حتى يضيع تراث إدريس حنبلة

> «الأيام» متابعات:

> في جميع بلدان العالم يحظى المبدعون برعاية واهتمام شديدين، باعتبارهم عقل الأمة الذي يفكر وينور عقول الآخرين، وبذلك يكونون رموزاً وطنية يحتفى بها أحياءً وأمواتاً، ويتم تتبع مسار حياتهم وتحويل مساكنهم إلى متاحف يؤمها الزوار ليل نهار.

وفي بلدنا يستغرب المرء أن تأتي المطالبة من أحد الأعلام الكبيرة في مجال الإعلام، لتحويل مركز ومتحف الرمز الوطني الكبير إدريس حنبلة إلى مسكن.. لقد أخطأ الأستاذ عبدالرحمن خبارة الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، في موضوعه الموسوم (حتى لا يضيع تراث إدريس حنبلة) والمنشور في الصفحة الأخيرة من صحيفتنا الغراء «الأيام» في عددها رقم 4644 الصادر في يوم الخميس الموافق 24 نوفمبر 2005م..عندما استعرض وجهة نظر ورثة المرحوم محمد عبده حيدرة - مع احترامنا وتقديرنا الكبيرين لهم - ولم يكلف نفسه حتى الاتصال بنا وسماع وجهة نظرنا.

وللتصحيح نقول إن الحاج أحمد حسن حنبلة رحمة الله كان قد استأجر المسكن الكائن في شارع الأردن قسم دال الشيخ عثمان (دور أرضي) من المغفور له الحاج محمد علي مقطري عام 1937م لانتقال مقر عمله مدرساً في المدرسة الأهلية في الشيخ عثمان، وقد مارس مهنة كتابة (العرض حالات) أمام المنزل بعد تقاعده، ومارس المهنة من بعده الاستاذ إدريس عندما اعتزل الحياة السياسية واتجه إلى السلك التربوي الذي أخلص له حتى توفاه الله في 20 ديسمبر 1991م، والمعروف أن الأستاذ إدريس حنبلة لم يتزوج لأنه عشق الوطن وناضل بكل ما أوتي من ملكات لإخراج المستعمر البريطاني من أرضنا، وقاسى في ذلك ما قاساه، ولم يكن ليرضى أن يزاحم هذا العشق أياً كان حتى وإن كانت الزوجة.

وفي 18 ديسمبر 1951م فكر الأستاذ إدريس بإنشاء مركز توثيقي كجزء من القضية التي آمن بها، وراح يجمع كل الوثائق والمعلومات التي عاشها وعاصرها في ملفات موضوعية تشكل تاريخاً لليمن خلال القرن العشرين.

بعد وفاة الحاج أحمد حسن حنبلة، تحولت ملكية المنزل إلى الأستاذ إدريس، الذي واضب على دفع الإيجار للمالك ووكيله حتى جاء قرار التأميم في العام 1972م عندها حصل على عقد وثيقة تمليك بالمسكن.

وفي 17 أبريل 1984م قام الأستاذ إدريس بكتابة وصيته الشهيرة التي سمى فيها (25) شخصاً إلى جانب الأسرة ليكونوا مجلس أمناء لمركز حنبلة للتوثيق ومتحف أسرة حنبلة.

وبعد وفاته قام مجلس الأمناء بأداء دوره وتحمل الأمانة التي أُلقي بها على كاهلهم وأعيد افتتاح المركز بعد إعادة تأهيله في 21/12/1995م، وفتح المركز أبوابه للباحثين والمهتمين والمريدين واستفاد منه الكثير من الباحثين المحليين والأجانب.

وللمركز علاقات بالعديد من الجهات والمراكز والمؤسسات المشابهة وفي مقدمتها جامعة عدن، التي عقدت مع المركز اتفاقية عمل وتعاون بموجبها قامت الجامعة بتزويد المركز بميزانية سنوية وأجهزة إلكترونية وكتب وغيرها.

المركز يقوم حالياً بدور مكتبة عامة في مديرية الشيخ عثمان والمديريات المجاورة، ويحتوي على (1863) عنواناً في الدور الأرضي الذي خصص جزء منه كمتحف لأسرة حنبلة، كما يحتوي الدور الأول على أرشيف يضم (750) ملفاً موضوعياً، أما الدور العلوي (السقف) فهو منتدى يرتاده المثقفون يوم الثلاثاء وتعقد فيه العديد من المحاضرات والندوات، كما أن مجلس الامناء قد تمكن من اجتذاب عدد من المختصين والمهتمين للعمل في المركز بشكل طوعي ليصبح العمل فيه في أيام: الأحد، الثلاثاء، الخميس، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، ومن الساعة الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساءً.

والمركز لا يتقاضى أي أجر مقابل ما يقدمه من خدمات معلوماتية وتثقيفية بل إنه يقوم بتصوير الوثائق والكتب للباحثين مجاناً.

أخيراً يا أستاذنا الجليل، إن كنت قد تعاطفت مع الأسرة التي تدعي ملكية المبنى فلماذا لا تكتب عموداً آخر تطالب فيه الدولة بتعويض الأسرة المتضررة، ولن نطلب منك مؤزارتنا لأننا نعرف تماماً أننا نقف مع الصواب، واعلم أن الدولة قد عوضت الملاك، فلتذهب الأسرة للمطالبة بحقها في التعويض، أما نحن فإننا لن نرضى بغير المكان الذي عاش فيه أستاذنا ليكون معلماً حضارياً نتباهى به بين الشعوب، وليواصل رسالته في التنوير وفي خدمة التوثيق والبحث العلمي.

ملحوظة: كنا نتمنى استقصاء الحقائق قبل النشر.. وعليه فإننا نوجه الدعوة للأستاذ خبارة ولصحيفة «الأيام» ولكل المهتمين والمختصين لزيارة المركز ولن نبخل في تقديم أية معلومات مطلوبة. صادر عن: مركز حنبلة للتوثيق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى