تــزكيــة النفــس

> «الأيام» ريهام عبدالباسط سروري / عدن

> إن الله عز وجل يجدد الحياة يوما بعد يوم، فهو رب الخلق وخالق الكون، وهو الذي بعث الحياة منذ البدء في هذه الأرض.. إن الله الذي أحيا لنا الأرض سيحيينا نحن أيضا والذي يجدد لنا الحياة سيجددنا نحن أيضا، فمن هو ذلك الإنسان الجديد؟ من المؤكد أن الفلاح لا يحيي الزرع ولا يمنح الحياة للبذور، إنه فقط يلقي بها في الحقل مؤمنا أن الله سيحييها، وإذا أردت أن تصبح إنسانا جديدا لتلق بنفسك أمام الله معترفا بموتك وسيقيمك الله إنسانا جديدا، ولا أقصد بالانسان الجديد ذلك الإنسان المتحضر والحديث المتطلع إلى المدنية وإلى آفاق الثقافات العالية أو ساكن القصور والذي يعمل على تغيير وتجديد مضمونه الخارجي أو حتى تغيير انتماءاته الاجتماعية.. إن الإنسان الجديد الذي أقصده في حديثي هو ذلك الذي يغير الله قلبه فيبعث فيه حياة جديدة تماما (خليقة جديدة لإنسان قديم) ويكون ذلك بتزكية النفس وتطهيرها من خلال محاسبة الضمير باتباع كل ما هو خير وترك المنكرات والتوبة لله عز وجل غافر الذنب أرحم الراحمين، وسيقبلنا وسيغفر ذنوبنا دون ضجر أو ملل قابل التوب وغافر الذنب أرحم الراحمين، ومراقبة الله في كل ما يقوم به الإنسان والتمسك بمبادئ أخلاقية تتوافق مع المعايير الاجتماعية والدينية للمجتمع وضرورة التوكل على الخالق عز وجل ، فمن توكل على الله فهو حسبه، أي أن تزكية النفس هي المرحلة الأولى والجذرية لتغيير جوهر الإنسان ومكونه الداخلي وبعد ذلك يكون مستعدا لمرحلة التغييرات الثانوية، سواء كانت شكلية، ثقافية، علمية أو في مختلف المجالات وبالتالي يستطيع تطوير نفسه بالشكل السليم والصحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى