التفسير الذاتي والانتقائي للتاريخ

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
إذا كان الفرنسيون - وحتى الساعة - يتناولون بالنقد الموضوعي حكم نابليون بونابرت (1800-1815) وحتى هزيمته في واترلو.. ولا يزال كتاب وسياسيون روس يكتبون ويتحدثون عن الفترة التي حكم فيها ستالين (1924- 1952) .. ويتحفنا المحلل السياسي والصحفي الكبير الاستاذ محمد حسنين هيكل بالشرح والنقد لأحداث مصرية وعربية مر عليها أكثر من سبعين عاماً (في قناة الجزيرة.. كل خميس في الأسبوع).

< فكيف لا يحق لنا تقديم نقد موضوعي لأحداث في اليمن لم يمر عليها سوى ثلاثة عقود بهدف عدم اضطرار الأجيال الحالية والمستقبلية إلى المرور بالتجارب التي قاسيناها؟ إن الدعوات التي تطالب بجب الماضي هي دعوات صحيحة بسبب التناول غير المنطقي وغير الموضوعي والتفسير الذاتي والانتقائي الذي يوظف لتصفية حسابات سياسية في الماضي والحاضر والذي لا يخدم سوى المماحكات ونشر الفتنة وتصديع الوحدة الوطنية.

< حدثت ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر في سياق تاريخي معين كان الهاجس القومي والأممي هما السائدان وكانت النظم القائمة في العالم العربي يسودها الحزب الواحد، وما كان للثورة اليمنية أن تسير في طريق آخر.. وكانت هذه النظم ترفض النظام الليبرالي الذي يعني سيادة التعددية والديمقراطية واقتصاد السوق.

< من أبسط الأمور ونحن في سياق تاريخي مختلف اليوم يسير نحو العولمة تفسير الصراعات الدموية في نظام الحكم في اليمن بغياب الديمقراطية والتعددية السياسية وسيادة الحوار، فهذا تفسير صحيح ولكنه يفسر الأمور بمنظار اليوم وليس بمنظار الأمس.. وهو تحليل مبتسر ولا يفي بالتحليل الشامل لطابع صراع الأمس.

< ومع احترامي وتقديري للأخ سالم صالح إلا أنني لا أفهم ما جاء في مقابلته مع فضائية «الجزيزة» ومحاولته اعتماد الانتقائية وتوظيف أحداث 13 يناير 1986 لأهداف لا يعرف مراميها. ولو اعتمد الموضوعية لتفسير الصراع الدموي في نظام (الحزب الاشتراكي) لبدأ بامتشاق السلاح للجبهة القومية - في ظل الاحتلال الأجنبي - وانحياز الجيش في 6 نوفمبر 1967م لتصفية الخصم (جبهة التحرير) أي رفض الآخر والانفراد بالحكم في 30 نوفمبر 1967م.

< لقد انتقلت جرثومة الانفراد بالسلطة.. وسيادة ثقافة الاستبداد والدكتاتورية ورفض الحوار حتى في إطار التنظيم الحاكم حيث بدأه مسلسل التصفية والصراعات الدموية منذ أول يوم للحكم وكانت ذروته أحداث 1986م.

< وحسب شعارات الأمس - التي للأسف لا زالت سائدة - تم تصفية التيار اليميني والتيار اليساري وحتى عام 1994 حيث تم تصفية التيار الانفصالي ونسينا جميعاً الاهتمام بالتيار الكهربائي (أي التنمية) مما أوصل اليمن إلى الحضيض وفي ذيل الدول الأكثر تخلفاً اليوم!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى