الصحف الكبري في امريكا وبريطانيا واستراليا وهولندا لم تنشر الرسوم..صحيفة بريطانية:نشر الرسوم «ينم عن انحطاط في الذوق» و«مسيئة إلى حد البلاهة»

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
جزائري يصرخ بأعلى صوته خلال تظاهرة في العاصمة الجزائرية للتنديد بالإساءة للرسول الكريم
جزائري يصرخ بأعلى صوته خلال تظاهرة في العاصمة الجزائرية للتنديد بالإساءة للرسول الكريم
لم تقم حتى الآن اي من الصحف الكبرى الامريكية بنشر اي من الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم,فقد احجمت النيويورك تايمز والواشنطن بوست واليو اس اي توداي وحتى صحيفة اللوس انجلوس تايمز الاكثر ليبرالية في اميركا عن نشر الرسوم حتى الآن وقامت بدلا من ذلك بوصفها من خلال الكلام اثناء تغطيتها لرد فعل المسلمين الغاضب على هذه الرسوم.

وفي بريطانيا تكررت الشيء نفسه فالصحف الكبرى مثل التايمز والصندي تايمز والديلي تلجراف والصندي تلجراف وحتى صحيفة الصن المشهورة بصفحتها الثالثة الاباحية لم تقم بنشر الرسوم المسيئة.

وتميزت الصحافة البريطانية بكم هائل من الانتقادات لجميع الاطراف لكنها اعطت القسط الوافر من انتقاداتها للصحف التي نسرت الرسوم ففي صفحة التعليق في صحيفة "الصندي تايمز" يقول سيمون جينكيز إنه "لا وجود لحق مطلق لأي شخص بالحرية" وإن "الحضارة هي قصة تضحية الإنسان بالحرية من أجل أن يعيش البشر بوئام".

ويقول جينكيز "إنه ما كان على الصحيفة اليمينية الدنماركية أن تنشر الرسوم المسيئة وإنه ما كان على الصحف الأوروبية أن تعيد نشرها".

ويتابع جينكينز تعليقه فيضرب مثلا بالبريطانيين فيقول "إنه رغم موقفهم الخشن اتجاه الدين إلا أنه ما من جريدة يمكن أن تسمح لرسام كاريكاتور بأن يصور المسيح (عليه السلام) وهو يقوم بإسقاط قنابل عنقودي، أو يسخر من "المحرقة" أو "الهولوكوست".

ويصف جينكيز الأسباب التي ساقتها الصحيفة الدنماركية لنشر الرسوم بأنها "كلام فارغ" ويصف الرسوم بأنها "مسيئة ومثيرة للغضب".

ويقول جينكيز "إن مطالبة الصحيفة الدنماركية للصحف في أوروبا بالتضامن معها، ونعت من يشعر بالإساءة من الرسوم بأنه أصولي يكاد يصل إلى حد إثارة المشاعر العنصرية".

ويضيف:" إن الإسلام دين قديم وسام، وإن تعاليمه مثل تعاليم المسيحية، قد تؤول بأشكال مختلفة، وقد تستخدم لغايات عنيفة، لكن الإسلام في جوهره دين صفاء وبساطة." وينضم جون كايسي في "الصندي تلغراف" إلى رأي جينكيز فيقول "إن الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي سببت هذا القدر من الاحتجاجات ناجمة عن جهل الغرب بالإسلام." ويضيف بالقول: "مشكلة تلك الرسوم أنها تنم عن الحماقة، كما أنها تقوم على جهل تاريخي، وهي بالتالي تدل على ذوق فظيع".

ويقول كايسي:" نعلم جميعا أن الإسلام يأمر بالجهاد، وذلك قد يعني إما الجهاد الروحي أو القتال الفعلي من أجل الدين.

أما الافتراض، كما افترضت الصحيفة الدنماركية، أن الإسلام هو لذلك دين مكرس للإرهاب، فهو افتراض يماثل في سخافته افتراض أن المسيحية مكرسة للغزو والقمع والقتل بسبب الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش وطرد اليهود والمسلمين من إسبانيا(الأندلس). وقالت صحيفة "الصندي تلغراف" ان نشر الرسوم "ينم عن انحطاط في الذوق"ووصفتها بأنها "مسيئة إلى حد البلاهة".

وفي هولندا قال مراقبون إن الصحف في هولندا التي شهدت في السنوات القليلة الماضية تصاعدا في التوترات العرقية نأت بنفسها الى حد كبير عن نشر الرسوم التي تصور النبي محمد في خطوة تستهدف فيما يبدو تجنب الاحتجاجات.

وعلى النقيض من دول أوروبية مجاورة لم تعد الصحف الهولندية نشر الرسوم المثيرة للجدل في قرار يعكس حساسية متزايدة من جانب هولندا تجاه بواعث قلق المسلمين.

وقال حكمت خان من مجموعة الاتصال الاسلامية التي يتبعها 115 ألف مسلم إن التوترات العرقية تصاعدت في هولندا منذ مقتل الفنان ثيو فان جوخ عام 2004 بسبب فيلمه الذي ينتقد الاسلام رغم التاريخ الطويل لهذا البلد في مجال التسامح الديني والسياسي.

واضاف خان "مقارنة بدول أخرى مثل فرنسا حيث نشرت جميع الرسوم الكاريكاتورية لم نر الكثير منها هنا." وقالت صحيفة دي تلجراف الشعبية اليومية التي توزع نحو 800 ألف نسخة انها اختارت عدم اعادة نشر الرسوم الاستفزازية تجنبا لاثارة غضب المسلمين الهولنديين.

وقال رود ميكرز المسؤول عن صفحة الشؤون الخارجية بصحيفة دي تلجراف "حرية التعبير مهمة...ولكننا لا نعتقد أن من المناسب نشرها (الرسوم) في الوقت الراهن." وكتبت صحف هولندية أخرى عن القضية وأعاد بعضها نشر صور صغيرة لصفحات من صحف أوروبية ولكنها تجنبت نشر الرسوم كاملة.

وكان الهولنديون الذين اشتهروا طويلا بتسامحهم قد وجدوا أنفسهم في الآونة الأخيرة عرضة للتوترات العرقية والدينية.

وقتل فان جوخ على أيدي مسلم مولود في أمستردام أقر بارتكابه الجريمة.

و اعلنت صحف استرالية عدة من بينها كبريات صحف سيدني وملبورن أمس الاثنين انها لا تعتزم نشر الرسوم التي اثارت غضبا في العالم الاسلامي.

وقال رئيس تحرير صحيفة "ديلي تلغراف" انه لن يكون من الحكمة نشر هذه الرسوم نظرا لاعمال العنف التي اندلعت مؤخرا بين استراليين ولبنانيين في حي شاطئ كورنولا في سيدني.

وقال ديفيد بينبيرثي لاذاعة "آ بي ثي" انه "من المعروف منذ زمن بعيد ان الاسلام يمنع اي صور للنبي محمد.

لكن قبل ان ننشر اي رسم يسخر من يسوع المسيح نفكر مرتين ايضا".

اما رئيس تحرير صحيفة "هيرالد صن" الواسعة الانتشار في ملبورن فقد اكد ايضا ان صحيفته لن تنشر هذه الرسوم.

وقال لاذاعة تجارية "لا اعتقد ان اي صحيفة استرالية ستنشر هذه الرسوم لانها من القضايا التي لا نعرف النتائج التي يمكن ان تؤدي اليها".

واكد رئيس تحرير صحيفة "سيدني مورنينغ" الان اوكلي ان نشر هذه الرسوم بحث في صحيفته لكنه رفض في نهاية الامر.

واوضح ان صحيفته نشرت وصفا لهذه الرسوم ولا داعي لنشر الصور بحد ذاتها.

وقال "لسنا مضطرين لنشر صور اباحية لنتحدث عن الاباحة".

و أفادت تقارير أمس الاثنين أن موزعي الصحف المسلمين في النمسا في عطلة نهاية الاسبوع رفضوا توزيع صحيفة يومية أعادت نشر الرسوم.

وأمتنع حوالي 30 من العاملين بشركة التوزيع "ردميل" عن توزيع نسخ من صحيفة كلين تسيتونج التي تنشر في جراز وكلاجينفورت.

وقالت شركة ردميل إنهم يريدون حوارا مع العمال المسلمين لنزع فتيل الموقف.

وتم ترتيب نسخ بديلة حتى تحصل آلاف المنازل على الصحيفة الصباحية كالمعتاد.

وفي فيينا نشرت صحيفتان كبيرتان دير ستاندارد ودي برس أيضا الرسومات أو بعضا منها ولكن لم يرد شيء عن توقف توزيعهما.

ودافع رئيس تحرير صحيفة كلين تسيتونج أروين زانكل عن قراره بنشر الرسومات.

وقال إنه كان يشعر بواجب إبلاغ الجمهور ولكنه لم يقصد إهانة دين أحد.

وإشارة إلى المظاهرات والهجمات على الممتلكات الاوروبية في الدول الاسلامية قال زانكل "أعتقد إن هذه الاثارة تمت بفعل فاعل وتحت توجيه فبعد أربعة شهور من نشر الرسومات لاول مرة وفجأة تحدث هذه المظاهرات وأعمال العنف في كافة الدول الاسلامية.

وكان سليمان علي رئيس الجالية المصرية في النمسا ومقرها مدينة جراز اقترح أن تتولى الرئاسة النمساوية للاتحاد الاوروبي التوسط.

وقال "يجب ألا نسمح بصب مزيد من الزيت على النار".

اما في فرنسا فقد اخليت أمس الاثنين مكاتب الصحيفة الفرنسية "فرانس سوار" في باريس التي كانت الاولى في فرنسا التي نشرت الرسوم، وذلك بعد انذار بوجود قنبلة، وفق ما قال افراد من اسرة التحرير لوكالة فرانس برس.

واوضح هؤلاء الصحافيون انه تم اخلاء المكاتب قرابة الساعة 00،13 (00،12 ت غ) وضرب طوق امني حول مقر الصحيفة فيما باشرت الشرطة اعمال التفتيش مستعينة بالكلاب البوليسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى