يوم من الأيــام..(لوحات) ومسميات ظاهرها الوحدة وباطنها (الهبر)

> احمد يسلم صالح:

> تنتصب على مداخل الشوارع والحارات والأزقة بصورة لافتة للنظر في مدينتي جعار وزنجبار هذه الأيام لوحات معدنية تحمل مسمياتها الجديدة والمركزية .. إلى هنا والخبر عادي جداً بل وأقل من العادي لكن غير العادي في الموضوع هو ما وراء الخبر حينما يعرف الناس أن تلك اللوحات والشارات التعريفية دليل وعنوان لمركزية شديدة تكذّب كل ما يقال عن نقل وتسهيل الصلاحيات للسلطات المحلية وتجربة المجالس المحلية.

مضمون الخبر أن تنفيذ ونصب تلك الشارات أو اللوحات عهد به إلى مقاول مركزي جاء بكل ملاعقه (وتوكاته) وعماله ومهندسيه محمولاً من العاصمة المركزية، بل والأغرب في كل ذلك أنه جاء مزوداً بالتسميات المركزية التي تتضمن طبعاً التأكيد على أن تكون ذات طابع وحدوي حتى لا يتسلل الانفصال من أناس -حسب ظنهم - قليلي الانتماء أو الشعور بالوحدة، ولهذا جرى تكرار تلك الأسماء في شوارع مدينتين متجاورتين صغيرتين كشارع الوحدة، شارع 22 مايو، شارع آزال، شارع صنعاء، شارع تعز، شارع النصر، شارع 7 يوليو وهكذا تم ذلك وعلى حساب أسماء وطنية وتاريخية معروفة، لذلك حرص منفذو هذا المنجز الوحدوي العملاق على نصب تلك اللوحات والشارات في إطار الشارع الواحد بنفس تشطيري، وتشطير كل شارع إلى عدة مسميات وكل ذلك من أجل تعددية اللوحات (البورتات) ولأن كل شيء بحسابه.. وهذا ما يلمسه أي متجول في الشارع الرئيس لمدينة جعار وكذا زنجبار.

هذا الأمر ألهب فضولنا الصحفي ذات مرة بأن نسأل مسؤولي فرع وزارة الأشغال العامة والطرق الذين أجابوا بأن تلك التسميات وخرائط توزيع اللوحات لم يكن لهم بها علم حسب قولهم، وأن ذلك تم بمقاولة مركزية وتنفيذ مركزي.

هذا الفعل يعيد إلى الأذهان ما أقدم عليه بعض ممن يريدون الانتقام من كل شيء وفي ذروة نشوة النصر المعمد بالدم حين تم مسح كل أسماء المدارس والأماكن المعروفة واستبدل بها تسميات ومسميات ذات صبغة تدينية وليست دينية على حساب رموز وطنية وشهداء ضحوا في سبيل استقلال الجنوب، كمدرسة الشهيدة عائشة كرامة ومدرسة الشهيد العريقي الذي طالته الهجمة الأخيرة لتسميات الشوارع هو الآخر إلى أن تفهم المسؤولون وأعادوا تسمية الشارع الذي يحمل اسمه وهكذا مع مدرسة الشهيد عباس ورموز وشهداء في مديريات المحافظة الأخرى. مواطن بسيط لم يجد ازاء كل ما جرى سوى إطلاق سؤال ممزوج بالتبرم ٍ«أيش حد قال لهم إننا ناقصين دين؟».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى