عصام سعيد سالم.. مشوار صاخب لطفته الابتسامة

> نجيب محمد يابلي:

>
عصام سعيد سالم
عصام سعيد سالم
كان الزمان مباركاً جملة وتفصيلاً، فالجمعة أفضل الأيام عند الله تعالى، وعيد الأضحى المبارك مناسبة جليلة تحمل عدة دلالات مهمة عند المسلمين، وهكذا جاء الخبر المحزن يوم الجمعة، الموافق 13 يناير 2006م، الذي صادف رابع أيام عيد الأضحى المبارك وكان الزميل هشام باشراحيل السباق في حمل النعي بوفاة الأخ العزيز عصام سعيد سالم.

لا أعتقد أن أحداً من أهل الشيخ عثمان لا يعرف سعيد سالم اليافعي، رحمة الله عليه الشخصية الاجتماعية والمسرحية المعروفة وأولاده الطيبين: عصام ومحمد ومعاوية وإبراهيم وشيخان، الذين تميزت علاقتي بهم بمنتهى الود والتقدير على مر العقود، فماذا عن عزيزنا أبي حسام؟

عرفت فارس القلم، عصام منذ ستينات القرن الماضي، بل وعرفه غيري وأصبح صاحب دائرة اجتماعية واسعة، أو قل هكذا نشأ عصام وتزامن ذلك مع مشاركته الفاعلة في صفوف الحركة الوطنية، مناضلاً في صفوف التنظيم الشعبي للحركة الثورية وكادراً قيادياً في (القاعدة الطلابية) الجناح الطلابي للتنظيم. من هنا بدأ عصام مشواره الصاخب.

يواصل فارس القلم عصام مشواره الصاخب بدخوله معترك التعليم عام 1969م وعمل مدرساً في المدرسة الشرقية (ردفان حالياً) ثم في مدرسة الجمهورية، والمدرستان في الشيخ عثمان. يطوي عصام استقراره في سياق مشواره الصاخب، لينتقل إلى مجال آخر مغاير تماماً لمجال التدريس وذلك بالتحاقه بشركة التجارة الخارجية، مديراً لقسم استيراد السيارات خلال الفترة 1975/1980م.

أبي عصام إلا أن يواصل مشواره الصاخب وانتقل إلى المجال البترولي بالتحاقه بشركة أجيب الإيطالية، مديراً للإدارة الذاتية وذلك في العام 1980م واختزل فترة بقائه عندما ودع العمل الإداري عام 1981م.

مشوار صاخب امتد لربع قرن بمعية صاحبة الجلالة الصحافة
قرر عصام إنهاء شعار «ما لذة العيش إلا بالتنقل» ليعقد قرانه على صاحبة الجلالة (الصحافة) في العام 1981م، فالتحق بصحيفة «14 أكتوبر» وبدأ مشواره الصاخب من بير السلم، محرراً وتدرج في السلم وكانت بداية الطفرة أن أصبح رئيساً لأحد الأقسام في الصحيفة وبلغت ذروته الوظيفية في مايو، 2005م بصدور قرار جمهوري بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الإدارة نائباً لرئيس تحرير صحيفة «14 أكتوبر».

في سياق مشواره الصاخب، عمل عصام بموجب تكليف صادر في العام 2001م بتحمل مهام نائب رئيس التحرير وبموجب تكليف آخر تحمل خلال الفترة 2000/2001م مهام رئيس تحرير صحيفة «22 مايو»، واجه عصام متاعب ومصاعب طالما أن المشوار صاخب، وكان رحمه الله من النوع الذي لا يستسلم للتحديات واستخدم أسلوب الكر والفر، فكانت مدافعه ترعد حينا وتخبو حيناً آخر، وكان رحمه الله يحتفظ بشعرة معاوية (معاوية بن أبي سفيان وليس معاوية سعيد سالم) ولذلك لم يقطع جسوره مع من اختلف معهم وكان يختلف بهدوء ويخاصم بابتسامة، فقد كان رحمه الله مرحاً يحب النكتة ولذلك أنشأ لنفسه صومعة جمعته بأصدقاء وأحبة من مختلف المحافظات ولم تحل الصومعة دون لقائه مع الآخرين بزيارتهم في منتدياتهم، مثلما حدث لنا معه في منتدى «الأيام» عشية عيد الأضحى المبارك. هكذا رأيت عصاماً في أوقات السلم والحرب، منتظماً وملتزماً بالدواء والابتسامة.

تعددية الرسالة الصحفية في المشوار الصاخب
تابع القراء عصاماً وهو يكتب في عدد من الصحف المستقلة والحزبية وبدأ مشواره الصاخب مع «الأيام» بعد معاودة صدورها بعد قيام دولة الوحدة وكتب بعد ذلك في الزميلة «الطريق» ثم الزميلة «الوحدوي» إلى جانب كتاباته في صحيفته «14 أكتوبر» واستأنس لانتهاج تعددية رسالته الصحفية بشقيها الرسمي والحزبي والمستقل التي شملت أيضاً صحيفة «22 مايو» المؤتمرية.

أصدر عصام مجلة «صم بم» الشهرية ليدخل تاريخ الصحافة اليمنية كصاحب أول مجلة كاريكاتيرية في جنوب الجزيرة العربية والتي برزت إلى حيز الوجود في نوفمبر 1992م وهي جزء لا يتجزأ من مشواره الصاخب، لأن فن الكاريكاتير شحمه المرارة ولحمه السخرية. لا شك أن الرغبة تولدت عند عصام لإصدار «صم بم» لشعوره بمرارة الواقع فقرر مواجهته بالنكتة أو السخرية الخفيفة التي عادة ما يتقبلها المعني بالأمر ويدرك مغزاها القارئ.

رحم الله عزيزنا عصام سعيد سالم وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى