«الأيام» دعامة الوحدة

> محمد جعفر ناصر:

>
محمد جعفر ناصر
محمد جعفر ناصر
تذكرت فجأة تلك الكلمات التي رددها عليّ الأستاذ المرحوم السيد عبدالرحمن- رحمة الله عليه- الاختصاصي الاجتماعي سابقاً في منطقة أبوظبي التعليمية حين قال لي ضاحكاً متفاخراً: في حرب 1956م جاءنا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمة الله عليه إلى معسكر التدريب بالإسكندرية وراح يصافحنا الواحد تلو الآخر حتى عندما صافحني أحسست أن الرجل يقول لي «أنت راجل بصحيح» .. كانت المصافحة صادقة ونابعة من حس وطني مرهف فأردت أن أصرخ أمامه «نعم أنا راجل، أحب وطني.. وعندي استعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله واستقراره».. وعادت بي ذاكرتي إلى ذلك الحديث وأنا أصافح فخامة الرئيس الأخ علي عبدالله صالح - حفظه الله - في زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة وأقصد بها العاصمة أبوظبي حين أصر على دعوة واستقبال أفراد الجالية اليمنية المقيمين بالإمارات في مبنى السفارة ودعوتهم لحضور حفل العشاء والاستقبال على شرف صاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك، الذي بحضوره إلى مبنى السفارة اليمنية قد تخطى كل إجراءات المراسيم الدبلوماسية إظهاراً لحبه للشعب اليمني تحت قيادة فارس العرب وزعيم الوحدة.

لقد صافحته والكلمات تتردد على لسانه «أهلاً يا أخي» .. وشعرت كما شعر المرحوم السيد عبدالرحمن بأن الرجل يهمس لي من خلال دفء الاستقبال وحرارة المصافحة « هل أنت رجل؟» وأردت أن أفعل كما فعل السيد عبدالرحمن وأنا أدعو له من أعماق القلب أن يسير على طريقه محروساً برعاية الله وحفظه وأن فجر اليمن سيكون مشرقاً باهياً في ظل زعامته رغم كل المصاعب والمؤامرات.

وتحققت الوحدة.. تلك الوحدة التي طالما نادى الشعب بها.. ليست بوحدة مصالح مارقة وإنما وحدة من صميم القلب لخير هذا الشعب ورفاهيته.

وجاء من يهمس في أذني صادقاً بأن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح- حفظه الله، لم يضطر إلى مواجهة المؤامرة في عام 1994م الإ لانقاذ الجنوب من حرب أهلية طاحنة تكاد أن تأكل الأخضر واليابس بعد أن كثرت أساليب التآمر بين حكام الجنوب بعضهم على البعض دون مبالاة بالمصلحة العليا للشعب المسكين الذي ينظر إلى الوحدة مخرجاً له من تلك الحروب الطاحنة التي اعتاد أن يعاني منها كل خمسة أعوام لتهدم المزيد من البيوت وتنهب المزيد من الأموال والممتلكات وتنتهك حرمة البيوت والأسر فكيف يقف مكتوف اليدين أمام هذه المهازل والتجاوزات وذلك العجز ومحاولة التنصل من إتمام كافة متطلبات الوحدة لإبقاء الوضع كما كان قبل عام 1990م وإتمام مراسيم الوحدة. لقد أرادوها وحدة شكلية قد تدفع بالأمور إلى حرب أهلية بالشطر الشمالي من الوطن في ذلك الوقت.. ولكن كان إيمان الرجل وفطنته وحكمته السياسية تسابق تلك الأوهام والخزعبلات.. واتجه بصدق إلى الله العلي القدير طالباً منه النصر والمؤازرة إن كان الله يعلم أنه على الحق وأن في هذا الأمر خيراً للجميع شمالاً وجنوباً.. وكان نصر الله له استجابة للدعاء الصادق النابع من القلب من أجل أن ينقذ أخوانه في الجنوب من تلك الألاعيب والعبث بحقوقهم وأمنهم.

وما أن ظهرت بشائر النصر حتى أسرعت خطى الكثيرين من عناصر النظام السابق في الجنوب إلى الانطواء تحت راية الحق معلنة عن توبتها.. ومنهم من كانت توبته صادقة ومنهم من كانت توبته درءًا لمصلحة ما يحرص الرئيس الأخ علي عبدالله صالح حفظه الله معها بالدعاء إلى الله أن يلهمها الصواب والرشاد حتى لا تطأها جحافل الحق بإذن الله.

يكفينا فخراً أن القلم قد أضحى قادراً بل واللسان أيضاً، على المطالبة بصوت مسموع بحقوق المواطن كاملة دون الخوف من زوار الليل وفوهات البنادق وظلمة السجون وسياط الجبناء وكلاب السلطة والأفكار الهدامة المستوردة على عروبتنا وديننا.

إن العالم اليوم يمضي في محاكاة الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها كثير من الأمم في كل أرجاء المعمورة ولعل الناظر إلينا يرى فينا واقعاً أكثر إشراقاً من تلك الأوضاع الاقتصادية في العديد من الدول العربية الشقيقة التي تعاني من مصاعب اقتصادية جمة أكثر قسوة مما نعانيه إن كنا نعانيه رغبة منا في مزيد من الترف الاستهلاكي غير المبرر.

ولا أختم إلا بالدعاء لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالتوفيق في إنجاز كل ما فيه الخير لليمن شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.. فسر على بركة الله يا أبا أحمد وعين الله ترعاك وستظل أقلامنا عبر «الأيام» دعامة للوحدة تحت قيادتكم الرشيدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى