المكلا

> «الأيام» د. جنيد محمد الجنيد:

>
للمكلا حديث مليء بإغرائها

والهوى باسط لي جناحيه..

من أين أدخل؟

من جهة البحر..

حيث سفائن عشقي ترسو

على مرفأ السحر..

يبهرني زهرها اللؤلؤي

الذي يتقطر من واجهات البيوت..

أدرب نفسي كطير..

أمر على الشرفات..

وألقي السلام..

وأنقش حلمي فوق الستائر عشقا

أبلل قلبي..

بما سكبته الجميلة في المزهرية

عند الصباح

وألتف بين شعاع العيون

التي وشوشتني بشيء

تخبأ خلف القناع..

أسير مع الموج..

وهو يقص حكايته..

ويرتب لي مقعداً للتأمل

مابين لونين: أزرق.. أبيض..

لي أن أسمّي القصيدة باللون..

إن القصيدة في الحب أجمل:

زرقاء..بيضاء.. أو تتمازج باللون

قبل الغروب

الذي يتماهى على كورنيش الأغاني

وصوت المغني

يدوزن أوتاره لهوى راقصٍ

يشعل الروح..

يشغل القلب..

يذهل العمر..

تحمل أيامه الذاكرة

***

للمكلا دروب خصوصية

لا يمر بها غير عشاقها

وأنا في زقاق الهوى

سائر..

أتنفس بالطيب..

من كل فاتنة وردة رشقتني بها..

أدخلتني إلى غزل الخور..

قلبي على الجسر..

يسأل .. كيف تقيس المياه حداثتها

بالمعاني الرقيقة في الشكل..

كيف نُطبّع أحلامنا البشرية..

من قبل هيّأتنا مواعيد..

في غزل الخور..

قلبي على الجسر

علق قنديله

ليضيء الكلام الذي يتحلق حولي

وأقتبس الكلمات التي تتوهج

من شاعرٍ..

كي أقدمها للنساء اللواتي

نقشن على الماء حناءهن

وسرن مع الماء زغردةً..

من تهيئ وثبتها الآن؟

قلبي..

موسوعة للغزل

من تهيئ وردتها الآن؟

حبي..

مفردة من عسل

من تهيئ رقصتها الآن؟

دربي..

معشوشب بالقبل

من تهيئ نغمتها الآن؟

كل الأغاني لها

ولها:

(يا بنات المكلا

يا دواء كل عله

يا سقى الله رعى الله

والمحبة بليه)

***

للمكلا صفات من التسميات الأثيرة..

تسمو بها بين كل الجميلات..

إن الجميلات توجهنا بالمليكة..

كن الوصيفات من حولها..

يتبارين في التسميات بأحلى العبارات..

أولى الوصيفات قالت:

رأيت الطيوف تشكلها درةً

تتصاعد من داخل الموج..

تبني على الماء عرشاً..

توسد أسرارها في شواطئ مغمورة

بحديث الغواية..

واللهب المتفجر بين الرمال هوى حضرمي

قالت الثانية:

إنها القمر الحضرمي الذي

يتسامر في ليله العاشقون..

يشدون أبصارهم نحو وقع الغزال

على صخرة تتفجر بالذكريات..

هنا عاشق لم يزل يترنم

ما بين حب قديم

وحب يعيد له ما مضى

يتجسد في صورة القمر الحضرمي..

تلتها التي بعدها..

والتي بعدها..

والأخيرة قالت:

لهذي المليكة هذا الفضاء الذي

ينسج الوهج في عمرنا..

إنها نجمة البلدة الساحلية..

تلبس فستانها الموسمي..

تمد ضفيرتها رقة..

وتقول:

هنيئاً لمن يعرف الغوص

في عمقها الحضرمي

***
للمكلا حديث مليء بإغرائها

والحديث يطول..

يطول..

يطول..

ولا ينتهي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى