> غرقت الكويت امس الاثنين في ازمة خلافة لا سابق لها في تاريخها المعاصر وسط تجاذب بين جناحي اسرة الصباح الحاكمة اللذين دخلا في سباق لطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الامة,ويريد احد الجناحين جلسة لمجلس الامة للنظر في تنحية الامير وبينما يسعى الجناح الثاني لتمكينه من اداء القسم القانوني في الوقت الذي هدد فيه نواب بمقاطعة جلسات البرلمان اذا لم تتوصل الاسرة الحاكمة لتسوية خلافاتها.

واعلن مجلس الوزراء الكويتي ان امير الكويت الشيخ سعد العبدالله الصباح اصبح غير قادر على ممارسة مهامه الدستورية بعد ان "فقد قدرته الصحية" وطلب في رسالة وجهها الى البرلمان عقد جلسة خاصة صباح اليوم الثلاثاء لتنحيته من منصبه.

واوضح مجلس الوزراء في الرسالة التي بثتها وكالة الانباء الكويتية امس انه "ثبت لدى مجلس الوزراء ان حضرة صاحب السمو امير البلاد فقد قدرته الصحية على ممارسة صلاحياته الدستورية".

واوضح المجلس انه وجه رسالته هذه "من منطلق ممارسة مجلس الوزراء لاختصاصاته الدستورية ووفقا لاحكام الدستور وقانون توارث الامارة" لسنة 1964.

وتنص المادة الثالثة من قانون توارث الامارة على انه "يشترط لممارسة الامير صلاحياته الدستورية الا يفقد شرطا من الشروط الواجب توافرها في ولي العهد فاذا فقد احد هذه الشروط او فقد القدرة الصحية على ممارسة صلاحياته، على رئيس مجلس الوزراء بعد التثبت من ذلك، عرض الامر على مجلس الامة في الحال لنظره في جلسة سرية خاصة".

وتقضي بانه "اذا ثبت للمجلس بصورة قاطعة فقدان الشرط او القدرة المنوه عنهما قرر باغلبية ثلثي الاعضاء الذين يتألف منهم انتقال ممارسة صلاحيات الامير الى ولي العهد بصفة مؤقتة أو انتقال رئاسة الدولة اليه نهائيا".

وتنص المادة الرابعة من القانون ذاته على انه "اذا خلا منصب الامير نودي بولي العهد اميرا. فاذا خلا منصب الامير قبل تعيين ولي العهد مارس مجلس الوزراء جميع اختصاصات رئيس الدولة لحين اختيار الامير بذات الاجراءات التي بايع بها ولي العهد في مجلس الامة وفقا للمادة الرابعة من الدستور".

وطلب مجلس الوزراء الكويتي في رسالته التي وجهها مساء امس الاثنين الى البرلمان عقد جلسة سرية خاصة للبرلمان للنظر في تنحية الامير غدا الثلاثاء على الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (07:00 تغ) وذلك قبل ساعات قليلة من موعد جلسة في البرلمان كانت تقررت الاحد ليؤدي خلالها امير الكويت القسم القانوني.

وفي رد فعل على ما يبدو على قرار مجلس الوزراء وجه الشيخ سعد اليوم "امرا اميريا" لتقديم موعد جلسة اداء القسم الى مساء امس الاثنين غير ان رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي رفض طلبه، وفق ما افاد النائب محمد الصقر.

وشوهد الشيخ حمد جابر العلي الصباح مدير مكتب الشيخ سعد امس يدخل مبنى البرلمان لتسليم رسالة الامير.

من جهة اخرى قال النائب الاسلامي وليد الطبطبائي ان مجموعة من النواب من جميع التوجهات اجتمعوا "للقيام بمبادرة مساعي حميدة لحل الازمة".

واوضح ان "المطلوب الان السماح للامير باداء القسم الدستوري ثم يتنازل للشيخ صباح" الاحمد الصباح رئيس الوزراء.

واشار الى تهديد نواب بمقاطعة جلسات البرلمان في حال لم يتم التوصل الى حل.

واوضح ان "20 عضوا سوف يقاطعون" جلسات البرلمان "اذا لم يوجد حل" وذلك للدفع في اتجاه حل توافقي.

يشار الى ان تنحية الامير تتطلب موافقة ثلثي اعضاء البرلمان البالغ عددهم 65 بينهم 16 من اعضاء الحكومة.

وعقد مكتب مجلس الامة الكويتي امس الاثنين جلسة طارئة لبحث الازمة الدستورية الناجمة عن طلب عقد جلستي البرلمان من طرفي الازمة في الكويت.

وفي حال تنحية الشيخ سعد فستكون المرة الاولى التي يتم فيها عزل امير في تاريخ الدولة الكويتية الحالية التي يؤرخ لها بعهد مبارك الكبير قبل اكثر من قرن والذي يتداول احفاده من ابنيه جابر وسالم على السلطة في الكويت بعد تولي ابنيه اللذين اصبح ابنائهم يشكلون جناحي السلطة في الكويت.

وكان الخرافي اعرب امس الاول الاحد عن امله في ان يتمكن "حكماء" الاسرة الحاكمة من حل هذه الازمة بيد انه اضاف "اما اذا كان قدرنا ان نتحمل مسؤوليتنا كاعضاء في مجلس الامة فسنتحملها".

وقالت مصادر في الاسرة الحاكمة لوكالة فرانس برس ان اقطاب الاسرة قاموا بمحاولة اخيرة الاحد للتوصل الى حل ودي غير ان مساعيهم باءت بالفشل.

والشيخ سعد (75 عاما) مدعوم من ابن عمه الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني الكويتي والذي يعتبر عميد اسرة الصباح بحكم سنه.

وفي المقابل يدعم عدد كبير من افراد الاسرة الحاكمة اضافة الى اعضاء الحكومة والصحف المحلية رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح (76 عاما) السياسي المحنك الذي يدير فعليا شؤون الكويت منذ عدة سنوات.

وكان مجلس الوزراء برئاسة الشيخ صباح اعلن السبت الماضي بدء الاجراءات الدستورية لتنحية الامير بسبب وضعه الصحي.

وقام انصار الشيخ سعد الاحد بوضع لافتات كبيرة في مدينة الكويت ومناطق اخرى من الامارة تحمل عبارة "بطل التحرير" في اشارة الى الشيخ سعد الذي يعتبر بطل تحريرالكويت من الغزو العراقي (1990-1991) وعلقوا صوره على سور البرلمان.

واصبح الشيخ سعد تلقائيا اميرا على الكويت في 15 كانون الثاني/يناير اثر وفاة امير الكويت السابق الشيخ جابر الاحمد الصباح.(أ.ف.ب)