رايس نجحت في اقناع الوزراء الاوروبيين لكنها فشلت مع الراي العام

> بروكسل «الأيام» ا.ف.ب :

>
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
اختتمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بروكسل جولة اوروبية طغى عليها الجدل حول ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في اوروبا، ونجحت خلالها رايس في اقناع نظرائها الاوروبيين لكنها فشلت مع الراي العام.

وكررت رايس تصريحاتها يوميا خلال الجولة التي استهلتها في برلين وقادتها الى بوخارست وكييف وانتهت امس الاول الخميس في بروكسل، لكنها واجهت صعوبات في امرار رسالتها.

وكانت اكدت الاربعاء الماضي في كييف ان التزامات الولايات المتحدة بموجب شرعة مناهضة التعذيب تنطبق على الموظفين الاميركيين "اينما كانوا سواء في الولايات المتحدة او خارجها".

وتطرقت الى الموضوع نفسه مساء الاربعاء الماضي في عشاء برعاية بلجيكا شارك فيه 32 وزيرا يمثلون الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي.

واثر ذلك، اعرب العديد من الوزراء الاوروبيين عن "رضاهم" عن تلك التفسيرات حول استخدام مطارات اوروبية من جانب طائرات استاجرتها الاستخبارات الاميركية، واعتبر الامين العام للحلف الاطلسي ياب دو هوب شيفر ان المناقشات مع رايس سمحت "بتهدئة الخواطر".

وفي المقابل، لم تقدم رايس اجابات عن وجود سجون سرية في اوروبا تضم معتقلين يشتبه في انهم ارهابيون اسلاميون، وحجتها في ذلك الحفاظ على الطابع السري لانشطة اجهزة الاستخبارات في الحرب على الارهاب.

وصرحت لاحقا "اقدر الدعم الذي عبر عنه عدد من الوزراء الاوروبيين"، مؤكدة انها اجرت مع نظرائها مناقشات "بين اصدقاء".

واذ اوحت الوزيرة الاميركية ان الحكومات الاوروبية ابلغت سلفا بانشطة الاستخبارات الاميركية على اراضيها بهدف امتصاص نقمتها، قالت "اننا نحترم اجراءاتها"، ولكن يبقى عليها ان تقنع الراي العام الاوروبي.

وفي اي حال، اقر الوفد الاميركي امس الاول الخميس بان مناقشة هذا الموضوع "ستتواصل".

وحرصت رايس على الدفاع عن الولايات المتحدة في هذا الملف في لحظة حساسة تشهدها العلاقات داخل حلف شمال الاطلسي، وفي ظل جهود ملحوظة يبذلها الاميركيون والاوروبيون لاعادة وصل ما انقطع بينهم بسبب الحرب في العراق.

وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو طلب الاسبوع الماضي رسميا باسم الاتحاد الاوروبي من واشنطن توضيح موقفها حيال قضية نقل سجناء الى دول في العالم الثالث التي تثير جدلا في اوروبا.

ولان رايس تفتقر الى الصدقية في مسالة تعامل عناصر الاستخبارات الاميركية مع السجناء، لاذت بالرئيس الاميركي جورج بوش.

وقالت في هذا السياق ان "الولايات المتحدة واضحة جدا ومصممة على تطبيق سياسة الرئيس المعلنة، وفحواها ان الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب ولا تبرره ولا ترضى بان يمارسه عناصرها".

لكنها لم تستبعد ارتكاب انتهاكات جديدة على غرار ما حصل في سجن ابو غريب في العراق "فكوننا ديموقراطية لا يعني اننا كاملون".

وقبل مغادرتها الى واشنطن، بررت رايس الممارسات الاميركية ودعت نظراءها الاوروبيين الى اتخاذ قرارات "صعبة".

وفي كلام لم يخل من انتقاد للاوروبيين ذكرت بان "الولايات المتحدة دولة صديقة لغالبية تلك الدول، وفي كل الاحوال لسنا حلفاء فقط في الحرب على الارهاب، بل تحالفنا احيانا منذ الحرب الباردة وحتى قبلها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى