فضيحة عشية توزيع جوائزها..لجنة نوبل داعية السلام تستثمر أموالها في صناعة السلاح!

> «الأيام» عن «الحياة»

>
البرادعي اثناء توقيعه بروتوكول الجوائز امس
البرادعي اثناء توقيعه بروتوكول الجوائز امس
ارتدت جدران قاعة بيت الحفلات في العاصمة السويدية استوكهولم ثوبها الذي يأتي مرة كل عام من مدينة سان ريمو الايطالية التي عاش فيها العالم الفرد نوبل سنواته الأخيرة، وهو عبارة عن عشرات الوف الورود والازهار التي تخلد ذكرى العالم نوبل في العاشر من كانون الاول (ديسمبر). ففي هذا التاريخ بالتحديد، توفي نوبل في تلك المدينة الايطالية العزيزة على قلبه.

وفي هذا التاريخ بالتحديد، ستُوزّع جوائز نوبل على العلماء الذين فازوا بها لهذا العام في قاعة بيت الحفلات وسط العاصمة قبل ان يتوجهوا مساءً الى «البيت البلدي» لتناول العشاء. وصل معظم العلماء الرابحين الى استوكهولم ليتسلموا جوائزهم من يد ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر. وتصل قيمة كل جائزة الى حدود مليون وثلاثمئة الف دولار أميركي.

المسرحي البريطاني هارولد بينتر الذي اثار نقاشاً حاداً في الاوساط الثقافية السويدية لمنحه جائزة نوبل للادب لن يحضر الى استوكهولم بسبب مرض السرطان الذي أرهقه. لكنه ارسل مساء الاربعاء الماضي رسالة متلفزة بثها التلفزيون السويدي تحدث فيها بطريقة مفصلة عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية خلال الخمسين سنة الماضية. وكما كان متوقعاً، لم يترك بينتر ورقة توت واحدة بل اسقطها جميعها عندما عاد بالتاريخ الاميركي الى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. مر على دول اميركا اللاتينية وافغانستان ومعتقل ابو غريب وغوانتانامو وصولاً الى الحرب على العراق.

جلس بينتر امام الكاميرا مرتدياً بدلة سوداء وصافي الذهن، وسرد بطريقة لا تخلو من الكاريزماتية ما وصفه بجرائم الولايات المتحدة. قال عن السياسيين ان معظمهم «وذلك بحسب الادلة الموجودة عندنا لا تهمهم الحقيقة بل تهمهم السلطة والبقاء جالسين على الكرسي. ومن اجل البقاء في السلطة، يجب ان تبقى الشعوب في حال لا معرفة وان تعيش من دون معرفة الحقيقة حتى تلك المتعلّقة بحياتها. لذا نحن محاطون بجدارية كبيرة من الكذب نعتاش منها».

ووصف الحرب على العراق بأنها كذب وتهدف الى السيطرة على مصادر المنطقة. وقال: «كل واحد منا يعرف كيف تمت شرعنة اجتياح العراق عندما ضمنوا لنا ان صدام حسين يملك مستودعات كبيرة من اسلحة الدمار الشامل ومنها ما كان بالامكان استخدامه خلال 45 دقيقة ويؤدي الى دمار هائل. وضمنوا لنا ان هذه المعلومات حقيقية. لكنها كانت كاذبة. قيل لنا ان للعراق علاقة بتنظيم القاعدة وانه اشترك في الهجمات التي ضربت نيويورك في 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ضمنوا لنا ان هذا حقيقي. ولكن ذلك لم يكن سوى كذب».

ومن المتوقع ان تترك كلمة بينتر اصداء واسعة في اوساط اهل العلم والثقافة الذين سيتجمعون في استوكهولم مساء غد السبت (اليوم). لكن بينتر ليس وحده صاحب المفاجآت في احتفالات نوبل. ففي العاصمة النروجية التي ستستقبل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي سيتسلم جائزة نوبل للسلام، هناك ايضاً مفاجآت تنتظره. فجائزة نوبل للسلام هي الجائزة الوحيدة التي توزع في النروج وليس في السويد لاسباب لم يكشف عنها العالم. لكن ما كشفته حركة «المستقبل في ايدينا» النروجية لا يعكس الصورة الظاهرة عن تلك الجائزة. فالحركة كشفت ان لجنة نوبل النروجية تستثمر قسماً كبيراً من اموالها في شركات أميركية، كشركة «تي رو برايس» التي بدورها تستثمر أسهمها في شركات تصنيع الاسلحة ومنها شركة «لوكهيد مارتين» التي تصنع اجزاء من القنابل الانشطارية المحظورة دولياً وأجزاء لصواريخ تحمل رؤوساً نووية، اضافة الى شركة «هاني ويل» التي لها دور اساس في تطوير برنامج الولايات المتحدة النووي.

وقال نائب مدير لجنة نوبل اوكي التيوس: «نحن لا يمكننا ان نعطي شركة تي رو برايس نصائح بألا تستثمر اموالها في شركات من هذا النوع. ولا يوجد اي سبب يجعلنا نعتقد بأن هناك اختلافاً في طريقة ادارة اموالنا وأموال غيرنا».

ولكن بالنسبة الى المواطن السويدي المسالم الذي لم يشترك في حروب منذ اكثر من 200 سنة، باستثناء ارسال جنود لحفظ السلام تحت راية الامم المتحدة، فلديه اهتمامات اخرى غير الجانب السياسي في توزيع جوائز نوبل. فمنذ الآن، انطلقت الصحف في تزويد المواطن العادي بأسماء أطباق الأكل التي ستقدم مساء غد على موائد ضيوف نوبل الذين سيصل عددهم الى 1300 شخص، معظمهم من حاملي جوائز نوبل السابقين وأفراد عائلات رابحي جوائز نوبل لهذا العام اضافة الى سياسيين وقادة من كل بقاع الارض. ومن المنتظر ان يشاهد توزيع الجوائز وحفلة العشاء اكثر من مليون سويدي. وبحسب التلفزيون السويدي فان واحدة من خمس نساء سويديات ستشاهد الحفل في ذلك المساء بينما سيجلس رجل واحد فقط من كل عشرة رجال لمتابعة الاحتفالات التي لن تعود الا بعد عام من الآن. وككل عام، رتبت الطاولات الـ 63 بطريقة لا تخلو من ديبلوماسية. اذ سيجلس عدد من الخصوم السياسيين على الطاولة نفسها. وسيتم استخدام 7 آلاف قطعة بورسلان و5 آلاف كأس و10 آلاف ملعقة وشوكة وسكينة اضافة الى استخدام 470 متراً من الشراشف الفخمة على الطاولات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى