اقابل احدا خلف الطاولة (خلال فترة حكمه) ولا اعمل دعاية انتخابية لنفسي مثلما يفعل الاخرون، ما يهمني هو رضا الله والانسانية وان تعرف الشعوب الاميركية اي جريمة ارتكب حكامها ضد الامة".

ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه امام المحكمة العراقية الخاصة بتهمة ارتكاب مجزرة بلدة الدجيل الشيعية في الثمانينات، وفي حال ادانتهم قد يصدر بحقهم حكم بالاعدام.

وكان الرئيس العراقي المخلوع اكد في جلسة امس الاول الاثنين انه لا يخشى الاعدام.

وتابع صدام متوجها الى رئيس المحكمة "لن نقول الا الحقيقة حتى لو صهرونا فنحن لا نضعف، هذه الشهادات يا حضرة القاضي فيها اساءة لتاريخ عمره 35 عاما بنينا فيه العراق بدمع العين".

وقال "اسميك القاضي الاول تقديرا لك شخصيا رغم عدم اعترافي بالمحكمة، انا لااحتاج اليك لتساعدني ليس استصغارا بك ولكن لانني رئيسك لمدة ثلاثين عاما".

وكانت استؤنفت امس محاكمة الرئيس العراقي المخلوع في اطار اتهامه بالمسؤولية عن مجزرة الدجيل عام 1982 وقدمت امراتان رفضتا الكشف عن وجهيهما افادتيهما حول التعذيب في السجون.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان صدام واخيه غير الشقيق برزان كانا هادئين يوم امس خلافا لما كانا عليه امس الاول الاثنين حيث تدخلا مرارا مقاطعين وساد الجلسة مرارا هرج ومرج اجبر رئيس المحكمة على التدخل لاعادة الهدوء.

ورفعت هذه الجلسة الرابعة في اطار محاكمة صدام ومعاونيه لمدة 40 دقيقة بعيد قليل على بدئها لتسوية مشكلة متعلقة بصوت المراة الاولى التي كانت تدلي بافادتها.

وتابعت المرأة تقديم افادتها بعد هذا التوقف وقدمت على انها "الشاهدة أ" من دون ذكر اسمها الحقيقي او الكشف عن وجهها بناء على طلبها حيث وقفت وراء ساتر، كما جرى تعديل نبرات صوتها تجنبا للتعرف على هويتها.

وكان القاضي رزكار امين رئيس المحكمة قرر قبل ذلك قطع الصوت عن قاعة الصحافيين كي تتمكن هذه الامراة من الادلاء بشهادتها بدون اللجوء الى تغيير صوتها بشكل اصطناعي بعد ان اشتكى محامو الدفاع من عدم فهم ما تقوله.

ويفصل بين الصحافيين من جهة وبين القاضي والشهود والمحامين من جهة ثانية ساتر زجاجي.

وكانت روت قبل التوقف كيف ان قوات صدام حسين اعتقلت شقيقها وافرادا اخرين من عائلتها في الدجيل عام 1982 واجهشت بالبكاء وهي تروي كيف ان قوات الامن اقتادتها حيث اجبرت على خلع ثيابها وكان عمرها 16 عاما.

وقالت انها تعرضت للتعذيب خلال فترة اعتقالها التي استمرت اربعة اعوام.

وقطعت الشاهدة الاولى كلامها مرارا لتجهش بالبكاء وهي تقول "الله اكبر يا اسلام، الله اكبر يا مسلمين، اهكذا تعامل الماجدة العراقية ؟".

وكما حصل خلال الجلسات الثلاث السابقة للمحاكمة التي بدات في التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي فان صدام حسين كان اخر الداخلين الى قاعة المحكمة التي تقع داخل مقر سابق لحزب البعث في المنطقة الخضراء التي تفرض عليها حماية امنية مشددة.

واضافة الى نسخة من المصحف كان صدام حسين يحمل اوراقا وملفات.

وطلب المدعي العام من رئيس المحكمة السهر على الا يقوم المتهمون بمقاطعة الشهود كما حصل البارحة "خصوصا ان الشهود من النساء اللواتي يمكن ان ترهبهن المقاطعة".

واكتفى صدام بتدوين ملاحظات على دفتر كان بحوزته محافظا على هدوئه.

وحتى عندما وجهت الشاهدة الكلام له قائلة "اهكذا تعامل الماجدة العراقية ؟" لم ينفعل مع العلم ان صدام كان يطلق تعبير الماجدات على النساء العراقيات تقديرا لهن.

وسألها القاضي رزكار في نهاية افادتها عن الجهة التي توجه اليها شكواها قالت "ضد صدام حسين ومن عاونه" متهمة الرئيس المخلوع بانه كان "رئيس الجمهورية وحامي الشعب ومع ذلك وضع كل هؤلاء الناس في السجون، وقد تعرضوا لكل ما تعرضوا اليه من تعذيب بامر من صدام حسين".

وبعد ان انهت الشاهدة الاولى أ افادتها طلب محامو الدفاع رؤيتها فتم انزال الستار الذي يمنع الصحافيين من رؤية ما يجري لجهة القاضي وقطع الصوت.

الا انه سمع احد محامي الدفاع يسال الشاهدة ما اذا كان قد تم تصويرها خلال اعتقالها في سجن ابو غريب في عهد صدام حسين على غرار ما فعله الاميركيون اخيرا مع محتجزين عراقيين في السجن نفسه، فردت بالقول "كلا لم يصورنا احد".

وقال لها القاضي رزكار ان افادتها الحالية تختلف عن افادتها التي ادلت بها في كانون الاول/ديسمبر عام 2004 فلم تجب.

اما الشاهدة الثانية فقد نودي عليها باسم "الشاهدة باء" ووقفت ايضا خلف الستار.

وقالت انها من مواليد 1937 من الدجيل تم اعتقالها في عام 1981 مع زوجها واطفالها السبعة وهم خمس بنات وولدان اي قبل احداث الدجيل ولمدة اربعة اشهر.

وعندما بدأت تدلي بافادتها كان الصوت رديئا جدا فقررت الكلام بعيدا عن المايكرفون ما دفع محامو الدفاع الى الاحتجاج لان الصوت كان ضعيفا وغير مفهوم.

وهنا ايضا قرر القاضي رزكار انزال الستارة وقطع الصوت لمنع الصحافيين من مشاهدة او سماع ما يدور داخل القاعة وذلك لتمكين الشاهدة من الخروج من وراء الستار والكلام مباشرة امام محامي الدفاع والمتهمين الثمانية.

ويؤكد المتهمون الثمانية انهم غير مذنبين ويشككون في شرعية المحكمة ويعتبرون انها تتلقى اوامرها من الولايات المتحدة.

وقتل 148 شخصا من سكان الدجيل (شمال بغداد) في اجراء انتقامي خلال الاشهر والسنوات التي تلت قيام صدام حسين بزيارة الى المنطقة في 1982 تعرض خلالها موكبه لاعتداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى