العاهل السعودي يدعو الى وحدة اسلامية في مواجهة التطرف والتخلف

> مكة المكرمة/السعودية «الأيام» ا.ف.ب :

>
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يصافح الرئيس العراقي جلال طالباني
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يصافح الرئيس العراقي جلال طالباني
دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز امس الاربعاء في افتتاح القمة الاسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة العالم الاسلامي الى "الوحدة" و"التسامح" في مواجهة "التطرف والتخلف".

واكد في كلمته الافتتاحية لقمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تستمر يومين "لا بد لكي تنهض الامة من كبوتها ان تطهر عقلها وروحها من فساد الفكر المنحرف الذي ينادي بالتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات".

وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حوالى ثلاثين رئيس دولة فضلا عن وفود تمثل مجمل اعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي ال57. وغادر بعض القادة مكة المكرمة عقب حضور الجلسة بينهم بالخصوص العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان.

ومن ابرز الحاضرين الى جانب العاهل السعودي، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي قدم الى السعودية في ثاني رحلة خارجية له منذ توليه السلطة، والباكستاني برويز مشرف والعاهل الاردني عبدالله الثاني والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس وزراء ماليزيا عبدالله بدوي الذي يرأس الدورة الحالية العاشرة لقمة منظمة المؤتمر الاسلامي.

اما ابرز الغائبين فهم الرئيس السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك والجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسبب وعكته الصحية والزعيم الليبي معمر القذافي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.

واضاف الملك السعودي ان "الوحدة الاسلامية لن تتحقق بالمتفجرات وانهار الدماء كما يزعم المارقون الضالون ولكنها تتحقق بالايمان والمحبة الصادقة والاخلاص في القول والعمل".

وتابع "اني اتطلع الى امة اسلامية موحدة واتطلع الى حكم مسلم رشيد يقضي على الظلم والقهر واتطلع الى تنمية مسلمة شاملة تقضي على العوز والفقر واتطلع الى انتشار وسطية سمحة تمثل سماحة الاسلام واتطلع الى مخترعين مسلمين وصناعيين مسلمين وتقنية اسلامية متقدمة".

ودعا في سبيل ذلك الى "التشاور والتنسيق في كل امورنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية" والى "الارتقاء بمناهج التعليم وتطويرها".

كما اكد على دور مجمع الفقه الاسلامي في مكافحة الفكر المتطرف.

وقال "نحن جميعا نتطلع الى ان يقوم مجمع الفقه الاسلامي في تشكيله الجديد بدور عظيم يشبه الدور الكبير الذي قام به علماؤنا الاعلام عبر تاريخنا في مقاومة الغلو ونشر الاعتدال".

من جهته، قال رئيس الوزراء الماليزي عبدالله بدوي ان العالم الاسلامي يواجه مشاكل "تؤثر على حياة ملايين الاشخاص"، واضاف "لا يمكننا ان نغض النظر عن هذه المشاكل وان نتوقع من الآخرين ان يحلوها لنا".

وفي السياق ذاته اكد اكمال الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي ان العالم الاسلامي يمر اليوم "باخطر العهود في تاريخه"، مشددا على انه "لم نعد نملك ترف لوم الاخرين للمشاكل التي نصنعها فقد حان الوقت لمعالجة مشاكلنا (..) بشجاعة واخلاص وانفتاح".

وينظر قادة الدول الاسلامية في قمتهم الاستثنائية التي دعت اليها المملكة العربية السعودية في وثيقتين اساسيتين هما "بلاغ مكة المكرمة" و"الخطة العشرية"للمنظمة اضافة الى بيانها الختامي.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس الاول الثلاثاء ان "مشروع بلاغ مكة المكرمة يتناول رؤية عامة للواقع الذي تعيشه امتنا وتطلعاتها وآمالها المشتركة لما يجب ان تكون عليه امة تدعو الى الخير وتنهى عن الشر تنشر الفضيلة وتقيم العدالة والمساواة ترسخ مبادىء التسامح والتعارف والاخاء بين الشعوب وتحارب الظلم والعدوان والفساد".

وحول وثيقة "برنامج العمل العشري لمواجهة تحديات الامة الاسلامية في القرن الحادي والعشرين"، اوضح الوزير السعودي انها "مبنية اساسا على التوصيات والرؤى والافكار التي توصل اليها العلماء والمفكرون والملاحظات التي وردت عليها من الدول الاعضاء في المنظمة".

وعقد قادة الدول الاسلامية بعد ظهر امس جلسة مغلقة ثانية استمعوا خلالها الى كلمات رؤساء الوفود.

وتتواصل القمة صباح اليوم الخميس بجلسة مغلقة ثالثة قبل الجلسة الختامية بعد الظهر، بحسب برنامج القمة.

وشارك رئيس توغو في اعمال القمة من مدينة جدة بعد ان وضعت تدابير لمشاركته عبر الفيديو، وذلك لكونه مسيحيا في حين اعتذرت سورينام عن الحضور.

وكان القادة المشاركون في القمة قاموا عقب جلسة الافتتاح باداء صلاة الظهر في المسجد الحرام المحاذي لقصر الصفاء بمكة المكرمة حيث تنعقد القمة.

كما تولى العاهل السعودي بعد ظهر امس وضع حجر الاساس رمزيا للمقر الدائم لمنظمة المؤتمر الاسلامي في جدة.

ويتوقع ان تستمر اعمال البناء الجديد للمنظمة حوالي سنتين واعلن الامين العام للمنظمة عن تخصيص جائزة دولية لتصميم مقر الامانة العامة للمنظمة التي انشئت في 1969 بالرباط.

وتتخذ منظمة المؤتمر الاسلامي من مدينة جدة السعودية على البحر الاحمر مقرا،وكانت تاسست عام 1969 اثر حريق المسجد الاقصى في القدس الذي اشعله متطرف يهودي بعد سنتين من احتلال الدولة العبرية للجزء الشرقي من المدينة.

ويعد مقر المنظمة في جدة "مؤقتا بانتظار تحرير بيت المقدس الذي سيصبح مقرها الدائم"، حسب الاتفاقية التي انشئت بموجبها المنظمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى