الرئيس حسين منصور..وداعاً

> علي ناصر محمد:

>
علي ناصر محمد
علي ناصر محمد
قبل أيام انتقل إلى رحمة الله المغفور له بإذن الله الشيخ حسين منصور باجابر، ولعل الكثيرين من الجيل الحالي لا يعرفون من هو الرجل، أو يعرفون شيئاً عن مواقفه الوطنية.

عرفت المرحوم الشيخ حسين منصور في الستينات من القرن العشرين، عندما كان ضابطاً سياسياً في المحميات الجنوبية، ورئيساً لولاية دثينة التي لم تحتكم لسلطان أو أمير، ولهذا سميت في الخمسينات بجمهورية دثينة وكان يحكمها مجلس دولة من مشايخ دثينة برئاسة الشيخ حسين منصور باجابر. ويتكون المجلس من الشيخ علي هادي، الشيخ علي سليمان، الشيخ علي عبدالله الصالحي، الشيخ عبدالله منصور، الشيخ سعيد محمد سالم امهيثمي، الشيخ محمد حسين الطلي، السلطان عبدالقادر ناصر، الشيخ محمد حسين المجعلي، الشيخ علي محمد العلهي، الشيخ صالح سواد، الشيخ عبدالله الحامد الذي عين وزيراً للعدل في حكومة اتحاد الجنوب العربي. وكانت الرئاسة دورية بين أعضاء هذا المجلس.

وقد شهدت دثينة في عهده وفترة حكمه تطوراً ونهضة في الزراعة والتعليم والصحة والكهرباء وخاصة في انتاج الخضروات والفواكه التي كانت تصدر إلى السوق المركزي بعدن. وكنت حينها سكرتير جمعية الخضار والفواكه بالولاية إضافة إلى عملي كمدير لمدرسة مودية.

وقد تشكلت في فترة رئاسة الشيخ حسين منصور لمجلس الدولة عدد من الجمعيات التعاونية في الولاية ومجالس قروية منتخبة لأول مرة وفقاً لقانون الانتخابات المحلية، وفي تلك الفترة المشار اليها من ستينيات القرن العشرين كنا نتفق أحياناً مع الرجل بحكم منصبه، ونختلف معه حيناً آخر بسبب مواقفنا السياسية في ذلك الوقت فقد كنت عضواً في حركة القوميين العرب ونظمنا عدة مظاهرات ضد قوات الاحتلال اعتقلت على اثرها ونقلت الى سلطنة لحج.

ولكن الرجل، وبعد قيام الثورة المسلحة، وخاصة في عام 1966م وعام 1967م ساند الثورة بالمال والسلاح بطريقة سرية، ويشهد ذلك عدد من المناضلين الذين عاصروا التجربة آنذاك، فقد اختلف الرجل مع سلطات الاحتلال بسبب مواقفه السياسية الجديدة، وأقام علاقات مع رجال الثورة، وأجرى اتصالات مع مصر والجامعة العربية.. وبسبب مواقفه تلك فصلته سلطات الاحتلال وعزلته عن حكم الولاية.

وقد أصدر حسين منصور باجابر عدداً من البيانات النارية ضد الاستعمار البريطاني، طالب فيها بحل الاتحاد الفيدرالي لإمارات الجنوب العربي داعياً إلى انسحاب بريطانيا من الجنوب وإجراء استفتاء وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.. كما شدد في بياناته تلك على وحدة الجنوب العربي في دولة مركزية ديمقراطية واحدة كما أسماها، وندد بالمشروع الانفصالي البريطاني الخاص بحضرموت والمهرة، الذي كان يستهدف تجزئة الجنوب إلى أكثر من كيان، وقرر إرسال وفد إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة.

آخر مرة التقيت فيها بالشيخ حسين منصور باجابر، رحمه الله، كانت في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عامين تقريباً، وقد تحدث بإسهاب عن تجربته في ولاية دثينة، وقدم لي كنزاً من الوثائق الخاصة بالولاية وحكامها وبعض البيانات والوثائق التي كان يصدرها ضد سلطات الاحتلال.

وعندما سمعت نبأ وفاته حزنت كثيراً، فقد فقدنا رجلاً ضحى بالمنصب والجاه من أجل وطنه وما يؤمن به دونما طمع في شيء سوى إرضاء ضميره..

للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه لراجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى